كشف مصدر بالادعاء العام التركي أن التحقيقات تفيد بأن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي -الذي قتل قبل أكثر من شهر- تمت إذابتها بالكامل بواسطة أحماض كيميائية، بينما أكد مسؤول تركي أن بلاده لن تسمح بالتستر على الجريمة.
وقال المصدر للجزيرة إن الأشخاص السعوديين الذين قاموا بتصفية خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في الثاني من الشهر الماضي، تعاملوا مع جثة الضحية وأذابوها بالأحماض داخل إحدى غرف منزل القنصل السعودي محمد العتيبي.
وأشار المصدر إلى أنه تم العثور على بقايا حمض الهيدروفلوريك ومواد كيميائية خاصة، بعد فحص عينات أخذت من بئر ببيت القنصل ومن قنوات الصرف الصحي في المنطقة.
وبشأن التطورات الجديدة، أشار مراسل الجزيرة عمار الحاج إلى أن السلطات السعودية لم تسمح حتى الآن للأتراك بتفتيش البئر الواقعة داخل منزل القنصل، ولكنها سلمتهم عينات منها.
وقال المراسل إن ما تم الكشف عنه يظهر أن فريق الاغتيال السعودي هو الذي تخلص من جثة خاشقجي، ولم تسلم الجثة لمتعاون محلي كما ادعت الرياض.
وبالتزامن مع المعلومات التي كشف عنها المصدر التركي للجزيرة في ما يخص مصير جثة خاشقجي، قال نعمان قورتلموش نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن تركيا لن تسمح لأحد بالتستر على ما وصفها بالجريمة الغادرة والمعادية للإنسانية.
وأضاف قورتولموش أن جريمة اغتيال خاشقجي لا يمكن الخلي عنها كأي مسألة سياسية عابرة.
وكان مسؤولون أتراك أثاروا قبل أيام احتمال التخلص بالكامل من جثة الصحفي السعودي بعد تقطيعها داخل القنصلية ونقلها في حقائب إلى منزل القنصل الذي يبعد عن القنصلية بضع مئات من الأمتار، فيما قال فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي إنه يتم التحقيق في فرضية إذابة الجثة.
ومؤخرا توصل الادعاء العام التركي إلى أن خاشقجي قتل خنقا مباشرة بعد دخوله القنصلية لاستخراج وثيقة تتيح له الزواج من خطيبته التركية خديجة جنكيز، قبل أن تقطع جثته وتنقل خارج المبنى.
وبعد مماطلة سعودية، تمكنت فرق الأدلة الجنائية التركية من تفتيش منزل القنصل العتيبي وأخذ عينات من داخله، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال جمال خاشقجي، كما قامت فرق أخرى بأخذ عينات من قنوات الصرف الصحي قرب القنصلية السعودية.