بتتويج الترجي الرياضي التونسي امس بكاس رابطة ابطال افريقيا لكرة القدم بملعب رادس كسبت تونس ظفرا رياضيا معنويا هاما عندما عززت كرة القدم التونسية خزائنها بلقب خامس من نوعه في مسابقة رابطة الابطال بعد تتويج الترجي سابقا في مناسبتين سابقتين 1994 و2011 وكذلك النادي الافريقي 1991 والنجم الساحلي عام 2007 بنفس اللقب.
ولكن تنظيم مباراة اياب نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا بملعب رادس حقق مكسبين اخرين على الاقل . اما المكسب الاول فهو امنى تنظيمي حيث كسب المنطمون رهان وضع طاقة استيعاب ملعب رادس كاملة على ذمة جماهير الترجي في مباراة بتلك الاهمية جرت بحضور قرابة 60 الف مشجع وعرفت مستوى عال من الاحاطة الامنية وهو ما يمكن ان يساعد على تعميق النظر في كسر “حاجز الحد المسموح به من الجماهير” مستقبلا ولو تدريجيا حتى تستعيد الملاعب اجواءها الطبيعية رغم بعض التحديات.
وقد عاشت تونس خلال المباراة النهائية امس وقبلها وبعدها اجواء احتفالية في مختلف ساحات وشوراع تونس العاصمة بالوان الفرحة واحتفلت جماهير الترجي بتتويج فريقها حتى ساعة متاخرة .
وقد جاء بلاغ وزارة الدّاخلية الذي صدر اليوم وتوجهت من خلاله ب”أسمى عبارات الشّكر والتّقدير لكلّ الهياكل التّي ساهمت في إنجاح تأمين الدّور النّهائي لرابطة الأبطال الإفريقية واثنت خاصّة على ما تحلّت به الجماهير الرّياضيّة من سلوك حضاري ومن احترام للقانون يليق بسمعة تونس” ليؤكد ارتياح السلطة الامنية لنجاح العرس الافريقي على ارض تونس على الصعيد الامني.
وقد تحقق ذلك بفضل المجهودات الّتي بذلتها الوحدات الأمنيّة المشاركة من مختلف الأسلاك التّابعة لوزارة الدّاخليّة من خلال ما اتّسمت به من حرفية وانضباط وما أظهرته من روح وطنية عالية خلال المباراة وقبلها وبعدها.
اما المكسب الثاني فهو دبلوماسي رياضي حيث عادت فضاءات الرياضة في تونس لتستضيف كبرى الشخصيات العالمية في كرة القدم حيث حضرمباراة الدور النهائي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفنتينو ورئيس الاتحاد الافريقي احمد احمد فضلا عن عدد من الشخصيات الرياضية المصرية. وقد اعرب رئيس الفيفا عن سعادته بحضور المباراة النهائية للمسابقة الافريقية وهنا الترجي بتتويجه بلغة عربية (مبروك) .
وستكون الصورة الجميلة التي روجتها شاشات التلفزيون في عدد من بقاع العالم عن ملعب رادس الذي ظهر في حلة جميلة رسالة طمانة واستعادة لثقة هياكل رياضية دولية في مناخ الامن في تونس وقدرة البلاد المتجددة على تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية .
وفضلا عن الشخصيات الرياضية المرموقة التي تابعت المباراة فان عشرات الصحفيين الاجانب الذين تابعوا اللقاء سينقلون بدورهم افضل الاصداء على المناخات الامنة في البلاد. وتبقى الرياضة بنتائجها وتظاهراتها وضيوفها احد اهم الروافد لخدمة البلاد.