قال وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، زياد العذاري، الجمعة، على هامش تدشين مقر المعهد الإفريقي للإحصاء بضفاف البحيرة بالعاصمة، إن المعهد سيكون له أثر إيجابي في دفع العلاقات الاقتصادية وتعزيز المبادلات بين الدول الإفريقية عبر توفير الإحصائيات الدقيقة.
ووقّع الوزير مع مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الإفريقي، اليوم بمقر المعهد على اتفاقية تعاون، تعطي إشارة انطلاق المعهد وذلك بحضور عدد من السفراء الأفارقة وممثلين عن الاتحاد الإفريقي والبنك العالمي والمدير العام للمعهد الوطني للإحصاء، الهادي السعيدي.
واكد العذاري لـ(وات) أن “تدشين هذا المقر، الأول من نوعه في تونس، يعتبر حدثا هاما يعزز حضورها في القارة الإفريقية ويمنحها فرصة كبيرة لدفع علاقاتها الاقتصادية مع بلدان إفريقيا التي تمثل المستقبل باعتبارها سوقا واعدة تضم 3 مليارات ساكن”.
* المعهد سيوفر بيانات احصائية حول البلدان الافريقية
وأوضح العذاري، بشأن مهمة المعهد، أنّه سيعكف على جمع البيانات وتحليلها وتوفير الإحصائيات المتعلقة بالبلدان الإفريقية بهدف المساعدة على اتخاذ القرارات الصائبة وتحديد السياسات الناجعة التي من شأنها أن تدعم التقارب والشراكة والاندماج بين دول إفريقيا.
وقال العذاري إن تونس ستساهم في مرحلة أولى في تمويل أنشطة المعهد الإفريقي للإحصاء إلى حين المصادقة قريبا على هيكله التنظيمي من قبل الاتحاد الإفريقي الذي سيتولى لاحقا تمويله مع بعض الشركاء الآخرين على غرار البنك العالمي.
واوضح السعيدي لـ”وات”، بشأن تاريخ الانطلاق الفعلي لنشاط المعهد، إنّه سيشرع بداية من السبت 3 نوفمبر 2018 في تنظيم دورة تكوينية يشرف عليها قسم الإحصاء بالاتحاد الإفريقي لفائدة البلدان الإفريقية.
وسيشارك ممثلون عن 54 دولة إفريقية في هذه الدورة التدريبية، التي تدوم مدة أسبوع، حول المنظومة الإحصائية وتنسيق الإحصائيات في القارة الإفريقية. وستخصص الدورة الأولى بثلاثة أيام لفائدة الدول الناطقة بالانجليزية تليها دورة بثلاثة أيام للدول الناطقة بالفرنسية.
* الانتداب لفائدة المعهد سينطلق بعد المصادقة على هيكله التنظيمي
وأردف السعيدي أن بعض الخبراء من المعهد الوطني للإحصاء سيساهمون في أنشطة المعهد الإفريقي إلى حين مصادقة الاتحاد الإفريقي نهاية العام على الهيكل التنظيمي للمعهد لتنطلق بعدها عملية انتداب أكثر من عشرين موظفا وخبيرا من تونسيين وأفارقة للعمل المعهد.
وقال مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الإفريقي فيكتور هاريسون لـ(وات) إن إعطاء إشارة انطلاق المعهد يمثل حدثا تاريخيا في القارة الإفريقية لأنه يعتبر “وسيلة ناجعة في إرساء منظومة إحصائية متطورة وموحدة تساعد على دفع العلاقات الاقتصادية البينية وفتح آفاق الشراكات”.
وأقر هاريسون بوجود نقص كبير حاليا في المعلومات الإحصائية في القارة الإفريقية إضافة إلى ضعف مصداقيتها، مؤكدا في نفس الوقت بأن الهدف من تأسيس هذا المعهد هو توفير الإحصائيات الدقيقة وذات المصداقية من أجل تحقيق الاندماج الاقتصادي ودفع الاستثمار والتنمية بأفريقيا.
وكان الاتحاد الإفريقي صادق عام 2013 على إحداث المعهد الإحصاء الإفريقي لكن تشدينه تأخر لأسباب تمويلية وفنية.