“اختلاف في الكلفة العامة للزيادة في الوظيفة العمومية بين الحكومة والاتحاد: هل يجدان منطقة وسطى بين 450 مليون و1.1 مليار دينار؟” و”هذه آليات الحكومة للتحكم في عجز الميزانية والمديونية في 2019″ و”من يشعل نار الاحتجاجات: ‘مرتزقة’ الفيسبوك يحرّضون ومجهولون يوزعون الأموال وبطاقات الجوال” و”الطبقة الوسطى في تونس: تغيرت وتراجعت وعلى وشك الاندثار”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس 27 ديسمبر 2018.
فقد أثارت صحيفة “المغرب”، تساؤلا جوهريا حول مدى امكانية توصل الحكومة والاتحاد الى وجود منطقة وسطى بخصوص الكلفة العامة للزيادة في الوظيفة العمومية، مشيرة الى أن وفود التفاوض لا تزال تتحسس خطاها بهدف إيجاد اتفاق مشترك، وذلك في ظل تباعد التصورات بين الطرفين، بالنظر الى ما تقترحه الحكومة من زيادة تتراوح بين 40 و80 دينارا حسب الصنف وبين ما يطالب به الاتحاد بين 70 و90 وفق الصنف.
وذكرت في هذا السياق، أن جلسة التفاوض التي عقدت أمس الأربعاء في هذا الشأن، بين وفد الحكومة ووفد الاتحاد العام التونسي للشغل، انتهت دون الوصول الى تقريب وجهات النظر أو التقليص من التوتر الذي يشوب العلاقة بين الطرفين منذ أشهر على خلفية المفاوضات في الوظيفة العمومية، متعلقة أساسا بحجم الزيادة في أجور الموظفين.
وأشارت ذات الصحيفة، الى أن ما تعرضه الحكومة من مقترحات، قامت بصياغتها وفق مقاربة تقوم على عدم اثقال كاهل موازنة 2019 والرفع من العجز العام فوق النسبة المتوقعة، ما دفع بها الى اللجوء الى اعتماد مدخرات النفقات الطارئة في الموازنة، كمصدر لتوفير المبلغ الاجمالي للزيادة في الوظيفة العمومية، على أن لا تتجاوز الكلفة العامة لهذه الزيادة 450 مليون دينارا.
ولفتت الى ان هذا المقترح الذي تعهدت الحكومة بدخوله حيز التنفيذ انطلاقا من غرة جانفي 2019 في حال قبوله، هو ما يعطل الوصول الى حل بينها وبين الطرف الاجتماعي نظرا لبعده كليا عما يطالب به الاتحاد، ملاحظة أن ايجاد منطقة وسطى بين هذا وذاك لن يكون بالأمر الهين وذلك في ظل اكراهات وضغوطات تحكم قرارات الطرفين…
من جهتها، تطرقت جريدة “الصباح”، الى الآليات التي ستعتمدها الحكومة من أجل التحكم في عجز الميزانية والمديونية في 2019، وبيّنت في هذا الخصوص أن مواصلة التحكم في عجز الميزانية وحصرها في حدود 3.9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، مع حصر نسبة المديونية في حدود 70.9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، هي من أبرز أهداف قانون المالية للسنة القادمة.
ولتحقيق هذه الأهداف، ستعمل وزارة المالية، وفق المقال، على تنويع مصادر الدين العمومي وتحسين آليات التصرف في المخاطر عبر الترفيع التدريجي في مناب الدين الداخلي، بهدف التقليص من مخاطر الاقتراض الخارجي، فضلا عن ملاءمة روزنامة اصدارات رقاع الخزينة مع حاجيات المختصين في رقاع الخزينة (تنويع الخطوط، المنحى المرجعي)، مع تأمين شفافية وسرعة المناقصات بإرساء منظومة الكترونية في الغرض.
وفيما يتعلق بالقروض التي ستتحصل عليها بلادنا، تتجه وزارة المالية نحو تعبئة موارد الاقتراض التفاضلية، بغاية التقليص من كلفة الدين، بالإضافة الى السعي الى فرض شرط مهم وهو اختيار عملة القروض الجديدة حسب تركيبة الدين وحاجيات ميزان المدفوعات، لا سيما في ظل ما يشهده سعر صرف الدينار تجاه العملات المرجعية (الأورو والدولار) من تدهور…
وتحت عنوان “تتزايد كل يوم: من يشعل نار الاحتجاجات؟”، سلطت جريدة “الشروق” الضوء على الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في عدد من مناطق البلاد، لافتة في هذا الصدد الى ما يلعبه موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” من دور كبير في صناعة الرأي العام التونسي نظرا لما يحمله من نقل سريع وآني للمعلومة، مشيرة في المقابل، الى ما يتضمنه هذا الفضاء الافتراضي من الاشاعات والأكاذيب وحملات الشيطنة والتوظيف التي من شأنها ان تؤثر سلبا على الدولة والمجتمع، وتساءلت في هذا الخصوص، عن الجهة المسؤولة إزاء ذلك وعن كيفية الحيلولة دون توظيفه في إحداث البلبلة.
وفي هذا السياق، تحدث الصحيفة عن التنبيه الذي وجهته وزارة الداخلية، يوم أمس الأربعاء، لعموم المواطنين بشأن خطورة تداول الأخبار المغلوطة والمنشورات الزائفة التي يتم ترويجها على انها تحركات احتجاجية واعمال شغب بغاية التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن، داعية وسائل الاعلام الى التحري في صحة الأخبار المنشورة واستيقاء المعلومة من مصدرها قبل تداولها.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن رئيس جمعية “رسالة القصبة”، رفيق نور بن الكيلاني، تأكيده على ان غياب الهيكلة القانونية للمضامين المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تحول فضاءاته الى “سوق سوداء” يجند فيه الآلاف لخدمة مصالح ضيقة، ملاحظا فقدان الارادة السياسية في تقنين مثل هذه الفضاءات الافتراضية.
من جانبه، يرى استاذ القانون رابح الخرايفي، انه على وزارة الداخلية أن لا تكتفي بالتنبيه واصدار البيانات، حيث دعى النيابة العمومية الى التحرك بشأن كل المعطيات المنشورة في الفضاء الافتراضي والتي من شأنها أن تعكر الصفو العام وتزعزع أمن البلاد. وأوضح في هذا الصدد، ان الفصول القانونية الواردة في المجلة الجزائية وفي قانون مكافحة الارهاب كفيلة بالتصدى لكل صفحات “الفيسبوك” التي تدعو الى الفوضى ونشر الأخبار الكاذبة…
وفي موضوع آخر، لاحظت جريدة “الصحافة”، في مقال ورد بصفحتها السادسة، أن الطبقة الوسطى اليوم لم تعد تلك “البورجوازية الصغيرة” بل أضحت مجموع السكان المنتمين الى الجزء الأوسط من السلم الاجتماعي، والتي تمثل مقياس التطور الاقتصادي والاجتماعي في بلد ما، مبرزا وجود هذه الطبقة بين طبقة العملة وطبقة الأثرياء، كما أنها تشمل فئة الافراد أصحاب الدخل المتوسط.
واعتمد المقال، في تقديره هذا على ما كشفت عنه دراسة أعدها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية مؤخرا، من أن نسبة الطبقة الوسطى تراجعت في تونس من 70 في المائة سنة 2010 الى 55 في المائة سنة 2015، لتصل اليوم الى حدود 50 في المائة .
وأفاد رئيس المعهد المذكور، الناجي جلول، في هذا الخصوص، بأن الأرقام أظهرت ان معدل تأجير الطبقة الوسطى هو 750 دينارا، فيما يبدأ خط الفقر من مستوى التأجير 570 دينارا.
كما بيّنت الدراسة تراجع نسب الشرائح التي كانت تشكل النواة الصلبة للطبقة الوسطى، أي المستقلين في مجال الصناعة والتجارة والخدمات والادارة ومهن حرة…وخلصت الى تقلص حجم الطبقة الوسطى بازدياد مخاطر تهدد مقدرتها الشرائية وقدرتها على الاقتراض وضعف فرص حصولها على مسكن.