لوّحت الهيئة المحلية للهلال الاحمر التونسي في دوز من ولاية قبلي، في بيان لها أمس الاربعاء وتحصّل مراسل (وات) على نسخة منه، بتقديم
استقالة جماعية في صورة تواصل ما اعتبرته “المظلمة” التي سلّطت عليها من الهيئة الجهوية للهلال الاحمر، منذ شهر مارس الماضي، والتي دفعتها إلى إيقاف كافّة
الدورات التكوينية في الاسعافات الاولية منذ ذلك الشهر الامر الذي أثّر على أنشطة هذه الهيئة التي قدمت عديد الخدمات الانسانية لمتساكني دوز الكبرى، حسب نصّ
البيان.
وأكّد كاتب عام الهيئة المحلية للهلال الاحمر بدوز، محمد الحبيب الصيد، ، اليوم الخميس، لمراسل (وات)، ان اصدار الهيئة لهذا البيان مردّه تعطّل المساعي الصّلحية
مع الهيئة الجهوية التي يرفض اعضاءها الجلوس على طاولة الحوار لحل الاشكال القائم منذ مدة حول مشروع “كن مسعفا” الممول من قبل الشركات البترولية المنتصبة
في صحراء دوز، وذلك في اطار المسؤولية المجتمعية لهذه الشركات التي امّنت 13 الف دينار لانجاز هذا المشروع تلقت الهيئة المحلية 10 الاف دينار منها لاقتناء
جملة من التجهيزات ثم 1700 دينار كقسط اول من مصاريف التسيير والتكوين.
وأوضح المصدر ذاته أنّ الهيئة المحلية للهلال الاحمر بدوز اضطرت لإمضاء الاتفاق حول انجاز هذا المشروع بصفة فردية خدمة للمصلحة العامة خاصة وأنّه سيمكن
من تكوين 180 شخصا من مدينة دوز الكبرى في الاسعافات الاولية، مبيّنا أن الهيئة قد تقدمت بهذا المشروع، منذ سنة 2016 ، ليتمّ تمويله في إطار المسؤولية المجتمعية للشركات البترولية وقد حظي بالموافقة من احدى الشركات البترولية، في سنة 2017، وقد تم الشروع في الانجاز في مطلع هذه السنة، وذلك بصفة فردية (وهو في حال
توقف بعد وصول الاشغال الى مرحلة متقدمة).
وأكّد أنه قد راسل الهيئتين الجهوية والمركزية من أجل التأشير على المشروع الا انه لم يتلق ردّا الأمر الذي جعل أعضاء الهيئة المحلية بدوز يعتقدون أنّه لا يوجد مانع من
قبل الهيئتين المذكورتين للشروع في الإنجاز.
وفي ردّه على هذه الاشكالية، أوضح رئيس الهيئة الجهوية للهلال الاحمر التونسي في قبلي، عبد المجيد الغالي، لمراسل (وات)، ان الهيئة الجهوية تعتبر هذا الاشكال
” شأنا هلاليا داخليا” يحلّ داخل الهلال الاحمر الامر الذي دفعه الى التأكيد على كافة أعضاء الهيئة الجهوية عدم الرد على أية مغالطات تصدر عن الهيئة المحلية في دوز
وتفادي أية توجهات ترمي الى “تأليب الشارع” ضد الهيئة، حسب قوله.
وبيّن أنّ ملف مشروع “كن مسعفا”، الذي أمضت عليه الهيئة المحلية للهلال الاحمر في دوز بصفة فردية، بات من انظار اللجنة القانونية للهيئة المركزية للهلال الاحمر
وهي التي ستبدي فيه الرأي نظرا لكون قانون الهيئة يؤكد على أن الامضاء على أية اتفاقيات بها بمقابل مادي او هبات يتم بعد دراستها من قبل هذه اللجنة التي
تراجع كافة بنود الاتفاقيات وتنقّحها بما يتماشى مع قانون الهيئة وقد يصل الحد الى رفضها في صورة عدم تماشيها مع القانون حتى وان كانت لها عائدات مادّية هامّة.