أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال ندوة صحفية عقدت صباح اليوم الثلاثاء 23 اكتوبر 2018 عن تفاصيل جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول.
واستعرض أردوغان التفاصيل الكاملة لملابسات اختفاء واغتيال جمال خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري بغرض استكمال إجراءات معاملة شخصية.
وأكد الرئيس التركي أن جريمة اغتيال خاشقجي جريمة منظمة واعدت لها مسبقا وبين ان نتائج التحقيقات التي اجرتها القوات التركية كشفت أن الصحفي جمال خاشقجي زار القنصلية السعودية يوم 28 سبتمبر الماضي على ساعة 11.50 للحصول على بعض الوثائق وان أحد موظفي القنصلية ذهب للسعودية واعد مع الفريق الذي حل بتركيا بعد ايام للجريمة.
وأوضح أنه يوم 1 أكتوبر 2018 وعلى الساعة 16.30 دخلت 3 طائرات لتركيا على متنها 3 فرق الفريق الاول أتى من السعودية في طائرة عادية وذهب لنزل ثم للقنصلية والفريقين الآخرين أتيا في طائرة خاصة وذهبا مباشرة لغابة بلغراد وقاما بتفتيش المنطقة وفق تعبيره.
وتابع أردوغان أن الفرق الثلاث دخلوا الى تركيا في ساعات مختلفة وبعد توجههم لقنصلية السعودية والتهيئة للجريمة اتصل موظفو القنصلية بخاشقجي واعلموه انه بامكانه القدوم لتسلم الوثائق التي يريدها ويوم الجريمة 2 اكتوبر دخل الصحفي جمال خاشقجي الى مقر القنصلية على الساعة 13.50 فيما بقيت خطيبته تنتظره في الخارج ليختفي بعد ذلك.
وحسب نتائج التحقيقات التي استعرضها اردوغان فان خطيبة خاشقجي اتصلت بالسلطات التركية على الساعة 17.50 واعلمتهم بمخاوفها وبان خطيبها دخل القنصلية ولم يخرج منذ 3 ساعات وعلى اثر ذلك انطلقت التحقيقات التركية وتم التأكد عبر كميراوات المراقبة المجاورة للقنصلية بان خاشقجي دخل ولم يخرج مشيرا الى انه قد تم منع السلطات المحلية من التحقيق مع موظفي القنصلية السعودية.
وقال اردوغان ان السلطات السعودية انكرت الجريمة وقامت باستدعاء مراسل رويترز الى مقر القنصلية وادخاله الى الداخل وعرض صور عليه تثبت خروج خاشقجي من القنصلية مشيرا الى ان هذه الصور لشبيه لخاشقجي قام بارتداء ملابسه بعد اغتياله ليظهر وكانه غادر القنصلية في نفس اليوم.
كما اشار انه قد تم نزع قرص التسجيل من كاميرات المراقبة في القنصلية يوم اغتيال خاشقجي.
ونوه الرئيس التركي الى ان التحقيقات تواصلت وقد زارت هيئة مكونة من مسؤولين سعوديين تركيا واكدوا بعدها انه سيتم فتح ابواب القنصلية للسلطات التركية للتحقيق.
ويوم 14 أكتوبر قال اردوغان انه اتصل بخادم الحرمين الشريفين الملك محمد بن سلمان وتحدث معه عن الموضوع وقدم له ادلة على وجود جريمة نفذت داخل القنصلية كما شدد على ضرورة تكوين لجنة تحقيق مشتركة والسماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية، مندد بتصرف القنصل السعودي الذي منعهم من التحقيق مع الموظفين او تفتيش القنصلية .
وأشار في السياق ذاته ان السعودية قامت اثر ذلك بعزل القنصل السعودي وترحيله الى بلاده لتتمكن يوم 19 اكتوبر الجاري فرق التحقيق التركية من دخول القنصلية وتفتيشها بعد 17 يوم من اختفاء خاشقجي.
وبين المصدر ذاته ان السلطات السعودية اعلنت فيما بعد مقتل خاشقجي اثر ما اسمته باشتباك بالايدي منوه الى انه اتصل مجددا بالملك محمد سلمان للاستفسار عن الموقوفين الـ18 في الجريمة مشيرا الى انهم الفريق المتكون من 15 شخصا الذين دخلوا الى تركيا مع 3 موظفين في القنصلية.
وشدد اردوغان على ان المدعي العام التركي مازال يواصل التحقيق في جريمة اغتيال خاشقجي التي اكد انها لن تقفل الى ان يتم الكشف عن المتورطين والمخططين والمنفذين لها.
كما دعا الرئيس التركي السعودية إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة، منها سبب تجمّع 15 شخصا سعوديا في اسطنبول يوم الجريمة في مكان واحد ومن اعطى الامر لتجمعهم وتنفيذ جريمتهم واسباب عدم فتح ابواب القنصلية امام السلطات التركية الا بعد 17 يوم من الجريمة؟
وأكد اردوغان ان تركيا تملك ادلة على ان الجريمة مخطط لها ولم تاتي اثر شجار كما جاء في الرواية السعودية داعيا السعودية الى الكشف عن هوية المتعاون المحلي مع منفذي العملية الذي قيل انه اخفى الجثة كما دعا الى الكشف عن مكانها.
وقال الرئيس التركي “انا لا أشك في صدق العاهل السعودي ولكني أقترح على السعودية والملك محمد بن سلمان ان يتم تسليم المتهمين لتركيا بما ان هذه الجريمة جرت في اسطنبول ليتم التحقيق معهم ومقاضاتهم في اسطنبول ..متابعا “سانتظر اجابة خادم الحرمين الشريفين”..