“النهضة رسمت مربع خصومها في المجتمعين المدني والسياسي للبرلمان والرئاسة .. انتخابات 2019 لتضميد الجراح” و”على خلفية أزمة نداء تونس .. هل اختارت النهضة يوسف الشاهد على حساب الباجي قائد السبسي؟” و”هل يستقيل الشاهد من النداء؟” و”وزارة الداخلية .. تغييرات واقالات جديدة في الشرطة والحرس” و”النقابات تتنازل بشروط والاصلاح التربوي غائب كالعادة .. عودة مدرسية عادية في مناخات متشنجة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أنه ليس من باب الصدفة أن تطلق الحركة الاسلامية في تونس مطلع هذا الشهر الندوات التمهيدية للندوة السنوية الثانية للاطارات تحت لافتة “النهضة الحزب المنظم” الحزب القوي، حزب الكفاءات في الوقت الذي يدرك فيه المجتمع حجم الخلافات بين الشقوق التي توصف أحيانا بكونها خلافات بين الصقور والحمائم وأحيانا أخرى بين الاصلاحيين والمحافظين وغيرها من التعبيرات والتي تدل على أن حركة النهضة لا تشذ عن بقية الكيانات السياسية ببلادنا وحتى في المنطقة وتلاحقها أيضا “لعنة الشقوق”.
وأضافت أن مربط الفرس هو الاعلان رسميا بأن للنهضة مرشحها للانتخابات الرئاسية وأن “الغنوشي له كل المواصفات لانجاح أي موقع من المواقع الكبرى” حتى وان لم تحسم الحركة بعد أمرها بوضوح علنيا، علما وأن الشيخ المؤسس مقدم على التفرغ من المسؤولية الاولى في الحزب في المؤتمر القادم بما أنه لم يعد له الحق في تجديد الولاية وبالتالي قد يكون الترشح لرئاسة الجمهورية بديلا مناسبا لتكريمه وفتح الباب لغيره من الصقور أو الحمائم للتربع على عرش النهضة موضحة أنه عرش يتعطش اليه الكثيرون الذين تتوفر فيهم المواصفات الضرورية والتي من بينها سنوات الجهاد والسجن والعذاب داخل تونس قبل خارجها وهذه في حد ذاتها مسألة خلافية نائمة الى حين، وفق تقدير الصحيفة.
وأثارت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، استفهاما جوهريا حول مدى امكانية القول بأن حركة النهضة مقتنعة بأن النداء بقيادته الحالية هو شريكها الاساسي في التوافق الذي تدعو اليه أم أنها تبحث عن شريك اخر أكثر صلابة وديمومة من الحزب الفائز بانتخابات 2014؟ مشيرة الى أن حركة النهضة جدية وجدية للغاية عندما تقول بأنها متمسكة بالتوافق وبأوسع توافق ممكن سياسيا واجتماعيا وأنها تخشى من شخصنة التوافق وتريد أن ينتقل من التوافق بين “الشخين” الى التوافق بين الحزبين وتسعى جاهدة لكي تكون لها علاقات ودية مع المنظمتين الاجتماعيتين الكبيرتين .. اتحاد الشغل واتحاد الاعراف وخاصة مع المنظمة الشغيلة التي اكتوت النهضة بغضبها سنوات حكم الترويكا وأضحت منذ تلك الفترة تحرص على الود معها حتى ولو كان من جانب واحد.
وأضافت أن مصلحة النهضة واضحة في كل هذا، فهذا التوافق السياسي والاجتماعي الواسع حتى وان كان شكليا فهو يحميها من ويلات العزلة ويسمح لها بأن تكون في السلطة دون أن يضطرها الى الاضطلاع بها لوحدها حتى لو فازت في الانتخابات العامة موضحة أن النهضة قد استعدت قبل غيرها الى طي صفحة الباجي قائد السبسي حتى وان استعملت في ذلك كل التعبيرات الديبلوماسية المعسولة الممكنة وبعد ذلك الاستعداد لكل تحول ممكن في موازين القوى السياسية والاكيد أن النهضة ستكون مع المنتصر أيا كان هو، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت جريدة(الشروق)، في مقال الى الاقالات والتغييرات صلب الادارة العامة للامن الوطني في عدد من اقاليمها وأجهزتها وشملت التغييرات مناطق وأقاليم في كل بن عروس ونابل والكاف وجندوبة وبنزرت وتطاوين وأريانة واقالة عدد من المسؤولين الامنيين ونقلتهم للتفقدية اضافة الى احداث تغييرات هامة صلب عدد من الهياكل الفرعية المنضوية تحت الادارة العامة للامن الوطني.
وأضافت، أنه تم الابقاء على مدراء اقليم تونس وقرطاج الذين تم تغييرهم منذ فترة قصيرة حيث تمت نقلة رئيس اقليم قرطاج الى تونس بعد أن نجح في الجمع بين اقليميين في فترة حساسة وتم تعيين مدير جديد على رأس اقليم قرطاج.
وعلمت، أن الادارة العامة للحرس الوطني ستعلن بدورها عن تغيرات هامة صلب بعض أجهزتها الحساسة على غرار الابحاث والاستعلامات وفي عدد من الاقاليم والمناطق في عدد من ولايات الجمهورية كما سيتم أيضا اقالة عدد من القيادات الامنية بثكنة العوينة واعادة قيادات أخرى تمت اقالتها في اطار تصفية حسابات سابقة بين أحزاب سياسية على غرار المدير السابق لمكافحة الارهاب بالعوينة.
أما جريدة (الصباح) فقد أشارت في ورقة خاصة، الى أن يوم واحد يفصل العائلات التونسية عن موعد العودة المدرسية وسط هاجس اساسي ووحيد لاولياء الامور وهو ضمان نجاح أبنائهم كلفهم ذلك ما كلف، غير أن هذه المحطة الهامة تعيش اليوم على وقع تحديات جسام في ظل ملفات اجتماعية ما تزال عالقة بين سلطة الاشراف ونقابة التربية بما جعل هذه الاخيرة تؤكد في معرض تصريحاتها الاعلامية بأن أجواء العودة المدرسية هذه السنة ستكون ساخنة في صورة عدم التوصل الى اتفاق بين الاطراف المتفاوضة.
وتساءلت، هل ستكون هذه السنة حلقة أخرى من حلقات التشنج بين الوزارة والنقابة وتطويق الاشكال بين الاطراف المتفاوضة بما يؤشر لتجاوز فرضية التصعيد وانجاح العودة المدرسية والسنة الدراسية ككل لا سيما أن جزءا كبيرا منهم يضطرون اليوم الى الاعتماد على قروض بنكية لتأمين مستلزمات العودة المدرسية.
وأشارت الى أنه بالتوازي مع الملفات النقابية العالقة فان جملة من التحديات الاخرى تفرض نفسها على غرار مدى استعداد وزارة التربية لتأمين نجاح العودة المدرسية هذه السنة في ظل السيناريو الذي أضحى “مألوفا” بما أنه يتكرر على مدار السنوات الماضية من خلال انطلاق الدروس في اقليم تونس الكبرى وعدد من الولايات الاخرى مقابل تأخرها عن الانطلاق في المناطق الداخلية الى جانب جملة من المسائل الحارقة على غرار مدى جاهزية البنية التحتية في بعض المدارس واشكالية المعلمين النواب وغيرها من علل المنظومة التربوية التي تعد خافية على القاصي والداني.