راشد الغنوشي يقدم اعتذارا للوزراء الذين غادروا الحكومة عقب التحوير الحكومي الأخير

قدّم رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، اليوم الثلاثاء، اعتذارا للوزراء الذين غادروا الحكومة إثر التحوير الوزاري الأخير في الخامس من الشهر الجاري وذلك على خلفية ما ورد في كلمة له السبت الماضي والتي قال إنه فهم منها أنّ الوزراء الذّين غادرُوا الحكومة تتعلّق بهم شُبهات فساد.
وقال الغنوشي في نص الاعتذار الذي نشرته الحركة على صفحتها الرسمية على الانترنات ” يهمنّي أن أوضّح أن ذلك لم يكن مقصدي، مع التّعبير عن أسفي الشديد لذلك متقدّما بكامل معانِي الاعتذار إلى حضراتهِم”.
وأكد الغنوشي أيضا على احترامِه وتقديره لهؤلاء الوزراء، معتبرا أنهم شخصيّات وطنية بذَلت جهدا كبيرًا من أجل النّجاح في مهامهم ومن أجل خدمة تونس وإعلاء رايتهَا متمنيًّا لهم النّجاح في مسيرتهم المهنيّة والسياسيّة.
وكانت حركة النهضة قد أكدت أمس الإثنين، في بيان لها، أن ما ورد في كلام رئيسها راشد الغنوشي في اجتماع كتلة الحزب بالبرلمان يوم السبت الماضي عن التحوير الوزاري “لم يقصد الإساءة المباشرة أوغير المباشرة للوزراء المغادرين” وأن الغنوشي ” لا يوجه اتهاما لأحد بالفساد وإنما يتحدث عن المعيار المعتمد في تقييم الترشحات والآداء بالتشاور مع رئيس الحكومة الذي اختار فريقه بملء إرادته وبما يجعله المسؤول الأول والأخير عن نتائجه”، حسب نص البلاغ الاعلامي للحركة.
وكان وزراء العدل، غازي الجريبي، والشباب والرياضة، مجدولين الشارني، وأملاك الدولة والشؤون العقارية، مبروك كورشيد، قد عبروا في تصريحات إعلامية أمس الاثنين، أنهم يعتزمون مقاضاة الغنوشي على خلفية تصريحاته الأخيرة والتي ذكر فيها أنّه تمّت إزاحة وزراء فاسدين من الحكومة في التحوير الوزاري الأخير الذي حظي بثقة البرلمان يوم 12 نوفمبر الجاري.
من جهته نشر وزيرالتكوين المهني والتشغيل السابق، فوزي عبد الرحمان، منذ يومين تدوينة على صفحته الرسمية على فايسبوك أكد فيها أنه يتشبث بواجب التحفظ عندما يتعلق الأمر بالدولة وعلاقته بها ولكنه لا يستطيع الصمت عند سماعه رئيس حزب يستعرض قوته للإعلام ويقول إنه أكتفى بأخذ ما أخذ (من حقائب وزارية) حفاظا على الوضع وأنهم استعملوا فيتو ضد بعض الوزراء الفاسدين ووقع تغييرهم بوزراء “صالحين”، دون ذكر هؤلاء ودون استثناء يذكر، وفق نص التدوينة.
وكان حزب آفاق تونس، اعتبر أمس الاثنين، في بيان أصدرته الهيئة السياسية للحزب، أن التصريحات الصادرة مؤخرا عن الغنوشي والتي عبر فيها عن الدور الذي لعبته الحركة في التحوير الوزاري الأخير، هي ” تصريحات غير مسؤولة تكرس عدم الثقة في مؤسسات الدولة”، كما أنها تؤكد على “عقلية الهيمنة والتحكم في ممارسة السلطة من قبل ممثّل الإسلام السياسي في الحكومة “، وفق نص البيان.
وعبر الحزب في بيانه عن استغرابه مما جاء في حديث الغنوشي عن رفعه فيتو في وجه وزراء فاسدين دون تحديد أسماء وتقديم معطيات جدية حول ملفات الفساد إن كانت موجودة .
واعتبر “آفاق تونس” تلك التصريحات بأنها ” تصريحات غير مسؤولة تكرس عدم الثقة في مؤسسات الدولة لما تحمله من مس بالأعراض وتشويه للسياسيين، خاصة الذين خدموا الدولة وأثبتوا نزاهتهم”، حسب نص البيان .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.