يرى 90 بالمائة من النساء والشباب، أن الوضعية الاقتصادية لتونس سيئة جدا، فيما عبر 84 بالمائة منهم عن عدم رضاهم على الوضعية السياسية للبلاد، حسب ما كشفت عنه نتائج دراسة حول مشاركة النساء والشباب في الحياة العامة والشأن المحلي.
وأبرزت الدراسة التي أعدها معهد “وان تو وان” للبحوث والاستطلاعات بالتعاون مع شبكة مراقبون و بدعم ومؤسسة “هاينريش بول شتيفتونغ”، أن الشريحتين (النساء والشباب) غير مهتمتين بالشأن السياسي في تونس إذ أن 61 بالمائة من الشباب لا يبدون أي اهتمام بالأمور السياسية والقضايا المحلية.
وعبر مدير معهد “وان تو وان” للبحوث والاستطلاعات، يوسف المؤدب، خلال ندوة صحفية عقدها الاربعاء بتونس، وخصصت لعرض نتائج الدراسة، عن استغرابه من التناقض الحاصل بين عدم الرضا عن الأوضاع السياسية خاصة وعدم الاهتمام بالشأن السياسي.
وأفاد أن 2ر71 بالمائة من الشباب و1ر66 بالمائة من النساء غير راضين تماما عن الوضعية الاقتصادية للبلاد في الوقت الراهن.
وأظهرت الدراسة، التي شملت عينة من النساء (فوق 18 عاما) والشباب (بين 18 و 35 عاما) في كامل تراب الجمهورية،، أن 47 بالمائة من الشباب و5ر41 بالمائة من النساء غير مهتمين تماما بالسياسة والقضايا المحلية.
وفي ما يخص المشاركة في الانتخابات البلدية التي جرت يوم 6 ماي 2018، فان قرابة 82 بالمائة من الشباب المستجوبين لم يقوموا بالتصويت وبلغت هذه النسبة بالنسبة للنساء 7ر76 بالمائة.
وبرر المستجوبون عدم التصويت بمقاطعة الانتخابات بنسبة حوالي 19 بالمائة للنساء و3ر21 بالمائة لفئة الشباب.
وأفاد المؤدب من جهة أخرى أن 5 بالمائة فقط من الشباب والنساء يعرفون اسم الوالي (معين) في جهاتهم وتكون النسبة افضل بالنسبة لمعرفة اسم رئيس البلدية (منتخب) اذ تراوحت بين 21 بالمائة للنساء و 24 بالمائة للشباب.
ولاحظ ان حوالي ثلثي الشباب والنساء المستجوبين ليس لديهم علم بان لهم الحق في المشاركة في اجتماعات المجالس البلدية وإبداء رأيهم وحتى معارضة القرارات.
واوضح المؤدب أنه على البلديات ان تقوم بإعلام المواطنين باجتماعات المجالس البلدية وعدم الاكتفاء بتعليق الدعوة في بهو البلدية مشيرا الى 66 بالمائة من للنساء و70 بالمائة من الشباب عبروا عن امكانية المشاركة في اجتماعات المجالس البلدية في حال تمت دعوتهم إلى ذلك.
ومن جهة أخرى فان الدراسة أظهرت أن المشاركة في العمل الجمعياتي المحلي كانت أحسن للشباب بنسبة 16 بالمائة و6 بالمائة للنساء فقط معتبرا أن الأرقام ضعيفة في كل ما يخص الشأن المحلي.
وقال ان توفير فرص عمل للمواطنين وتحسين الطرقات المحلية وجمع النفايات وإحداث مناطق صناعية كانت ابرز المواضيع التي تصدرت انتظارات الشباب والنساء.
واوضح المؤدب أن عدم الانخراط وتواضع المشاركة في الشأن المحلي من قبل الشباب والنساء لا يمكن ان يؤدي بالضرورة الى عزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية و الرئاسية، التي يكون لها وقع اكثر على الشباب والنساء.
وشملت الدراسة 2004 مستجوبين من النساء (فوق 18 عاما) والشباب (بين 18 و 35 عاما) في كامل تراب الجمهورية خلال الفترة الممتدة بين 26 نوفمبر و9 ديسمبر 2018.