“خطاب الباجي … وحالة الاستعصاء” و”بين أسي السلطة … نهاية التنازع الدستوري وبقاء الصراع السياسي” و”الصحافة في معارك السياسيين” و”الاطراف المساندة لحكومة الشاهد .. خطاب رئيس الجمهورية ايجابي ونثمنه بالرغم من اللوم والعتاب”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الى أن اللقاء الصحفي الذي عقده رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لن يكون مجرد لقاء عادي، رغم أن رئيس الجمهورية لجأ الى هذه الصيغة في الالتقاء بالصحفيين لاول مرة منذ توليه رئاسة الدولة، ذلك أن محتوى هذا اللقاء يحتاج الى أكثر من قراءة وسيبقى بكل تأكيد وثيقة هامة لكل من يريد التأريخ للجمهورية الثانية مشيرة الى أن السبسي كان رئيسا معتزا بنفسه وفخورا بدوره وحريصا في الان ذاته على أن يؤكد أنه يواصل الاضطلاع بدوره بكل جدبة والتزام وذلك من باب الاضطلاع بالامانة وعلى أن يبوح للرأي العام ببعض هواجسه حول الوضع الحالي وحول المستقبل.
وأضافت أنه لا شك أن محاولة “عزل” رئيس الجمهورية والسعي الى الحد من دوره السياسي يعتبران من حيث المبدأ أمرا مرفوضا لانه لا يخلو من الناحية الاخلاقية من دلالات سلبية لان الباجي قائد السبسي قد لعب دورا ايجابيا في عملية الانتقال الديمقراطي ولانه مؤسس الحركة التي سمحت ليوسف الشاهد بأن يصبح رئيسا للحكومة معتبرة أن ما هو أعمق وأكثر أهمية في ما ذكره رئيس الجمهورية أمس هو أن الدستور الحالي للجمهورية التونسية قد عمق الصراع والتجاذب بين السلط من ناحية وحد من مهام رئيس الجمهورية وصلاحياته الى أبعد الحدود من ناحية أخرى.
ورأت أنه من الاسباب المثيرة للخوف أنه من الصعب أن تجد هذه الازمة طريقها الى حل واضح المعالم لان المشهد السياسي تميز خلال السنوات الاخيرة بتوالي الازمات وبتناسلها وهو ما يعني أننا نتجه سياسيا بشكل تدريجي الى دخول منطقة الاستعصاء وهي بلا شك منطقة شديدة الخطورة بالنسبة الى الانظمة السياسية خاصة منها تلك التي لم تستقر بعد والتي تعبش مرحلة انتقالية كالتي تعيشها بلادنا اليوم، وفق ما ورد بالصحيفة.
واعتبرت (المغرب) من جهتها، أنه رغم كل شئ فقد تجنبت بلادنا يوم أمس الاسوأ وتحولت التراجيديا الى مجرد دراما وانتقلنا من التنازع الدستوري الخطير الى صراع سياسي تعودنا عليه واليوم على كل الماسكين بالسلطة في مختلف المستويات أن يكون التقيد بروح القوانين ونصوصها قاعدة مشتركة لا نذكرها اليوم عندما تكون في صالحنا وننساها أو نتناساها عندما نرى في خرقها فائدة لنا الى جانب انهم مدعوون ونحن على بعد أمتار قليلة من الانتخابات العامة الى رفع مستوى النقاش وعدم الغلو والشطط في المواقف كاستعمال كلمة انقلاب في كل جملة وبغير موجب حق.
وأضافت أن تونس جديرة بممارسات سياسية أرقى بكثير من هذه وبصراع حول الافكار والبرامج والتصورات لا يتبادل اللكمات “تحت السنتورة”، حسب ما جاء بالصحيفة.
وتطرقت (الصباح) في ورقة خاصة، الى تعرض وسائل الاعلام للانتقاد وللتشهير بها وبأدائها ولمحاولات التشكيك في التزامها الحرفية والنزاهة في نقل المعلومات من قبل السياسيين مشيرة الى أن ذلك ليس بالامر المستجد وغير المعتاد والى أن الامثلة على ذلك كثيرة وهي لا تقتصر على دول بعينها بل كثيرا ما نشهد مثل هذا السلوك حتى في الدول التي تدعي قيادتها للعالم المتحضر على غرار الولايات المتحدة حيث لا يفوت الرئيس دونالد ترامب مناسبة لمهاجمة الصحافيين المنتقدين لسياساته والمؤسسات التي تشغلهم ذلك أن السياسيين بصورة عامة وبمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية سواء كانوا من اليمين أو من اليسار لا يهمهم نقل الحقيقة الى المشاهدين والمستمعين والقراء بقدر اهتمامهم بنقل صورة لامعة وجذابة عنهم وعن مواقفهم وأفكارهم وآرائهم السياسية لدى عامة الناس الذين يشكلون الصندوق الانتخابي ولذلك تراهم يتسابقون للظهور في وسائل المختلفة للترويج لتلك الافكار والاراء.
وأضافت أنها عاينت هذا الامر صبيحة أمس في تونس حيث لم يتردد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال ندوته الصحفية لتوضيح موقفه من التحوير الوزاري الاخير في توجيه سهام انتقاداته لصحيفة (الصباح) ليس بسبب نشر معلومات زائفة أو خرق لاخلاقيات المهنة أو انتهاك لقانون الصحافة وانما لنشرها رأيا لاحد كبار الخبراء في القانون الدستوري الذين تزخر بهم بلادنا والذي كثيرا ما تمت الاستعانة به وبخبرته من قبل السياسيين وحتى السلط الرسمية ألا وهو العميد الصادق بلعيد عبر فيه عن وجهة نظره فيما يتعلق برد فعل رئيس الدولة بعد التحوير، حسب ما جاء بالصحيفة.