قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتونس سنة 2017 بحوالي 27 زيارة شملت 11 سجنا وذلك في اطار اتفاق ممضى منذ سنة 2005 بين اللجنة والحكومة التونسية، وفق ما أفادت مندوبة لجنة الصليب الاحمر بتونس ليلى برلمون.
وأضافت برلمون خلال يوم اعلامي عن “الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الأحمر”، نظمته وكالة تونس افريقيا للأنباء اليوم الخميس، أن هذه الزيارات ترمي الى تقييم الظروف المادية لإقامة المحتجزين والمتعلقة بالحصول على المياه والخدمات الطبية والتهوئة والتغذية والنظافة والمساحة، اضافة الى تقييم المعاملة وتقييم التواصل مع العائلة، والوقوف على مدى احترام الضمانات القضائية.
وتركز البعثة الاقليمية للجنة الدولية للصليب الاحمر بتونس انشطتها على زيارة المحتجزين بتونس والتعامل مع التداعيات الإنسانية المرتبطة بنزاع الصحراء الغربية وإعادة الروابط بين أفراد العائلات المشتتة ونشر القانون الدولي الإنساني.
وأوضحت برلمون، ، ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تقوم بزيارة المحتجزين في اكثر من 98 دولة بغاية ضمان المعاملة الانسانية للمحتجزين وتفادي سوء المعاملة وتحسين ظروف الإيقاف.
وقالت المندوبة ان اعتماد مبدأ “السرية ” يعد اداة عمل رئيسية للجنة الدولية، وهو يمكن من الوصول لاماكن الاحتجاز والمحتجزين، فضلا عن الثقة التي تعد هي الاخرى عاملا اساسيا مع الجميع سواء كانت سلطات او اهالي او سجناء، لافتة إلى ان اللجنة الدولية لا تهدف لإخفاء الانتهاكات او الفظاعات، ولا تصرح للراي العام بأي شيء يخص عملها بما يجنبها التعرض لضغوطات.
وبخصوص الخطوات التي تفصل اللجنة عن زيارة السجون بينت برلمون، ان الخطوة الاولى تتمثل في لقاء تمهيدي مع السلطات تليها جولة كاملة لكل الاماكن المستخدمة لمكان الاحتجاز، ومقابلة المحتجزين، والنقاش النهائي مع السلطات لمشاركة الملاحظات والتوصيات، ليتم في مرحلة نهائية رفع التقارير وضبط خطة العمل للتحسين.
وأضافت في هذا الشأن، انه عقب الزيارات يتم الاتصال بالسلطات وتقديم التوصيات حول التغييرات الضرورية لتحسين الوضع، وتقديم المساعدة المباشرة، والتي تشمل عادة اعادة تأهيل المباني، وتحسين شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وتامين التواصل مع عائلة المحتجز ودعم السلطات عبر تدريب الإطارات على معايير السجون وتطوير الادارة الصحية ووضع مناهج تدريبية.
وذكرت أن اللجنة قامت منذ سنة 2005 بزيارة مركز الاحتجاز المؤقت ببوشوشة، والتقت مع ادارات مراكز العوينة والقرجاني وزارت هذه المراكز بغاية لتأمين أفضل الظروف للمحتجزين بمراكز التحقيق.
كما تولت صياغة تقرير حول ظروف الاحتجاز في مراكز التحقيق سنة 2015، وآخر حول ظروف الاحتجاز في العزل الانفرادي سنة 2016، وتقرير ثالث حول ظروف الاحتجاز في السجون سنة 2017.
ونظمت اللجنة مائدة مستديرة لبحث مشكلة الاكتظاظ مع كل من وزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح والقضاة، وتنفيذ مشروع نموذجي لتحسين الخدمات الصحية بأماكن الاحتجاز، ومشروع لتحسن المعاملة في فترة التحقيق، الى جانب بناء وحدة مفتوحة في مراكز احداث المروج، وبعث مكتب المصاحبة بسوسة، وتزويد سجن المرناقية بعدة تجهيزات.
من جانبها اكدت المسؤولة عن الاتصال باللجنة الدولية للصليب الاحمر فاتن مطير، على اهمية هذا اللقاء الهادف لتزويد الصحافيين بالمعلومات الهامة بخصوص تاريخ انبعاث اللجنة والمبادئ التي تخضع اليها و طبيعة عملها، ومختلف الانشطة التي تقوم بها حول العالم وبتونس.
وأضافت مطير ان اللجنة تحرص على تنظيم سلسلة من اللقاءات الدورية لفائدة الصحافيين، مذكرة انه سبق تنظيم لقاء مع الاذاعات الوطنية والخاصة، في انتظار ان يتم تعميم التجربة على بقية المؤسسات الاعلامية على مستوى كامل تراب الجمهورية كي تعم الفائدة على الجميع ، وفق قولها.
ولاحظت المتحدثة وجود خلط لدى الصحافيين في مهمة مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الأحمر والاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية للصليب الاحمر والهلال الأحمر ومهمة كل واحد منهم.