قال رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار، في تصريح لــ(وات) اليوم بنابل ” لا يوجد امن غذائي في تونس ما دمنا نستورد اكثر من 70 بالمائة من احتياجاتنا من الحبوب وما دامت بذورنا مهجنة وموردة وما دمنا نستورد الأعلاف ونتلف فائض الانتاج ولا نحسن تثمينه”.
وتابع الزار على هامش مشاركته اليوم الاثنين، بمقر ولاية نابل، في أعمال المجلس الجهوي المخصص للقطاع الفلاحي بالوطن القبلي، “ليس من الغريب اليوم أن تباع أبقارنا وتهرب بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج التي تمثل فيها الأعلاف نسبة 80 بالمائة من التكلفة وليس من الغريب أن يهجر الشبان القطاع الفلاحي ما دام القطاع غير مربح”.
وأكد أن منظومة الإنتاج الفلاحي في تونس باتت مهددة بالاندثار ما لم يتم الوقوف الى جانب الفلاحين وكشف حقيقة معاناة الفلاحين الذين هم ضحايا ارتفاع تكلفة الانتاج وغياب منظومات الاحاطة والارشاد والمساندة، مبرزا ان هذه المعاناة لا يحسها المستهلك وعديد وسائل الاعلام الذين يقتصرون على الحديث عن غلاء الاسعار.
وتوجه باسم الفلاحين برسالة إلى كل المتدخلين وخاصة الحكومة والسياسيين والاعلاميين بضرورة ايلاء الفلاحة المكانة المحورية التي تستحقها والى تجسيم عديد الشعارات المرفوعة الى اجراءات حقيقية وفعلية تحقق استدامة النشاط الفلاحي الذي اصبح “اليوم مهددا ” على حد قوله.
وأشار الزار الى ان ولاية نابل لم تتجاوز بعد الاضرار التي لحقت القطاع الفلاحي بعد فيضانات 22 سبتمبر وما يزال فلاحوها المتضررون يعانون في انتظار التسريع بجبر اضرارهم وفي انتظار تفعيل صندوق الجوائح”.
وبين ان عدم تركيز المتدخلين في أعمال المجلس على الاضرار الناجمة عن الفيضانات يعطي الدليل بان الفلاح التونسي حريص مواصلة العمل والانتاج بقدر حرصه على جبر الاضرار التي لحقته نتيجة الجوائح الطبيعية.
ولاحظ ان اشكاليات فلاحي ولاية نابل رغم خصوصيتها هي اشكاليات القطاع الفلاحي في تونس عموما والتي هي اشكاليات هيكلية مرتبطة اساسا بتحسين الانتاج وتوفير البذور وخاصة البذور الممتازة بالنسبة للحبوب بالاضافة الى البحث عن الاعلاف والتي تلتقي في انها آليات ووسائل انتاج.
وقال ” ان الفلاحة التونسية ما تزال تعاني من غياب منظومة متماسكة الحلقات للانتاج وتحسين الانتاجية والتثمين والترويج” مبينا ان غياب المنظومة يبرز في غياب الارشاد الفلاحي والحزم الفنية التي تساعد الفلاح على تحسين الانتاجية زد عليها غياب البذور الممتازة ولا الحزم الفنية التي تساعد على تثمين المنتوج ان بالتحويل او بالتسويق وفتح الاسواق الجديدة.
واكد بخصوص تواصل ازمة الحليب “لا يمكن الحديث عن ازمة انتاج او نقص كبير وحاد خاصة وان الانتاج هو في حدود 1 فاصل 7 مليون لتر يوميا بينما الحليب المعروض هو الحليب غير المدعم وهذا يبقي عديد التساؤلات مطروحة”.