تم، الاثنين بتونس، اطلاق المشروع الاوروبي “فينداكساس” الذي يهدف الى النهوض بكفاءات البحث لدى معهد باستور في مجالات “الاوميك”، وهي مجموعة من التكنولوجيات التي تسمح بفهم النظم البيولوجية المعقدة والديناميكية بالكامل.
ويهدف المشروع، الذي خصصت له المفوضية الاوروبي اعتمادات تقدر ب3 ملايين دينار على مدى ثلاث سنوات، الى تعزيز قدرات معهد باستور بتونس في مجال تطبيق هذه التكنولوجيات خاصة في دراسة الامراض الجرثومية.
كما يرمي، حسب المدير العام لمعهد باستور، هاشمي لوزير، الى مد الباحثين بمعهد باستور بالمعارف المتقدمة والمهارات في مجال “الاوميك”، وتهيئة مناخ علمي ملائم وعلى مستوى عال لدراسة البيولوجيا المعلوماتية، فضلا عن جعل المعهد رائدا اقليميا في هذه التكنولوجيات الجديدة.
واضاف الوزير، في تصريح اعلامي على هامش ندوة انتظمت بالمناسبة، “ان المشروع يتضمن دورات تدريبية، وسلسلة من التربصات، والبعثات لفائدة الخبراء لتبادل الممارسات الجيدة مشير الى ان تنفيذه سيتم بالشراكة مع أربعة مراكز أوروبية معروفة على الصعيد الدولي، وهي : معهد باستور بباريس، ومعهد ماكس بلانك للوراثة الجينية، ومعهد روبرت كوخ في ألمانيا، ومركز التعديل الجيني في إسبانيا.
من جانبه قال كاتب الدولة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خليل العميري، بالمناسبة، أن تونس لديها خبرة كبيرة في مجال البحث، لكن يبقى التحدي هو ترجمة المعرفة إلى نتائج ملموسة من خلال استخدام التقنيات الجديدة.
وأكد العميري على أهمية اعتماد المعلوماتية الحيوية وتطوير تحليل البيانات في مجال البحث الطبي، واكتشاف اللقاحات الجديدة والأدوية الجديدة مشددا على أهمية تعزيز ميزانية البحث، وتبسيط جميع الاجراءات الادارية.
واشار الى ان انضام تونس للبرنامج الاروروبي للبحث والتجديد افق 2020 قد مكن البلاد من الاستفادة من فرص تمويل وشراكة كبيرة مع مراكز بحوث ذات صيت عالمي.
واعتبر مدير البحوث الطبية بوزارة الصحة، أنيس كلوز،ان هذا المشروع يعد الاول من نوعه في اطار البرنامج الأوروبي للبحث والتجديد افق 2020 الذي انضمت اليه تونس سنة 2016، قائلا “انه يجسد لعمل طويل قام به معهد باستور، كمؤسسة بحث وصحة عمومية تقدم خدماتها لفائدة المواطن التونسي من خلال توفير العلاج وتثمين البيانات العلمية المتعلقة بالصحة، بما يساهم في النهوض بالصحة العمومية.
واشار كلوز، الى توفر فرص كبيرة للبحث والتجديد بالهياكل العمومية وذلك بالشراكة مع افضل المؤسسات البحثية على الصعيد الدولي، لافتا الى ان البحوث في مجال الصحة في تونس تستاثر بنسبة 40 بالمائة من المنشورات العلمية الوطنية في جميع المجالات، مع العلم ان تونس هي الاولى افريقيا على مستوى المنشورات بأفضل النشريات العلمية الدولية.