ستفاقت ولاية نابل، الأحد، على هول فاجعة الفيضانات، التي اجتاحت الوطن القبلي، امس السبت، بعد تهاطل كميات قياسية من الامطار قدرت بنصف ما تسجله الجهة خلال سنة كاملة واودت وفق حصيلة اخيرة بحياة 5 أشخاص.
وامتلأت الطرقات أوحالا وسيارات مبعثرة ومهشمة تلاعبت بها سيول المياه، التي غمرت الطوابق تحت ارضية والارضية لعدة مبان ومحلات أتلفت السيول معروضاتها. الكل ينتابه الذهول فهذا فسدت معدات مخبره وذاك خسر مورد رزقه بعدما أودت المياه بحيوانته والاخر يتأمل في عجز، مواطنون يشكون الاقدار، هول مصابهم، في منازلهم وامتعتهم والكل يتساءل عن التدخلات وعن السلط الجهوية وعن الديوان الوطني للتطهير. صور تكاد تكون نسخة مطابقة للاصل في كل معتمديات ولاية نابل، وفق ما اكده ل(وات) شهود عيان ومسؤولون محليون وجهويون.
متابعة الوضع وانطلاق التدخلات لفك العزلة وازالة الأوحال والاعشاب وأغصان الأشجار ومساعدة المتضرّرين عبر شفط المياه من المنازل كانت محور أعمال جلسة جديدة للجنة مجابهة الكوارث، التي لا تزال منعقدة وحضرها وزراء البيئة والتجهيز والفلاحة، الأحد بنابل.
وأكدت والية نابل، سلوى الخياري، في تصريح ل(وات)، على أنّ التقييم الأوّلي للوضع بالجهة يبرز أن الأضرار جسيمة على مستوى الممتلكات الخاصة والعامة وان المياه أضرّت ببعض الطرقات وحتّى المنشات المائية ( القناطر الصغيرة) وعديد المحلات والمخازن.
واشارت الى أن لجنة الكوارث استأنفت اجتماعها المفتوح منذ السابعة صباحا، بعد ليلة طويلة من الترقب والمتابعة. وتقوم اللجنة بجرد للمعدات المتوفرة خاصة بعد ان تم تعزيز الفرق الميداينة لمختلف الوزارات بآليات من إقليم تونس الكبرى والولايات المجاورة.
وبينت ان عمليات التدخل انطلقت منذ الصباح الباكر باعطاء الاولوية للتنظيف ورفع الأوحال خاصة بالنسبة للمدارس والمعاهد لتأمين العودة المدرسية، غدا الاثنين أو الثلاثاء على أقصى تقدير.
ولاحظت أن بعض الطرقات ما تزال مغلقة في تاكلسة وسليمان وبني خلاد وخاصة الطرقات الرابطة بين هذه المدن. وجددت، الخياري، الدعوة للمواطنين بعدم المجازفة مبينة ان كل المعتمدين يتولون اعداد تقييم الاضرار بكل منطقة على ان تتولى وزارة الفلاحة انجاز تقييمها.
وتجدر الاشارة، في السياق ذاته، الى ان عديد المتساكنين نفذوا، الأحد، وقفات احتجاجية وقطعوا عددا من الطرقات ببئر بورقبة وبلي وبمنطقة حشاد من معتمدية بوعرقوب وبتركي وعلى مستوى الطريق الحزامية بنابل والطريق الحزامية بالحمامات للمطالبة بالتدخل العاجل لفائدتهم باعتبار تواصل وجود المياه بمنازلهم.
واشار وزير التجهيز والاسكان، محمد صالح العرفاوي، على هامش مشاركته في اجتماع لجنة مجابهة الكوارث أنّه تم بعد تعبئة كل الجهود على مستوى الجهة، التي تم تعزيزها بمعدات من الولايات المجاورة وحتى من عديد المقاولات الخاصة، التي وضعت على ذمة اللجنة الجهوية عديد الاليات والمعدات من كاسحات وشاحنات ليصل عدد المعدات، التي تتولى الان التدخل الى 45 الية بالاضافة الى تواصل انجاز تدخلات الصيانة على مستوى كل الطرقات المتضررة.
وبين ان التقييم الاولي يبرز وجود اضرار بحواشي الطرقات وبعديد المسالك الريفية وشمل 7 منشات مائية “دالو” على مستوى الاودية الصغيرة الا ان هذه الاودية اصبحت اودية كبيرة باعتبار كميات المياه، التي غمرت المنطقة، والتي تسببت في انجرافات مختلفة.
وشدد على انه لم يتم تسجيل اي اضرار باي جسر موجود على الطرقات المرقمة، التي استانفت حركة المرور عليها وشملت الاضرار المسالك الريفية وتم تعيين المقاولات لانجاز الاشغال اللازمة، التي انطلقت بعد على مستوى بلي وغيرها من الطرقات.