يتواصل للشهر الـ10 على التوالي، بقسم جراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، تعطب آلة تصوير الطبي أثناء العملية (Scopie peropératoire ou Arceau chirurgical) وهي آلة ضرورية لإجراء العمليات على العمود الفقري، ما نتج عنه انتظار طويل في صفوف المرضى لدورهم في إجراء العمليات، وتأجيل للمواعيد بشكل متواتر وإلى تواريخ غير معلومة، وفق ما أكده، اليوم الاثنين، الأستاذ الجامعي المساعد بالقسم المذكور، إبراهيم كمون.
وأوضح كمون، لمراسل (وات) في الجهة، أن آجال انتظار المرضى المقيمين بالقسم تصل إلى ما بين 5 إلى 6 أشهر نتيجة تواصل هذه الوضعية وهو ما يضطر الأطباء إلى إيجاد حلول استثنائية في الحالات القصوى تتمثل أساسا في استعارة الآلة المذكورة من بعض الأقسام الأخرى وهو حل ليس متاحا في كل الحالات لارتباطه ببرنامج عمل الأقسام الطبية الأخرى التي يستعار منها الجهاز .
ويقدر عدد المرضى الذين ينتظرون دورهم لإجراء العمليات على العمود الفقري بالعشرات منهم المقيم بالقسم ومنهم خارج المستشفى بسبب عدم توفر طاقة الاستيعاب الكافية، وعدم قدرة الإطار الطبي على منح مواعيد دقيقة لإجراء العمليات أمام غياب أفق واضح لتجاوز المشكل، وتضطر هذه الوضعية الإطار الطبي إلى توخي حلول وصفها إبراهيم كمون “بالتصبيرية” (الأدوية المسكنة) لتخفيف الآلام على المرضي ومساعدتهم على الانتظار.
وينجز هذا القسم الذي يغطي ولايات صفاقس وقابس ومدنين وتطاوين وتوزر وقبلي وقفصة وسيدي بوزيد وأحيانا القيروان والقصرين قرابة 700 عملية جراحية على الجهاز العصبي في السنة الواحدة بما يجعله يعرف اكتظاظا وضغطا كبيرين.
وأكد ذات المصدر أن الطاقم الطبي بهذا القسم الذي يتشكل من 4 أطباء اختصاص (استشفائيين جامعيين) قام بإشعار الجهات المعنية ولا سيما اللجنة الطبية بالمستشفى وإدارة المستشفى والإدارة الجهوية للصحة بصفاقس ووزارة الصحة في عديد المناسبات دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير يذكر لهذه الوضعية الشائكة.
وأضاف قوله أن قسم الصيانة البيوطبية صلب المستشفى، وهي الجهة الفنية المعنية بالملف، على علم بنهاية عمر الآلة منذ سنة 2012 ، كما نبه من ذلك مصنّعها في وقت سابق وقد اضطر الطاقم الطبي إلى مواصلة استعمالها لمدة 5 سنوات كاملة (من 2012 إلى 2017) بعد أجل انتهاء عمرها الفني نظرا لعدم قيام الجهات المسؤولة بتعويضها.
وبالإضافة إلى هذه الوضعية الحرجة، يعاني قسم جراحة الأعصاب من نقص كبير في المورد البشرية خاصة في مستوى التقنيين في “الأدواتية الجراحية” وطواقم التبنيج نتيجة عدم التعويض المغادرين (إلى التقاعد أو التعاون الفني) وهو ما يقلص من حجم العمل المنجز مقابل تزايد الحاجة للعمليات، وفق نفس المصدر.
من جهة أخرى، يعاني قسم جراحة الأعصاب من نقص في عديد الآلات الطبية الضرورية، على غرار آلة استئصال الأورام بالموجات فوق صوتية الذي يتواصل تعطبه لما يزيد عن السنة وآلة فتح الجمجمة المستعملة في العمليات الجراحية على المخ وغيرها من الأدوات الطبية البسيطة ولكنها ذات الأهمية، وفق تقديره.
وجدّد الدكتور إبراهيم كمون الدعوة للسلط الصحية الجهوية والمركزية إلى التدخل العاجل لحل مختلف هذه الإشكاليات التي تنعكس بشكل سلبي للغاية على صحة المرضى وعلى صورة القسم والمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة ككل ودورها العلمي كمؤسسة استشفائية جامعية يتم صلبها تأطير وتكوين عديد الطلبة من كلية الطب بصفاقس.