أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 29 نوفمبر

“أزمتها دون حل .. المدرسة العمومية في مهب الريح” و”تلاميذنا رهائن .. الى متى؟” و”المؤسسات الصناعية مع موفى 2018 .. توقعات بتراجع نسق الانتاج .. رغم تحسن بعض القطاعات” و”تدعي أن رئيس الجمهورية دخل في حرب ضدها .. الخناق يضيق على النهضة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.

اعتبرت جريدة (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أنه من يعتقد أن، ما أسمته “الانتحار البطئ”، للمدرسة العمومية يعود لسنوات الثورة أو حتى للسنوات التي سبقتها مخطئا لان ذلك يعود، وفق تقديرها، الى عقود طويلة رغم علامات النجاح البادية أنذاك على منظومتنا التربوية مشيرة الى أن كل الارقام والدراسات تبين المدرسة التونسية حتى زمن فتوتها في ستينات وسبعينات القرن الماضي كانت حاملة للامراض التي تنخرها اليوم .. تفوق دون عدالة ونخبوية تقصي العدد الاكبر من أبنائنا من مدارج العلم والمعرفة ولكن كانت المدرسة العمومية توفر للناجحين فيها سبل التفوق العلمي والمهني.

وأضافت أنه منذ عقدين من الزمن على الاقل لم تعد المدرسة العمومية توفر لجل ناجحيها والمتحصلين فيها على شهائد جامعية هذا التفوق العلمي والنجاح المهني بل أصبح لدينا شئ فريد من نوعه وهو أن المتحصل على شهادة جامعية معرض للبطالة ثلاث مرات أكثر من الذي لم يتحصل عليها بينما نجد العكس تماما في العالم أجمع لافتة الى أننا سوف نلتفت بعد سنوات قليلة فقط بأن المدرسة العمومية تندثر وهي التي كانت الرابط الاساسي للمواطنة وللعلم وللقيم لم تعد تؤدي هذا الدور المركزي وأنها لم تعد تحظى بثقة المجتمع الا من كان مكرها على ذلك وأن افراغها من جزء من أبناء تونس سيساهم في اضعافها وفي تفقيرها وفي جعلها تتهمش أكثر فأكثر.

ورأت في هذا الصدد أن من سينتصر في هذه المعركة الجديدة المتجددة بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية لا يكتسي أهمية، فنحن نعلم ومنذ الان أن هناك خاسرا كبيرا .. المدرسة العمومية، وفق تقدير الصحيفة.

أما جريدة (الشروق)، فقد أشارت الى تواصل توقف الامتحانات في التعليم الاعدادي والثانوي بعد اختيار المقاطعة الذي أعلنته نقابة التعليم الثانوي بسبب تعثر المفاوضات مع الحكومة، وحيرة الاولياء والتلاميذ المتواصلة منذ سنوات الى حد أصبحت فيه اضرابات قطاع التعليم ومقاطعة الامتحانات وحجب الاعداد مسلسلا لا نعرف متى سينتهي مضيفة أن الازمة بين النقابة والحكومة لا يجب أن يدفع التلاميذ والعائلات ثمنها اذ أن ما يحدث اليوم من تدمير للمؤسسة التربوية العمومية لا مبرر له فالعلاقة بين الحكومة والطرف النقابي يجب أن لا تكون محكومة بمنطق الثأر والبطولة والبطولة و”الهزائم” و”أم المعارك”، فالمس من حق التلاميذ في اجتياز الامتحانات له انعكاسات سلبية على حضور الاتحاد العام التونسي للشغل في الشارع التونسي وبالتالي على دوره كمعطى أساسي لتعديل المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد في الوقت الذي تراجع فيه حضور الاحزاب التي فقدت رصيد الثقة وقد يكون مصير الاتحاد نفس مصير الاحزاب اذا تواصل هذا الاداء.

وأضافت انه من حق المربين الدفاع عن مصالحهم المادية والاعتبارية ولكن هذا النضال النقابي يجب أن لا يدفع ثمنه التلاميذ والاولياء كل عام، فهذه الازمة ومعركة كسر العظام بين نقابة الثانوي ووزراء التربية أصبحت كابوسا يؤرق العائلات التونسية.

وأوردت جريدة (الصباح) مقالا أشارت فيه الى أنه مع اقتراب نهاية السنة الجارية كشفت العديد من القطاعات الاقتصادية عن أهم المؤشرات والنتائج المالية التي حققتها خلال كامل السنة مشيرة الى أن اهم القطاعات التي تساهم بشكل كبير في النسيج الاقتصادي هي المؤسسات الصناعية التي تعول عليها البلاد بشكل كبير.

وأضافت، أن نتائج سبر الاراء لعدد من أصحاب المؤسسات الصناعية المعملية أنجزها المعهد الوطني للاحصاء في اخر نشرية له أبرز تراجعا في نسق نمو الانتاج الصناعي خلال الثلاثية الثالثة من سنة 2018 مقارنة بالثلاثية الثانية من نفس السنة مع توقعات بمزيد التراجع في نسق النمو حتى موفى الثلاثية الرابعة من السنة.

وأشارت، الى أن مؤشر رصيد الاراء المتعلق بالطلب الموجه للمواد الصناعية خلال الثلاثية الثالثة من سنة 2018 يشهد تراجعا في مستوى الطلب الجملي مقارنة بالثلاثية الثانية من نفس السنة ويتوقع أصحاب المؤسسات الصناعية استقرارا على مستوى الطلب خلال الثلاثية الرابعة من السنة الجارية، أما في ما يخص الانتاج في الثلاثية الرابعة فقد بينت النتائج تراجعا مرتقبا في نسق نمو انتاج القطاع الصناعي حيث من المتوقع أن يبلغ مؤشر رصيد آراء اصحاب المؤسسات الصناعية خلال الثلاثية الرابعة من سنة 2018 نسبة 23 بالمائة مقابل توقعات بلغت 39 بالمائة خلال الثلاثية الثالثة من نفس السنة.

وتطرقت جريدة (الصحافة) في ورقة أخرى، الى اجتماع مجلس الامن القومي الذي سينعقد اليوم باشراف رئيس الجمهورية حيث من المنتظر حسب مصدر من رئاسة الجمهورية أن يكون أحد محاور هذا الاجتماع النظر في ملف الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وعرض اخر مستجدات قضية الاغتيال اضافة الى مسالة الجهاز السري لحركة
النهضة.

وأضافت، أنه تم التطرق للمسالة المذكورة في اطار استجابة رئيس الجمهورية للطلب الذي تقدمت به هيئة الدفاع بداية الاسبوع الجاري بأن يتعهد مجلس الامن القومي بملفي الاغتيالين السياسيين والجهاز السري لحركة النهضة. كما يأتي ذلك أيضا في الوقت الذي يكابد فيه قادة هذه الحركة عبر التنقل الى مختلف وسائل الاعلام المسموعة والمرئية لتكذيب ما كشفته هيئة الدفاع وتفنيد وجود هذا الجهاز وعلاقته بالحركة أصلا.

ونقلت في هذا الخصوص عن المحلل السياسي، الجمعي القاسمي، أن التطور الحاصل اليوم ينبىء بأن البلاد قادمة على شتاء ساخن مشيرا الى أن الاعداد لذلك بدأ من خلال نقل الصراع المحتدم بين أقطاب المشهد السياسي الى قصر قرطاج الذي انخرط فيه بشكل واضح بعد الوثائق والمؤيدات التي برزت في الاونة الاخيرة والتي تمس بشكل مباشر من شخص رئيس الجمهورية خاصة مسألة الانقلاب الذي تعهدت به المحكمة الدستورية الى جانب كشف وثائق تتحدث عن مشروع مخطط اغتيال في سنة 2013.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.