“دشرة” هو أول فيلم رعب تونسي بمقاييس عالميّة أخرجه عبد الحميد بوشناق وشارك في أدائه كل من ياسمين الديماسي وعزيز الجبالي وبلال سلاطنيّة.
يروي الفيلم حكاية ثلاثة زملاء(ياسمين،وليد، بلال) في معهد الصحافة طالبهم أستاذهم باعداد بحث مصوّر يتميز بالتجديد والابداع وبعيدا عن أحداث “الثورة” التي اشتغل عليها جميع الطلبة في السنة الفارطة.
وانطلقت رحلة البحث عن موضوع مثير ومتميز، وهو ما جعل أحد الرفاق (وليد) يقترح عليهم تصوير امرأة غامضة تدعى “منجية” متواجدة بمصحّة الأمراض العقلية أشيع عليها بأنها عدوانيّة وساحرة خاصة وأن ملامها لم تتغيّر منذ ايوائها بالمستشفى، كما أن تفاصيل العثور عليها مثيرة للريبة حيث أنها وجدت منذ 20 سنة مذبوحة في طريق مهجور.
ياسمين فتاة تلاحقها أحلام غريبة، استهوتها الفكرة، فتنقّلت الى المستشفى رفقة زملائها لأخذ المزيد من المعلومات من المدير على حالة المرأة “منجية” الا أنه أنكر وجودها وهو ما زاد اصرار الطلبة على كشف الغموض الذي يشوب هذه الحالة.
ومن هنا انطلقت رحلة ثانية من البحث وراء حالة “منجيّة” فتنقّل الطلبة الى الغابة أين عثر عليها مذبوحة منذ 20 سنة.
وبدأت لحظات الرعب والاثارة وسط الغابة فشاهدوا طفلة غريبة الأطوار في نحو السابعة من عمرها، تلتهم حمامة حية ويسيل الدم من فمها، وتحاول ياسمين التحدث إليها لكنها تهرب.
وبلحاقهم على الطفلة وصلوا الى “دشرة” تواجد فيها عدد قليل من السكان تميّز نساؤها بارتداء اللون الأسود والصمت والخوف، وجدوا كذلك دما ولحما في كل مكان.
لحظات من الاثارة والمشاهد المرعبة جعلت جمهور “الكوليزي” يصمت حينا ويصفّق حينا ويغمض عينيه خوفا من مشهد حينا آخر.
الفيلم نال استحسان الجمهور الذي خرج غير نادم على دخوله، ومن بين الحاضرين وجدنا المخرج فريد بوغدير الذي أكد لـ”المصدر” أن “دشرة” خال من الأخطاء ومتميز على المستوى التقني خاصة وأنه لم يتلقّى أي دعم.
وأشار بوغدير أن صناعة فيلم رعب بأياد شبابية تونسية يأخذنا على عصر جديد من السينما، مؤكدا أن الجيل الجديد تأثر بالثورة وأصبح يحمل كما هائلا من العنف وبدأ في تجسيده في أفلامه وانتاجاته.
الممثل خالد هويسة أكد أن أداء الممثلين كان مقنعا خاصّة وأنهم قد جعلوا المشاهد يتفاعل معهم.
ومن جانبها اعتبرت الصحفية سندس زروقي أن أيام قرطاج السينمائية قد انتهت بالنسبة اليها و أن العمل فاق ابداعه كل التصورات.
ولم يفوّت العملاق لطفي بوشناق فرصة الثناء على مجهودات ابنه وعلى العمل الذي اعتبره متكاملا، مشددا على أن عبد الحميد دخل الفن من أوسع أبوابه وأن عمله القادم أصعب اذأنه مطالب بتقديم عمل أفضل من “دشرة”.
عبد الحميد بوشناق أكد في تصريح ل”المصدر” أن “دشرة” مستوحى من قصص واقعية وأن السحر والشعوذة موجودان داخل المجتمع، مضيفا أنه أراد طرح مواضيع جديدة لم يسبقه اليها أي مخرج.
أما فيما يخص الدعم فقد أكد بوشناق أنه لم يطلبه لأنه أراد أن يكشف للمستثمرين أن الشباب قادر على تقديم أعمال بمقاييس عالمية.