تسربات من الشبكة الرئيسية للتطهير في أكثر من خمس نقاط داخل حي حفر الطين، وبرك من المياه المستعملة بعضها تتجمع أمام المنازل والدكاكين والبعض الآخر يتجمع في محطة الضخ المعدة لضخ المياه المستعملة من هذا الحي نحو محطة التطهير، هو الوضع الذي دفع سكان الحي صباح اليوم الاثنين الى تنفيذ وقفة احتجاجية وقطع الطريق الرئيسية على مستوى شارع فرحات حشاد وسط مدينة توزر، الذي لا يبعد سوى بعض الأمتار عن الحي.
وطالب السكان خلال وقفتهم بإيجاد حل جذري لما يعتبرونها “كارثة بيئية” تهدد حياتهم وصحتهم منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن، وفق تصريحات متطابقة لمراسلة (وات)، واكدوا تذمرهم من هذا الوضع ومن عجز الجهات المعنية (أي بلدية توزر والإدارة الجهوية للديوان الوطني للتطهير) عن معالجة الوضع وتحسين الشبكة بما يجنبهم تسرب المياه المستعملة مجددا، وتحدث احدهم عن معاناة ابنتيه بسبب أمراض تنفسية جراء هذا الوضع.
واكد المحتجون عدم قدرتهم على تحمل الوضع أكثر، واعربوا عن تخوفهم من ظهور أمراض خطيرة على غرار الكوليرا، فضلا عن إمكانية تضرر الاحياء المجاورة، مشيرين الى انهم ملتزمون بدفع معاليم الربط بشبكة التطهير.
ومن جهته بين ضابط العدلية بالشرطة البيئية بتوزر عبد الرحمان بوعقة أن مصالح هذا الجهاز “قامت منذ انطلاق عمله بعدة إجراءات للتنبيه الى خطورة الوضع البيئي الذي يعيشه الحي من خلال مراسلات الى بلدية المكان والإدارة الجهوية للتطهير بتحسيسهما ودعوتهما الى التدخل الناجع” واشار الى ان “بعض التدخلات التي تم تنفيذها بداية هذه السنة حدت من ظهور التسربات في حفر الطين، إلا أنها أدت الى ظهور تسربات في حي القيطنة المجاور”.
وبين أن الاشكال يتمثل في “عدم قدره محطة الضخ والقنوات التي تم تركيزها في الحي، على استيعاب الكميات الكبيرة من المياه المستعملة، وعجزها عن ضخها نحو محطة التطهير بسبب الدراسة الفنية التي لم تأخذ بعين الاعتبار خصوصية هذا الحي وتوسطه لمجموعة من الاحياء الأخرى ذات الكثافة السكانية وتزايد عدد السكان بأكثر من ثلاثة أضعاف حين انجاز الدراسة وما يؤديه ذلك الى تطور حجم الاستهلاك المنزلي للمياه”، وفق تقديره، واعتبر أن ما يعيشه السكان “كارثة بيئية حقيقية، نظرا لما تسببه من أمراض جلدية وتنفسية وانتشار الحشرات كامل السنة والروائح الكريهة التي تقلق راحتهم”.
وكان والي توزر صالح مطيراوي زار المحتجين ووعدهم بالتدخل بداية من هذا اليوم لإصلاح الشبكة والقضاء على التسربات بصفة نهائية، مؤكدا لهم علمه بالإشكال وما يعانيه سكان المنطقة.