قررت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي رفع شكاية جزائية ضد وزير الداخلية الحالي هشام الفوراتي في علاقة بملف الشهيد محمد البراهمي.
وقال عضو هيئة الدفاع رضا الرداوي خلال ندوة صحفية عقدتها الهيئة اليوم الاثنين بالعاصمة ، أن وزارة الداخلية باشراف وزيرها الحالي “قد ارتكبت جريمة إخفاء معطيات وجريمة المشاركة اللاحقة وجريمة المشاركة السلبية في الملف” موضحا في هذا الاطار ان وزير الداخلية بموجب عملية الإخفاء وبموجب التصريحات اللاحقة للندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة بتاريخ 2 أكتوبر الماضي أضحى شريكا في الجرائم وهو ما يسمى في القانون بالمشاركة اللاحقة.
وكشف رضا الرداوي اليوم جملة من المعطيات الجديدة في ملف الشهيد محمد البراهمي تتعلق أساسا : بسماع احد المسؤولين الكبار في وزارة الداخلية الذي أكد أن هذه الغرفة السوداء موجودة فعلا وتم إغلاقها منذ ديسمبر2013 مؤكدا أن كل ما ورد على لسان هيئة الدفاع في 2 أكتوبر 2018 يؤكد وجود هذه الغرفة في مقر وزارة الداخلية..
واضاف انه على ضوء هذه المعطيات قام حاكم التحقيق الأول بالمكتب عدد 12 لأول مرة في تاريخ تونس مساء يوم الجمعة الفارط بالتوجه إلى وزارة الداخلية والتنقل إلى إدارة الأرشيف حيث عاين وجود هذه الغرفة المقفلة مثنيا في هذا السياق على “الخطوة الجريئة التي قام بها القضاء التونسي وهو ما يثبت استقلال القضاء ويعزز الثقة فيه” وفق تعبيره.
وتابع الردواي أن :حاكم التحقيق الأول عاين وجود كاميرا مراقبة أمام الغرفة كما تاكد عند فتحها انه تم وضع الوثائق الموجودة فيها من دون إذن قضائي ودون وصل في التسليم في 19 ديسمبر 2016 وعندما قام بفتحها عاين وجود 33 كيسا كبير الحجم مليئة بالوثائق قال الرداوي “إن لها علاقة بقضية البراهمي”
ووفق المتحدث قام حاكم التحقيق ايضا بمعاينة وجود 4 صناديق كرتونية تحتوي على كتب و صندوق آخر يتضمن بعض الحاشدات والهواتف الجوالة المعطبة معتبرا وجود هذه الوثائق في هذه الغرفة المقفلة أصبحت حقيقة قضائية وهو ما يؤكد صحة ما ذهبت إليه هيئة الدفاع عن وجود “غرفة سوداء” في مقروزارة الداخلية وما يفند تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الداخلية الذي نفى وجود هذه الغرفة”
واضاف أن الوثائق الموجودة بهذه الغرفة حجزت ووضعت على ذمة القضاء وتم تغييرالقفل ولم تعد على ذمة وزارة الداخلية محذرا من ان أي تلاعب بها يعرض أصحابها إلى المساءلة القضائية في إتلاف محجوز.
من جانب آخر وجهت هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي عدد من الرسائل تهم الاولى الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي حيث طالبته هيئة الدفاع بوجوب الاطلاع على المستجدات في مثل هذه القضية بموجب مجلة الإجراءات الجزائية وتحديدا بموجب الفصول من 53 إلى 55 منها.
وتساءل الرداوي عن أسباب “تسارع خطى السليطي إلى تقديم تصريحات إعلامية في قضايا اقل أهمية من اغتيال البراهمي والتباطؤ في التصريح بالمعطيات الموجودة في هذا الملف.”
أما الرسالة الثانية فقد وجهتها هيئة الدفاع إلى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي مفادها انه إذا كان بصدد انتظار حقيقة إثبات وجود غرفة سوداء بوزارة الداخلية واحتوائها على وثائق ووجود تنظيم سري لحركة النهضة فقد تم إثبات ذلك قضائيا.
وقال رضا الرداوي متوجها لرئيس الدولة: إذا كنت تعتبر أن هذه المعطيات غير مهمة للدعوة إلى انعقاد مجلس الأمن القومي فنقول لك انك اليوم خارج اللحظة التاريخية وخارج اللحظة السياسية
أما الرسالة الثالثة فقد وجهتها هيئة الدفاع إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد على لسان احد اعضائها قائلا : أنت السائر على عجل اليوم إلى التحالف مع القتلة (في إشارة إلى حركة النهضة) نقول لك لا مستقبل سياسي للمتحالفين مع القتلة وان المستقبل السياسي الوحيد هو للمتحالف مع الشعب وقضاياه وقضايا الشهداء
يذكر ان هيئة الدفاع عن الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد قد عقدت يوم 2 اكتوبر المنقضي ندوة صحفية اتهمت خلالها حركة النهضة بامتلاكها لتنظيم سري كما قدمت معطيات عن وجود غرفة سوداء بوزارة الداخلية تتضمن وثائق تتعلق بملف الشهيدين .