افاد مدير المعهد التونسي للدراسات الاستراتجية ناجي جلول في تصريح اليوم الاربعاء لوكالة تونس افريقيا للانباء ان المعهد ينكب على اعداد استراتجية وطنية لمجابهة الكوارث الطبيعية ستكون جاهزة خلال ثلاثة او اربعة اشهر على اقصى تقدير.
واشار جلول على هامش اعمال اليوم الدراسي الذي ينظمه المعهد بالحمامات اليوم بالاشتراك مع ولاية نابل حول ” ادارة الازمات والطوارئ فيضانات نابل نموذجا” الى ان تونس ستعيش بداية من 2030 وفق توقعات علماء المناخ على وقع تقلبات مناخية كبرى بما يؤكد الحاجة الى وضع استراتجية وطنية شاملة بمشاركة الخبراء والمختصين والميدانيين من اجل التوقي من انعكاسات هذه التقلبات الكبرى التي ستكون خسائرها البشرية والمادية اكبر مما تم تسجيله في ولاية نابل (5 ضحايا).
وشدد على الحاجة الى وضع هذه الاستراتجية من اجل التقليص اكثر ما يمكن من عنصر المفاجاة الذي يميز الكوارث الطبيعية ومن اجل احكام التعاطي معها مبرزا ان تونس غنية بالكفاءات العليا المتخصصة في علوم الطبيعة والمناخ وفي ادارة الازمات والتي يجب تشريكها في وضع الاستراتجية ومخططات التدخل الميداني التي سيتم اصدارها في دليل اجراءات يتم تعميمه على كل الولايات وعلى كل الوزارات .
وبين ان اختيار فيضانات 22 سبتمبر 2018 بولاية نابل نموذجا للتعاطي مع الازمات والطوارئ هو منطلق لاعداد الاستراتيجية وللتحاور مع مختلف المتدخلين حول نقاط الضعف ونقاط القوة التي تم الوقوف عليها من اجل صياغة استراتجية وطنية تتفرع عنها استراتجيات خاصة بكل جهة تاخذ بعين الاعتبار خصوصياتها وطبيعة الطوارئ التي يمكن ان تحدث بها.
واشار الى ان وضع الاستراتيجية هو اعداد للمستقبل على اسس علمية واستشراف للتوقي من التقلبات المناخية ولاحكام التعاطي مع التحولات التي تعيشها تونس بطبيعتها المناخية خاصة وانها منطقة عبور مناخية وغالبا ما تعرف الفيضانات في شهر سبتمبر بالاضافة تطور ظاهرة الانجراف وتفشي الاعتداءات على الطبيعة والبناء الفوضوي والطفرة العمرانية بداية من موفى الستينات والتي رافقتها مشاكل البناء والتخطيط العمراني وبرزت انعكاستها السلبية عند حدوث الجوائح الطبيعية.
ولاحظت والية نابل سلوى الخياري من جهتها ان هذا اليوم الدراسي يعد ةفرصة هامة لاعداد مخططات التوقي من المخاطر الطبيعية ومجابهتها انطلاقا من تجربة ولاية نابل وسبل احكام التعاطي مع الطوارئ والازمات.
وبينت في هذا السياق ان توفير المعدات الثقيلة وتكوين الموارد البشرية المتخصصة للتدخل وتوزيع ادوار المتدخلين واحكام تنسيق التدخلات تبقى من ابرز الدروس المستخلصة من فيضانات 22 سبتمبر بنابل مبرزة ان التقليص من حجم الكارثة يبقى مرتبطا بوقف الاعتداءات على الطبيعة خاصة بعدم احترام المنظومات البيئية في السباخ والغابات وباعتماد التنظيم العمراني الاستشرافي خاصة بوقف البناء العشوائي خاصة بقرب الاودية او بمجاريها.
واشارت الخياري الى الحاجة الى بعث صندوق لمجابهة الانعكاسات السلبية للكوارث الطبيعية يمكن من مساعدة المتضررين والتقليص من الانعكاسات السلبية لهذه الكوارث مشددة على ضرورة اعتماد تمش علمي في صياغة الاستراتجية الوطنية لمجابهة الكوارث التي تاخذ بعين الاعتبار كل العناصر المرتبطة بصفة مباشرة او غير مباشرة بالتغيرات المناخية.
واكدت ان غياب الخطة الاتصالية عند حدوث الازمة يبقى من العناصر التي تحتاج الى مزيد البلورة باعتبار اهمية التعاطي الاعلامي مع الكوارث الطبيعية الذي يشكل حلقة رئيسية في التعاطي مع الازمة ان على مستوى توفير المعلومة الانية او على مستوى الاخبار حول حقيقة الوضع او نشر البلاغات الاعلامية لارشاد مستعملي الطرقات او طمأنة المتساكنين.