“متى نتوقع ما يمكن أن يقع؟” و”الباجي قائد السبسي في حوار تلفزي يلعب اخر أوراقه .. لن ألجأ الان للفصل 99 وعلى يوسف الشاهد عرض حكومته على ثقة المجلس” و”ما بعد مأساة الفيضانات” و”وقف فوري لحالتة التسيب السياسي”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (الصحافة)، في افتتاحيتها اليوم، أن السيول الاخيرة التي اجتاحت ولاية نابل فضحت زيف مدنيتنا وتحضرنا والنمط المعماري الذي باتت عليه مدننا في العقدين أو الثلاثة الاخيرة مشيرة الى وجود ناس يقطنون في مجاري الاودية وفي ثنايا السيول التي عصفت بها عند أول غضب للطبيعة حيث أن الاودية التي يفترض أن يتم تعهدها بالجهر والقنوات والمجاري والبالوعات التي يفترض أن تتم صيانتها استعدادا لموسم الامطار تركت وأهملت وعندما فاضت السيول وكان ن الطبيعي أن لا يحتمل كل هذا الكم الكبير من الامطار في ظرف وجيز.
وأشارت الى أن وسائل الاعلام في مجملها بدت في حالة غيبوبة تامة حيث تخلت عن الادوار الموكولة اليها بعد أن انخرطت في حالة من الهرج والمرج مقوماتها الاساسية هي الترفيه والتسلية الرخيصة وغابت الحرفية والجدية التي تجعل الاعلامي قريبا وملتصقا بمشاغل الناس وقضاياهم مضيفة أنه لذلك وجد الناس أنفسهم متروكين دونما سند أو دعم في مثل هذه الكارثة الطبيعية.
وأضافت أن العواصف انجلت وانتهت السيول التي جرفت في ما جرفت معها، كل الاقنعة التي تنجمل بها في أيام الصحو وسقطت في مستنقع آسن واتضحت الوجوه القبيحة والعورات السيئة، وتلك هي حقيقتنا التي علينا من الان مواجهتها بعيدا عن زيف الشعارات وبريق الاضواء الاعلامية، وفق تقدير الصحيفة.
وفي، سياق متصل، أثارت (الصباح) في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا .. هل كان بالامكان تفادي الفيضانات الاخيرة أو على الاقل الحد من خطورتها وعن أوجه التقصير المحتملة والتي قد تكون ساهمت في جعلها كارثية الى هذه الدرجة سواء من قبل السلطات العمومية أو من قبل المواطنين أنفسهم.
وأضافت أن أولوية السلطات في بلادنا ينبغي أن تكون لاتخاذ كل الاجراءات والمبادرات الضرورية للتخفيف من وطأة الكارثة والحد من تداعياتها السلبية على حياة المتضررين وذلك عبر المسارعة بتقييم الاضرار الحاصلة وحشد كل الامكانيات والوسائل لمساعدة مواطنينا المنكوبين على مجابهة الخسائر الفادحة التي لحقت بممتلكاتهم والقيام بالاصلاحات الضروية لما تهدم وتضرر من البنى التحتية من أجل استعادة النسق العادي للجهة بأسرع وقت ممكن.
وسلطت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، الضوء على حوار رئيس الدولة على قناة الحوار التونسي معتبرة أنه تبين أمام الجميع عدم قدرة، الباجي قائد السبسي، على ادانة مسار “التوريث الديمقراطي” والمسؤولية الجسيمة لنجله وللمجموعة الملتفة حوله من المنتدبين الجدد والقدامى وأبرز بكلامه وبحركاته وباستيائه من اصرار المحاورة مريم بلقاضي حول بعض المسائل غضبه واستياءه من عدم قدرته على التأثير على مجريات الامور.
وأضافت أن السبسي عمد الى منطق سياسي لا يقنع الا من اقتنع بكل مقدماته وهو ضرورة رحيل رئيس الحكومة واحراجه أمام الرأي العام مشيرة الى أن رئيس الدولة لم يعد مستعدا للجوء الى الفصل 99 ادراكا مكنه بأنه قد فقد الاغلبية النيابية ولم يتوجه مطلقا للمجلس ولم يطالبه بتفعيل الفصل 97 (عريضة سحب الثقة) بل اكتفى بترديد لجوء يوسف الشاهد الى الفصل 98 وكأنه الحل الدستوري الوحيد لازمة لم يعد يمتلك الياترالخروج منها.
وأشارت الى أن المفارقة هنا هي أن رئيس الدولة الذي أراد من خلال هذا الحوار ابراز أنه مازال ماسكا بخيوط اللعبة قد فشل في ذلك فشلا ذريعا ولم يقدر على الهمس ولو بكلمة لوم جدية ضد مسار “التوريث الديمقراطي” بل أشار اشارات غير لطيفة بالمرة لمعارضي نجله في الحزب بوصفهم بجماعة المنستير الذين أدوا ببورقيبة الى مغادرة الحكم، وفق ما ورد بالصحيفة.
أما جريدة (الشروق) فقد شددت في افتتاحيتها، على ضرورة الوقف الفوري لحالة التسيب السياسي وهوس السلطة والتموقع والانكباب عاجلا على فض نهائي توافقي للازمة السياسية برسم هوية واضحة للحكومة وتعزيز قدراتها وتمتين الحزام السياسي الداعم لها وتحفيزها بمختلف الاساليب للقيام بالمهمات العاجلة للانقاذ الاقتصادي وتنفيذ الاصلاحات الكبرى والمواكبة الحينية لكل المستجدات الوطنية مع تقديم العون المرافقة وكل اليات العمل اللازمة للمجالس البلدية المنتخبة والتعجيل باجراء الانتخابات الجهوية لتركيز مجالس الجهات والمرور بتجربة الحكم المحلي الى الافاق الـمأمولة والمنتظرة وفق ما حدده دستور الثورة، حسب ما ورد بالصحيفة.