سيكون النادي الافريقي والنادي الصفاقسي في تنقلين محفوفين بالمخاطر عندما يحل الاول ضيفا على الملعب القابسي يوم السبت والثاني ضيفا على نجم المتلوي يوم الاحد لحساب الجولة الثالثة لبطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم التي ستكون منقوصة من “دربي” العاصمة الصغير بين الترجي الرياضي والملعب التونسي من جهة ومقابلة نادي حمام الانف والنجم الساحلي من جهة اخرى بسبب التزامات فريقي “باب سويقة” و”جوهرة الساحل” في مسابقة رابطة ابطال افريقيا.
في المباراة الاولى يشد النادي الافريقي الرحال الى الجنوب التونسي برغبة تحقيق فوزه الثاني على التوالي لتاكيد طموحاته العريضة هذا الموسم في المراهنة على لقب البطولة الغائب عن خزائنه منذ ثلاث سنوات خصوصا في ظل الانتدابات الهامة التي قام بها الفريق خلال الميركاتو الصيفي ابرزها عودة اسامة الدراجي والتعاقد مع زكرياء العبيدي والكاميروني ابراهيم موشلي.
ويدرك فريق “باب الجديد” جيدا ان مفتاح التتويج باللقب يكمن في عدم التفريط في نقاط مثل هذه المباريات حتى لا يخسر مسافة عن منافسيه التقليديين وهو الذي كان قد فوت في نقطتين هامتين في الجولة الافتتاحية بتعادله سلبا مع نادي حمام الانف على ملعب رادس. وحاولت ادارة النادي الافريقي قدر الامكان تاثيث فترة الراحة التي عرفتها البطولة بسبب اجراء تصفيات كاس افريقيا للامم من خلال برمجة تربص خاطف بمصر تخللته مقابلة ودية خسرها امام نادي بيراميدز المصري بهدف دون رد وذلك بهدف الابقاء على جاهزية اللاعبين من الناحية البدنية والمحافظة على نسق المقابلات غير ان ما يثير قلق الاطار الفني في الفترة الراهنة تذبذب الاداء الهجومي في ظل تسجيل هدف واحد في ثلاث مقابلات وهو ما جعله يخضع عناصر الخط الامامي لمزيد من التمارين الخصوصية امام المرمى لتحسين النجاعة.
وفي المقابل يتطلع الملعب القابسي الى التوقيع على انتصاره الاول هذا الموسم امام خصم من العيار الثقيل لمصالحة انصاره بعد بداية متعثرة من تعادل على ارضه مع نجم المتلوي وخسارة خارج الديار امام الملعب التونسي. ونشطت الهيئة المديرة لفريق “الستيدة” في الفترة الاخيرة لتعزيز الرصيد البشري بالتعاقد مع الظهير الايمن النيجيري صامويل والمهاجم سيف الدين الجزيري العائد من تجربة ضمن نادي طنطا المصري من اجل توفير اكثر حلول للمدرب وليد الشتاوي في خط الهجوم الذي بقي صائما خلال الجولتين الاوليين الى جانب امكانية التعويل على خدمات الثنائي الجيلاني عبد السلام ومراد الزهو بعد فض الخلاف القائم مع نجم المتلوي.
اما في المباراة الثانية بين نجم المتلوي والنادي الصفاقسي المقررة في توزر نتيجة اشغال اعادة التهيئة والصيانة التي يعرفها ملعب المتلوي فسيدخلها فريق عاصمة الجنوب بشعار الانتصار لتثبيت موقعه ضمن كوكبة اندية الصدارة ورفع منسوب الثقة في صفوف الفريق الذي تخلى في فترة الانتقالات الصيفية على عدة عناصر محنكة اهمها الحارس رامي الجريدي والمدافع ياسين مرياح ولاعبي الوسط ماهر الحناشي وكريم العواضي. ويعلق النادي الصفاقسي امالا كبيرة على هذه المباراة حتى تكون نقطة اقلاعه الحقيقية في سباق البطولة بعد اداء لم يرتق الى مستوى التطلعات الى حد الان بتعادل صعب خارج الارض مع النادي البنزرتي وانتصار بشق الانفس داخل الديار على الوافد الجديد اتحاد تطاوين.
وفي المقابل سيحاول نجم المتلوي الذي يملك في رصيده مباراة مؤجلة تاكيد بدايته المشجعة بعدما فرض التعادل في لقائه الاول على مضيفه الملعب القابسي في سادس مواسمه على التوالي ضمن اندية النخبة. ويامل فريق المناجم الذي عزز صفوفه بالمهاجم الغابوني دافيد مايونغو مواصلة سلسلة نتائجه الايجابية على ارضه امام النادي الصفاقسي بعدما تمكن من فرض التعادل عليه في بطولة العام الفارط والفوز عليه في مرحلة التتويج “بلاي اوف” للموسم قبل الماضي لكن ما قد يعيق نسبيا المدرب عفوان الغربي نقص نسق المقابلات مقارنة بالمنافس الذي خاض اكثر مباريات انطلاقا من دورة صلالة العمانية مرورا بالبطولة العربية وصولا للبطولة المحلية.
وفي مقابلة اخرى يدخلها الفريقان بوضعية مريحة في ظل انطلاقتهما الواعدة يستضيف النادي البنزرتي يوم السبت اتحاد بن قردان وفي جراب كل منهما اربع نقاط من فوز وتعادل. وسيعمل النادي البنزرتي على استغلال عاملي الارض والجمهور للبقاء في ديناميكية النتائج الايجابية والخروج بالعلامة الكاملة للمرة الثانية على التوالي بعد الانتصار الهام في الجولة الماضية على مستقبل قابس في موسم يراهن فريق خلاله فريق “قرش الشمال” على ان يكون استثنائيا ويقترن بالحصول على مركز متقدم يخول له العودة للمشاركة في احدى المسابقات الخارجية غير انه سيجد في طريقه منافسا في افضل حالاته من الناحية النفسية خصوصا بعدما فرض في الجولة الفارطة على النجم الساحلي اقتسام النقاط بالملعب الاولمبي بسوسة بالذات فضلا عن كونه لم ينهزم في بنزرت منذ صعوده الى الرابطة المحترفة الاولى سوى في مناسبة واحدة مقابل تعادلين اثنين.
كما سيكون ملعب مصطفى بن جنات يوم الاحد مسرحا لمواجهة حامية الوطيس بين الاتحاد المنستيري وضيفه شبيبة القيروان رهانها الخروج من عنق الزجاجة. وسيحاول المحليون تضميد جراحهم اثر عثرتين متتاليتين وتحقيق اولى نقاطهم هذا الموسم حتى لا تزداد الامور تعقيدا قبل الموعد القادم امام غريمهم التقليدي النجم الساحلي في “دربي” الساحل في حين سيعمل الضيوف على استغلال اهتزاز معنويات منافسهم للعودة على الاقل بنقطة التعادل حتى لا يتوقف العداد عن الدوران بعد تعادل الجولة الماضية امام نادي حمام الانف.
مقابلة اخرى لا تقل قيمة ستجمع يوم الاحد بين اتحاد تطاوين ومستقبل قابس اللذين يقبعان في اسفل الترتيب بلا رصيد. ولم يكن اتحاد تطاوين محظوظا في مستهل هذا الموسم بعدما وضعته الرزنامة في اختبارين عسيرين خلال الجولتين الاوليين خارج القواعد امام الترجي الرياضي حامل اللقب والنادي الصفاقسي الا ان ذلك لن يمنعه من اللعب تحت ضغط النتيجة امام جاره مستقبل قابس باعتبار ان خسارة ثالثة على التوالي قد تضع مدربه اسكندر القصري على رمال متحركة. اما مستقبل قابس الذي استرجع خدمات مدافع الجزائري عبد العزيز القشي فلا يستطيع الا ان يلوم نفسه على بدايته السيئة باعتباره فرط في تقدمه في اللقاء الاول امام مضيفه اتحاد بن قردان لينقاد الى الخسارة 1-2 قبل ان يتكبد هزيمة ثانية على ارضه امام النادي البنزرتي بثنائية نظيفة عجلت بحصول القطيعة مع المدرب حاتم الميساوي وتعويضه بلطفي السليمي لذلك يدرك فريق “الجليزة” ان عثرة ثالثة ستكون تداعيتها سلبية على الاجواء العامة وسترمي الفريق في دوامة الشك.