“عملية انتحارية بشارع الحبيب بورقيبة .. اللجوء الى النساء لتنفيذ عمليات ارهابية” و”ثغرات ينفذ منها الارهاب” و”تونس عصية على دواعشكم وارهابكم” و”بسبب الارتفاع الصاروخي للاسعار .. الاقتراض الاسري يتفاقم في غياب حلول للحد من تدهور القدرة الشرائية”، مثلت أبرز الغعناوني التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
أشارت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أن أول المؤشرات التي وجب الوقوف عليها في العملية التي جدت يوم أمس هي الفتاة ذات ال30 سنة تقريبا والتي حلت بمكان ما في تونس الكبرى قبل يومين من تنفيذ عمليتها وهذا يبين أن بقية القصة لدى من استقبلها وقام بنقلها الى شارع الحبيب بورقيبة مضيفة أن ضيق الوقت بين يوم السبت الفارط ويم الاثنين مع أعلنته أسرتها من أنها لم تغادر منطقتها لاكثر من سنة يبين أن الفتاة حلت منذ يوم السبت بنية تنفيذ عملية ارهابية انتحارية أي أنها خضعت لعملية اعداد نفسي لها قبل حلولها.
واعتبرت أن هذا يفتح الباب أمام احتمالين الاول يظل ضعيفا نسبيا وهو تأهيل عبر الانترنت وسبب ضعفه أن تنفيذ مثل هذه العمليات يتسم بقدر من الدقة في اختيار المنفذ واعداده نفسيا فهذا يحتاج الى احكام السيطرة على الانتحاري واخضاعه لسيل من النصوص والفتوى الدينية مع استعمال هشاشة نفسية يعانيها لاقناعه أكثر مبرزة أن الاحتمال الثاني هو الاقرب أن الفتاة وقع اعدادها من قبل خلية ارهابية بشكل مباشر وهذا يجعل من الضروري العودة لمنطقتها ومعرفة اخر اتصالاتها خلال الاشهر الثلاثة الفارطة وخاصة الاسبوع الفارط، فالاتصالات ستكشف عن بعض المتعاونين معها سواء في منطقتها أو في تونس الكبرى أين وقع استقبالها وايواؤها لتجهيزها لتنفيذ وايواؤها لتجهيزها لتنفيذ عمليتها التي قد تكون أعلمت بمكانها وموعدها يوم أمس.
من جهتها، اعتبرت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، أن الارهاب آفة معقدة جدا وقد زادها تعقيدا انكسار شوكة الدواعش في سوريا والعراق وتشتت خلاياهم في كل مكان علاوة على معاودة نشاطهم في ليبيا كما زادها تعقيدا تنامي عمليات الاستقطاب على مواقع التواصل الاجتماعي وتواصل واقع بطالة الشباب وتهميشهم مما يوفر للمستقطبين أرضية خصبة للايقاع بالمزيد من الضحايا مشيرة الى أن هذه العوامل تدعو الجميع الى الهدوء والى التركيز على ايجاد الخطط الكفيلة بتجفيف منابع هذه الافة عساهم يساعدون الاجهزة الامنية والعسكرية في معركة المصير التي يخوضها الوطن ضد الارهاب وضد الفكر المتشدد وهي معركة لا تكسب الا حين نعدها معركة وطن وحين نخوضها في اطار جبهة وطنية صماء لا تترك للارهاب وللارهابيين أي منفذ وثغرة للتسلل ونفث سمومهم بيننا كما حدث أمس في شارع بورقيبة، وفق تقدير الصحيفة.
أما جريدة (الصباح) فقد أشارت في ورقة خاصة، الى أن تونس عاشت أمس على وقع ساعات عصيبة مع تواتر الانباء بشأن عملية انتحارية بتوقيع ارهابية منقبة استهدفت أكبر وأهم شوارع العاصمة على مقربة من وزارتين سياديتين الداخلية والسياحة مبينة أن أول الدروس التي ارتبطت بالعملية الارهابية هي أن الخطر الارهابي لا يزال بيننا وأن الخلايا النائمة ربما تترصدنا لافراغ ما في جرابها من حقد دفين ونقمة على تونس والتونسيين ومن عداء للدولة ولمؤسساتها في حين يكمن الثاني في اختيار توقيت العملية ومكانها وهو ما يعكس الاصرار على ترويع وترهيب الرأي العام باستهداف أكبر عدد ممكن من الضحايا وتلك هي أهداف الارهابيين المتعطشين للدم وهو ما يفسر تواجد الانتحارية بالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية لاهالي الشاب أيمن العثماني الذي قتل خلال عملية المداهمة بالسيجومي الاسبوع الماضي والتي يبدو أنها كانت تهدف الى اسقاط أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية وهو ما يعني، وفق تقدير الصحيفة، أن حسابات الارهابيين قد فشلت والعملية انتهت من حسن الحظ بتصية أداة التنفيذ والاكيد أن التونسيين سيخرجون من هذا الاختيار أكثر صلابة وقوة وارادة على اجتثاث الارهابيين والتصدي لمخططاتهم.
وتطرقت (الصحافة) في تحقيق نشرته بصفحتها السادسة، الى ظاهرة الاقتراض الاسري التي تتفاقم شهريا بالنظر الى أن التونسي يعيش نمطا استهلاكيا متصاعدا لا يتماشى ومستوى الاجور والمداخيل عموما مما أدى الى اختلال التوازن بين المنظومة الاستهلاكية والقدرة الشرائية للمستهلك التونسي اضافة الى تغير وجهة استثمار التونسي اذ بعد أن كان يستثمر في رأس المال المادي (منزل أو عقار) أصبح يستثمر في رأس المال الرمزي على غرار التربية والتعليم الجيد ونمط الحياة العصري وهذا أمر مفهوم فالطبقة الوسطى هي منزلة ما بين المنزلتين تقبل على الاستهلاك والعمل والتعليم بشكل متزايد.
وعرجت على دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك تم تحيينها مؤخرا تفيد بأن 5ر36 بالمائة من التونسيين لديهم فرد على الاقل في العائلة بصدد سداد قرض بنكي و3ر10 بالمائة لديهم اثنان في حالة سداد لقروض فيما يلجأ 6ر19 بالمائة منهم بصفة مستمرة الى قضاء حاجياتهم عبر الاقتراض وهم في حالة سداد دائمة للديون مضيفة أن عددا من المراقبين الاقتصاديين يعتبرون أن ارتفاع قروض الاستهلاك نتيجة حتمية لتدهور القدرة الشرائية وأن الارقام التي تقدمها البنوك عن حجم تداين العائلات لا يعكس الواقع الحقيقي لديون التونسيين ذلك أن الاسر تلجأ الى الاقتراض من الشركات المالية أو الاصدقاء والاقارب وحتى من الصناديق الاجتماعية مع الاعتماد أيضا على الشراء بالتقسيط من المحلات وهذه الوسائل لا يتم رصدها رسميا وبالتالي قد تكون نسبة التداين الاسري أعلى من الارقام التي أعلنها البنك المركزي، متسائلة عن أهم الاسباب التي تقف وراء ارتفاع التداين لدى الاسر التونسية وعن الحلول للتقليص من هذه الظاهرة التي تنتشر لدى الطبقة الوسطى على وجه الخصوص.
وخلصت الى أن غلاء الاسعار في السنوات الاخيرة وتدهور المقدرة الشرائية كانا السبب الرئيسي وراء ارتفاع التداين لدى العائلة التونسية مبينة أن التونسي يعيش اليوم تزايد حجم المصاريف في المحروقات والتعليم والصحة اضافة الى تدني الخدمات في هذه المجالات الامر الذي خلق اشكالية في ميزانية العائلات وأصبحت أرقام الاقتراض مفزعة ويبقى المستفيد الكبير في هذا السياق المؤسسات البنكية التي لا تخضع لرقابة على طريقة احتساب القروض ونسب الفائدة وذلك بسبب الانخرام في كل المنظومات.