تم الثلاثاء بتونس، الاعلان عن انطلاق البرنامج النموذجي ثلاثي الابعاد للتصدي للانقطاع المدرسي، الذي سيتم تنفيذه في 20 مؤسسة تربوية (مدارس ومعاهد) بتمويلات تقدر ب5,4 مليون دينار وذلك على مدى ثلاث سنوات، بدعم من السفارة البريطانية والوكالة الايطالية للتعاون والتنمية والمنظمة الاممية للطفولة يونيساف.
وبين المدير العام المرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي بوزارة التربية، حاتم عمارة، خلال ملتقى انتظم اليوم بتونس حول التصدي للانقطاع المدرسي، ان البرنامج، الذي يتم تنفيذه بالشاركة بين وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن ووزارة الصحة، سينطلق في مرحلة اولى بسبع مؤسسات مدرسية، موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية (المدرسة الإعدادية بضاحية المصيدة من ولاية بنزرت ومدرسة إعدادية بقرية القنطرة من ولاية سليانة ومدرسة إعدادية بمدينة المنيهلة من ولاية أريانة ومعهد بمدينة الفوار من ولاية قبلي ومدرسة إعدادية ومعهد بمعتمدية المحرس من ولاية صفاقس ومدرسة ابتدائية بمعتمدية مارث من ولاية قابس).
وأشار الى أن هذا البرنامج، الذي يهدف إلى تركيز آليات بيداغوجية وإحاطة صلب المؤسسات التربوية قصد الحد من ظاهرة الانقطاع و التسرب المدرسي، يرتكز على ثلاثة أبعاد يتمثل البعد الأول في آلية التدارك والدعم البيداغوجي والتي يتلقى بمقتضاها التلميذ المساعدة البيداغوجية بصورة افرادية او ضمن مجموعة صغيرة من التلاميذ .
ويتمثل البعد الثاني، حسب عمارة، في تركيز مكتب للإصغاء والمرافقة صلب المؤسسة التربوية يتولى توفير الإحاطة المبكرة والمنفردة للتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التأقلم داخل الوسط المدرسي مشيرا الى ان فريقا متعدد الاختصاصات يتكون من أخصائي نفساني ومستشار في التوجيه المدرسي والجامعي وإطار طبي ومختص اجتماعي وعضو من الفريق البيداغوجي المدرسي، سيسهر على تنشيط هذا المكتب.
اما البعد الثالث فهو يهم التعليم الاستدراكي، وهي آلية توفر المرافقة البيداغوجية والافرادية داخل المؤسسة التربوية لفائدة الأطفال الذين يعودون إلى المدرسة بعد انقطاع طويل نسبيا عن الدراسة بهدف مساعدتهم على تدارك ما فاتهم من التعلم.
ومن جهته اعتبر وزير التربية حاتم بن سالم، في تصريح إعلامي، أن ظاهرة الانقطاع المدرسي تعد “كارثية” وتشكل خطرا كبيرة على المنظومة التربوية وعلى المجتمع، مشيرا إلى أن أكثر من 100 ألف تلميذ ينقطعون سنويا عن الدراسة.
كما يبلغ عدد المنقطعين عن الدراسة حاليا أكثر من 300 ألف تلميذ 30 بالمائة منهم لم يتم التعرف على نوعية الأنشطة التي يقومون بها حاليا.
وشدد على ضرورة أن تتضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية من أجل التصدي إلى هذه الظاهرة، مؤكدا أن هذا البرنامج سيمكن من وضع آليات داخل المدرسة والمتمثلة بالخصوص في توفير الدعم البيداغوجي والمدرسي والإحاطة النفسية لدعم التلاميذ الذين يعانون من بعض الإشكاليات داخل مدارسهم.
وأكد المكلف بمهمة صلب السفارة البريطانية بتونس طوم ماتلوك، خلال هذا الملتقى، أن البرنامج يعد ثمرة تعاون بين الحكومة التونسية من ناحية والمملكة المتحدة البريطانية من ناحية أخرى وهو يهدف على حد قوله الى تمتيع التلاميذ التونسيين بحقهم في الحصول على تعليم ذي جودة.
ومن جهته أكد ممثل الوكالة الايطالية للتعاون والتنمية، فلافيو لوفيسولو، أن البرنامج يعد ركيزة أساسية لتطوير المنظومة التربوية بتونس، مشددا على أن ايطاليا ستبقى حريصة على دعم البرامج التونسية الهادفة إلى النهوض بالتعليم وجعله من حق للجميع.
وبينت ممثلة اليونيسيف بتونس، ليلا بياترز، أن هذا البرنامج سيشكل أيضا فرصة للكشف عن العديد من الطاقات المغمورة لدى بعض التلاميذ الذين لم يستطعون تفجيرها جراء عدم تأقلمهم وتصالحهم مع مدارسهم والإطار التربوي العامل بها.