كوميديا موسيقية راقصة تكاملت فيها عناصر الإخراج من حيث الآداء والدراما القصصية مع الجماليات السينوغرافية من إضاءة ومؤثرات وديكور وملابس، في مسرحية “بينوكيو” لسارجي أوليفيي تابيارو التي تم عرضها في سهرة خاصة موجهة للأطفال أمس الأحد ضمن الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي.
قصة “بينوكيو” التي تعد من أشهر كلاسيكيات أدب الطفل والأكثر تداولا بين الأجيال، جسدها 12 عنصرا تفاعلوا فيما بينهم في لوحات راقصة وحوارات موسيقية وسط ألوان وديكور واكسسوارات رحلت بالأطفال الحاضرين إلى عالم القصة والخيال المليء بالإثارة والتشويق.
حكاية الطفل الخشبي الذي تحول إلى آدمي ليدخل حياة البشر بخيرها وشرها وبقساوتها وزيفها فيتعلم منها دروسا في المعاني الحقيقية للحياة والحب والإخلاص والصدق، التفاصيل الروائية لهذه القصة الشهيرة قدمها “سيرجيو أوليفي تابيارو” بتصور مسرحي راقص وحوارات غنائية وأخرى مباشرة ليضمن متعة الفرجة لدى الأطفال وليبلغ لهم رسائل تربوية بلغة فنية قائمة على الإبهار المشهدي في مختلف المواقع الداراماتورجية للعمل الذي ضمّن فيه أيضا رسالة للأولياء الحاضرين مع أطفالهم لتوعيتهم بالتأثيرات السلبية للألعاب الالكترونية على أذهان الصغار.
ويعود تاريخ قصة “مغامرات الدمية بينوكيو” إلى سنة 1892 حيث حققت نجاحا عالميا بعد أن كتبها الايطالي كارلو كلودي، واستلهمت العديد من الأفلام الكرتونية التي أنتجت في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي قصصها من هذه الحكاية التي لا تزال عملاً مؤثراً في نفوس المشاهدين سواء كانت رواية أو فيلماً كرتونياً أو مسرحية كوميدية موسيقية مثل التي تابعها الأطفال في سهرة أمس بعد أن فسح لهم مهرجان قرطاج الدولي هذا العام المجال لاكتشاف عمل مسرحي يقوم بجولات حول العالم.