افتتحت، مساء الأربعاء، الدورة التأسيسية لأيام قرطاج للفن المعاصر بعرض حوالي 700 لوحة فنية ومشاركة 400 فنان تشكيلي، وذلك بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من سفراء الدول العربية والأوروبية المعتمدين بتونس.
وتحوّل البهو الرئيسي لمدينة الثقافة إلى مجموعة من الأروقة، احتضنت أعمالا فنية معاصرة لفنانين تشكيليين. وخصّص البهو أساسا لتسعة أروقة تونسية و للهياكل المهنية وهي اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والرابطة التونسية للفنون التشكيلية ونقابة الفنانين التشكيليين، إلى جانب تخصيص جناح لوزارة الشؤون الثقافية، حيث تمّ تكريم كلّ من الفنانين التشكيليين الهادي التركي ورفيق الكامل ونجا المهداوي، وذلك من خلال عرض بعض لوحاتهم وسيرهم الذاتية.
وخصّصت الهيئة المديرة لأيام قرطاج للفن المعاصر جناحا للجهات، حيث ضمّ أفضل خمسة مشاريع تم تقديمها في أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر، التي كانت انطلقت يوم 30 جوان الماضي من مدينة الحمامات وجابت كلا من مناطق الرديف والقيروان وقرقنة وسليانة.
أما الأعمال الفنية المعاصرة للمشاركين العرب والأجانب، فقد تمّ تركيزها في الطابق الأرضي لفضاء المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، في حين احتضن الطابق الأول للمتحف معرضا لتكريم روّاد الثمانينات من الفنانين التشكيليين التونسيين.
والمتأمّل للوحات الفنية المعاصرة، يلاحظ طغيان فن الرسم على بقية الفنون التشكيلية كالنحت والحفر والتنصيبة والتصوير الفوتوغرافي. وهي أعمال اتسمت بالتجريد واعتمدت الشخوص والخيالات والرسومات والألوان في تشكيل فضاء اللوحة للتعبير عن اليومي والآني.
وفسّر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وسام غرس الله، في تصريح لـ(وات)، هذه المشاركة المكثفة للوحات الرسم، بأن الرسم هو الأكثر ممارسة من قبل الفنانين التونسيين.
وحملت اللوحات المعروضة مواقف ذاتية خاصة أو مواقف تهم المجموعة على غرار اللوحات الموجودة برواق “آلان نادو قمرت”، للفنانة صديقة كسكاس، وهي عبارة عن مقابر دُفنت فيها لوحات، والقصد من ذلك هو التعبير عن الوضعية الاجتماعية الصعبة للفنان التونسي.
وحملت مجموعة أخرى من اللوحات المعروضة ضمن هذه التظاهرة معاني الحياة والفرح والسلام والأمل.
وإلى جانب دور التظاهرة في الترويج للأعمال الفنية التونسية في تونس وفي الخارج، فإن المنظمين حرصوا على ترسيخ البعد الثقافي والتثقيفي للأيام، إذ تنتظم يوم 21 سبتمبر ندوة فكرية بعنوان “السوق العالمي للفن: الأنظمة والآليات” سيديرها الفنان الأستاذ الجامعي فاتح بن عامر، ويحاضر فيها أكاديميون ونقاد وفنانون من تونس والعراق وسوريا والجزائر والمغرب والنمسا. وتليها يوم 22 سبتمبر ندوة ثانية بعنوان “الفن المعاصر من المحلي إلى العالمي”، سيقدمها الأستاذ والمؤرخ الفرنسي “بول آردان.
ورصد المنظمون 3 جوائز مالية لـ “أفضل مشروع فني جهوي” و “النقد الفني (أفضل مقال للنقاد الشبان)، وكذلك “أفضل مشروع فني للمبدعين الشبان”. وتبلغ قيمة كل جائزة 3 آلاف دينار. وسيتم توزيع الجوائز على الفائزين خلال حفل الاختتام مساء يوم الأحد القادم 23 سبتمبر.
تجدر الإشارة إلى أن الأيام تنفتح أيضا على عدد من الأروقة في العاصمة وأحوازها منها رواق “الكسندر روبتزوف” بالمرسى ورواق المدينة ورواق الفنون ببن عروس ورواق دار الثقافة المغاربية ابن خلدون ورواق السعدي بقرطاج وكذلك رواق عين بقرطاج صلامبو.