اعتبر رئيس الجمهورية،الباجي قايد السبسي، مساء اليوم الثلاثاء ، في لقاء إعلامي انتظم في قصر قرطاج إثر إشرافه بمعية نظيره السينغالي
ماكي سال، على التوقيع ست اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين، ان زيارة الرئيس سال لتونس تعدّ” انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين كما أنّها
تنبؤ بأن هذه العلاقات ستكون مكثفة في المستقبل”.
ولاحظ قايد السبسي أن العلاقات التونسية – السينغالية و التي وضع ركائزها الرئيسان الراحلان الحبيب بورقيبة و ليوبولود سنغور،” كانت دوما علاقات مثمرة وكانت مؤطرة
ضمن 67 اتفاقية “، مضيفا في هذا الصدد انه اتّفق مع نظيره السينغالي الذي بدأ اليوم في زيارة رسمية لتونس تستمر يومين ، على ضرورة “تحيين هذه الاتفاقيات ” التي
تدعّمت بست اتفاقيات جديدة وقّعت اليوم الثلاثاء وشملت قطاعات التربية والبريد وتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي والثقافة والتصدير .
من جهة أخرى أثنى رئيس الدولة على دور جمهورية السينغال في افريقيا وقال إن تونس وداكار ستعملان على “مزيد دفع هذه البلدان نحو ترسيخ الديمقراطية و تنمية
اقتصادياتها “.
وأشار في هذا الصدد إلى أن “نجاح أي تمشّ ديمقراطي يتطلب وجوبا تقدما ونجاحا في المجال الاقتصادي”.
من جانبه اعتبر الرئيس السينغالي ان زيارته الى تونس وهي الثانية له منذ توليه منصبه في مارس 2012 “تندرج في اطارتواصل العلاقات التقليدية والعريقة بين البلدين
وهي علاقات انبنت على ثوابت مشتركة”،حسب تعبيره.
وذكّر الرئيس سال بضرورة “مزيد دفع العلاقات المتينة بين بلاده وتونس” مشيرا الى التوقيع على ست اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين.
وأكّد أيضا أهمّية تحيين الإطار القانوني للتعاون بين السينغال وتونس والانخراط في تطوير المبادلات بين البلدين و تنويع الشراكات.
من جهة أخرى أكد الرئيس السينغالي، والذي كان مرفوقا بعدد هام من الوزراء وكبار المسؤولين، أن التهديدات في القارة الافريقية ” أضحت واقعا حقيقيا استوجب من الدول والحكومات التدخّل بشكل متضامن للحدّ منها ” وجدّد في هذا الاطار تضامن بلاده مع تونس إثر الهجمات الإرهابية التي استهدفتها .
ووفق بلاغ إعلامي لرئاسة الجمهورية عقد الرئيسان الباجي قايد السبسي و ماكي سال ، بقصر قرطاج، جلسة مباحثات على انفراد تطرقت بالخصوص إلى علاقات الأخوة
والتعاون التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها في المجالات ذات الأولوية إضافة إلى تبادل الرأي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك إفريقيا ودوليا وتأكيد أهمية تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الإفريقية للدفاع عن مصالحها وضمان مستقبل أفضل لشعوبها.
وأكّد رئيس الجمهورية بهذه المناسبة التزام تونس بتعزيز اندماجها في محيطها الإفريقي وتوسيع علاقات تعاونها مع كافة الدول الإفريقية مجددا في هذا السياق حرص تونس
على المضي قدما في تعزيز مسيرة التعاون مع السينغال الشريك الاقتصادي الثاني لتونس في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء .
ودعا رئيس الدولة إلى أهمية الإسراع بعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية السنغالية التي لم تنعقد منذ سنة 2006 وضرورة الاستفادة المثلى من الإمكانيات
وفرص الشراكة المتاحة ومن الموقع الاستراتيجي للبلدين وانفتاحهما على الخارج لتحقيق نجاعة أكبر خصوصا في المبادلات التجارية ورفع نسق الاستثمار.
كما تطرقت المباحثات الموسّعة بين وفدي البلدين إلى مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك وسبل مزيد تنميتها خصوصا في مجالات الفلاحة والتجارة والصناعات الغذائية والاستثمار والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة والاقتصاد الرقمي والصحة، إلى جانب تبادل الخبرات في ميادين السياحة والسكن الاجتماعي.
واتّفق الجانبان على عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية السنغالية سنة 2019 لمتابعة تنفيذ نتائج الزيارة الرئاسية وتقييم واقع العلاقات وسبل مزيد دعمها في
المستقبل.
وكان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، قد استقبل قبل ذلك بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج الدولي، الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يؤدي زيارة رسمية إلى
تونس يومي 18 و19 ديسمبر الجاري بدعوة من رئيس الدولة.
ويتضمّن برنامج زيارة الرئيس السينغالي ايضا لقاءين مع كلّ من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، إضافة إلى جلسة عمل بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
ويؤطّر العلاقات بين البلدين أكثر من 67 اتّفاق تعاون في عديد المجالات، وينتظر أن تشهد المبادلات التجارية، التي بلغت إلى غاية شهر أكتوبر 2018 أكثر من 112
مليون دينار، نسقا تصاعديا في السنوات القليلة القادمة، بعد انضمام تونس في جوان 2017 إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيداو” بصفة عضو ملاحظ،
والتي تضمّ من بين أعضائها السينغال.
الوسومأخبار تونس المصدر التونسية تونس تونس اليوم رئيس الجمهورية