عاد الهدوء، صباح اليوم الثلاثاء، الى مدينة بن قردان من ولاية مدنين بعد احتجاجات ليلية تمّ خلالها إحراق العجلات المطاطية بالشوارع واستعملت فيها الوحدات الامنية الغاز المسيل للدموع، وذلك على خلفية ما آلت اليه أوضاع المدينة من تدهور وركود تجاري كبيرين منذ توقف التجارة البينية مع ليبيا بسبب غلق المعبر الحدودي برأس جدير اكبر مشغل لأبناء المنطقة.
وصرّح كثير من متساكني بن قردان، لمراسل (وات) في الجهة، بأن هذه النتيجة متوقعة وأن الوضع حتما سينفجر بعد احتقان كبير وصمت تواصل لأشهر دون وجود أيّة مساع رسمية وتعامل حكومي جدي مع وضع المنطقة الذي اصبح مزريا وصعبا ، منبهين الى خطورة الوضع أمام تجاهل مجموعة من المطالَب رفعها معتصمون منذ أكثر من شهر ونصف وأبرزها حلول جدية لمعبر راس جدير ولضمان كرامة التونسي وحل الوضع التنموي بتفعيل المشاريع المعطلة وايفاء الحكومة بوعودها تجاه المنطقة،حسب تصريحهم.
وقد ألقت أزمة معبر رأس جدير، بتواصل غلقه، بظلالها على مدينة بن قردان وتحولت أسواقها التي كانت قبلة الزوار الى محلات مغلقة، مؤكّدا أنّ فتح البعض منها بالكاد يوفّر بعض المنتوجات لتتضرر بذلك عدة مواطن شغل وتغلق موارد رزق مصدرها الوحيد التجارة عبر معبر رأس جدير الحدودي بكل ما تطرحه من مخاطر وصعوبات وسوء معاملة.
ورغم عودة الهدوء، الا انه يبقى حذرا لتنامي درجة الاحتقان والغضب بعد مدة انتظار طويلة آملا في بحث الجهات الرسمية لحل للوضع الا ان المبادرات لمعالجة الوضعية كانت محتشمة واقتصرت على اجتهادات من بلدية بن قردان مع بلدية زوارة الليبية ولم تثمر بعد نتيجتها لعدم استكمال المفاوضات، وفق ما بيّنه ميلود اللافي احد أبناء بن قردان، مشدّدا على ان معالجة معبر رأس جدير والوضع التنموي بالمنطقة يتطلب إرادة سياسية وتحركا حكوميا رسميا.
ويذكر ان اعتصاما لا زال متواصلا بمنطقة القيطون قرب معبر راس جدير الحدودي احتجاجا على الوضع التنموي بالمنطقة من حيث تعطل الوعود التي اقرتها الحكومة لفائدتها وتواصل أزمة معبر رأس جدير المغلق منذ فترة .
الوسوماحتجاجات ليلية مدينة بن قردان