ارتكب الحارس رامي الجريدي خطا فادحا قبل نهاية اللقاء ب10 دقائق لينقاد الترجي الرياضي الى خسارة قاسية بهدف نظيف امام مضيفه نادي غرة اوت الانغولي في المباراة التي دارت بينهما مساء الثلاثاء في لواندا لحساب ذهاب الدور نصف النهائي لكاس رابطة ابطال افريقيا لكرة القدم.
وبعد ان نجح في المحافظة على سجله خاليا من الهزيمة خارج قواعده منذ 19 مارس 2017 تاريخ سقوطه الاخير في كوناكري امام حوريا الغيني 1-2 في اطار اياب الدور الثاني لكاس رابطة الابطال الافريقية توقفت المسيرة الوردية للترجي الرياضي بعد هفوة فادحة من حارس مرماه رامي الجريدي الذي لم يحسن التعامل مع تسديدة “صاروخية” من البديل بيدرو في وقت متاخر من عمر اللقاء ليحقق نادي غرة اوت الانغولي انتصاره الاول على فريق “باب سويقة” بعد ثلاث هزائم وتعادل في المواجهات الاربع الماضية.
ورغم هذه الخسارة فان الترجي الرياضي يبقى قادرا على قلب المعطيات في لقاء الاياب يوم 23 اكتوبر الجاري بملعب رادس خاصة وانه سيستفيد من دعم جماهيره لكنه يبقى مدعوا مع ذلك الى مراجعة منظومته الهجومية لانجاح رهان التهديف باعتبار ان اداء الخط الامامي لم يرتق في مباراة اليوم الى المستوى المامول الا بعد دخول بلال الماجري وهيثم الجويني في ظل مردود محير من الثنائي انيس البدري والجزائري يوسف البلايلي.
واختار المدرب خالد بن يحي الذي تابع المباراة من فوق المدارج بسبب العقوبة المسلطة عليه الاستقرار في التشكيلة من خلال تشريك نفس الاسماء التي كانت انتزعت بطاقة العبور الى المربع الذهبي امام النجم الساحلي في اياب الدور ربع النهائي بالملعب الاولمبي بسوسة عبر الاعتماد على رامي الجريدي في حراسة المرمى وخليل شمام وشمس الدين الذوادي وسامح الدربالي وايمن بن محمد في الدفاع يتقدمهم ثلاثي ارتكاز يتالف من الكاميروني فرانك كوم والايفواري فوسيني كوليبالي وغيلان الشعلالي في الوسط مقابل التعويل في الهجوم على الجزائري يوسف البلايلي وانيس البدري وطه ياسين الخنيسي.
الدقائق الاولى سيطر عليها الحذر وانحصر خلالها اللعب في وسط الميدان في ظل الكثافة العددية من الجانبين وبدا واضحا حرص الترجي الرياضي على عدم فسح المجال امام منافسه للتدرج بالكرة والخروج بها بسهولة من مناطقه باعتماد طريقة الضغط العالي ووضع دفاعه في منطقة متقدمة من الميدان وهو ما اعاق نادي غرة اوت على مستوى البناء الهجومي ليعجز عن تهديد مرمى رامي الجريدي رغم العرضيتين المرفوعتين من الجهة اليمنى عن طريق كل من جيرالدو وداكوستا في الدقيقتين 8 و21 اللتين لم تشكلا خطورة كبيرة على الدفاع التونسي.
واكتفى الترجي الرياضي على امتداد الشوط الاول بالواجبات الدفاعية واتسم اداؤه بالكثير من التحفظ حيث لم يكن موفقا في صنع اللعب ازاء انشغال انيس البدري ويوسف البلايلي بالمعاضدة الدفاعية على حساب التنشيط الهجومي تاركا زمام المبادرة للفريق الانغولي الذي كان بعد مرور نصف ساعة قاب قوسين او ادنى من افتتاح التسجيل اثر هجمة مركزة على الرواق الايسر اختتمها بعرضية مخادعة تلقاها جيرالدو على مستوى القائم الثاني محررا من كل رقابة لكنه فشل في تاطير كرته بعدما سدد في الشباك الجانبية.
واستحوذ نادي غرة اوت في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول على الكرة ونشطت بالخصوص الجبهة اليمنى بواسطة جيرالدو الذي شكل صداعا متواصلا للمدافع ايمن بن محمد بمراوغاته السريعة وتحصل بفضله الفريق الانغولي على اكثر من كرة ثابتة سواء من ركلات حرة او ركنيات من حسن حظ الترجي ان خط دفاعه احكم التعامل معها بفضل تمركزه الجيد واجادته اللعب الفضائي ليتمكن من الخروج في الشوط الاول بالتعادل السلبي.
بداية الشوط الثاني واصل خلالها النشيط جيرالدو ازعاج دفاع الترجي الرياضي وتسبب في حصول خليل شمام على البطاقة الصفراء ليكسب ركلة حرة جانبية على مشارف المنطقة نفذها بنفسه بيسراه في القائم البعيد غير ان الحارس رامي الجريدي تالق بارتماءة رشيقة في ابعادها الى الركنية (50). وحاول الترجي الرياضي رد الفعل وابداء اكثر مجازفة هجومية ولئن لم يتمكن من خلق فرص خطيرة فانه نجح نسبيا في اقلاق دفاعات المنافس من محاولتين الاولى عن طريق طه ياسين الخنيسي الذي تابع براسه عرضية لسامح الدربالي اصطدمت براس المدافع الانغولي وتابعت طريقها نحو الركنية (56) والثانية بعد تسديدة من ايمن بن محمد مرت محاذية للقائم (57).
وبادر الاطار الفني للترجي بعد حوالي ساعة من اللعب باقحام المهاجم بلال الماجري مكان يوسف البلايلي الذي اطنب في العديد من المرات في احتكار الكرة ليصبح الفريق يلعب بمهاجمين صريحين في خطوة تهدف الى اضفاء اكثر عمق هجومي. وتلقى بلال الماجري امدادا كرويا متميزا من غيلان الشعلالي في ظهر المدافع الانغولي غير انه تباطأ في اخذ القرار وبقي مترددا بين التسديد والتمرير ليتدخل الدفاع ويبعد الخطر (67) سرعان ما اجاب عليها نادي غرة اوت بلعبة شبيهة كالعادة من اقدام جيرالدو الذي حاول وضع زميله في حالة انفراد مع الحارس رامي الجريدي الا ان حارس الترجي الرياضي كان سباقا على الكرة (68).
ولعب الترجي الرياضي ورقته الهجومية الثانية من خلال الزج بهيثم الجويني عوضا عن انيس البدري قبل 20 دقيقة من نهاية اللقاء للاستفادة من طول قامته ولياقته البدنية العالية في المنعرج الاخير من المواجهة خصوصا مع ارتفاع نسق المباراة وتعدد الاحتكاكات. واصبح اللعب سجالا وتبادل الفريقان الهجمات التي كانت توحي باهتزاز الشباك خصوصا في ظل توفر المساحات الشاغرة وتراجع منسوب اللياقة البدنية ما اثر على عطاء لاعبي الفريقين عند الارتداد الدفاعي وخسارة الكرة.
وجاءت النجاعة من جانب الفريق الانغولي بعدما وقع رامي الجريدي في المحظور بارتكابه هفوة فادحة حيث اساء تقدير مسار كرة اطلقها بيدرو من خارج المنطقة لتستقر داخل الشباك (80). عناصر الترجي الرياضي سعت الى التعويض واتيحت لها ثلاث فرص واضحة لادراك التعادل الاولى عن طريق هيثم الجويني الذي راوغ المدافع قبل ان يسدد كرة قوية مرت فوق المرمى بقليل (82) والثانية عبر البديل سعد بقير الذي لم يحسن استغلال خطا ساذج من الحارس كاباكا بتسديدته الكرة خارج الاطار رغم موقعه المناسب (83) والثالثة بواسطة هيثم الجويني بعدما تابع براسه عرضية متقنة من بلال الماجري مرت بجانب القائم (90).
وفقد الترجي الرياضي في الوقت بدل الضائع خدمات قائده خليل شمام الذي رفع الحكم السنغالي ماغيت نداي البطاقة الحمراء في وجهه بعد حصوله على الانذار الثاني عند تعمده اعاقة المهاجم الانغولي الذي كان في طريقه نحو الانفراد بالحارس رامي الجريدي ليتحصل نادي غرة اوت على ركلة حرة مباشرة لم تشكل خطورة ليطلق بعدها الحكم صافرته معلنا عن انتهاء المباراة بانتصار المحليين بهدف نظيف.