أعلن وزير الداخلية هشام الفوراتي، لدى إشرافه اليوم الخميس بمدينة طبرقة من ولاية جندوبة، على المجلس الجهوي الاستثنائي للأمن، أنه سيتم قريبا إطلاق خطة هجومية استثنائية خاصة بولايات القصرين والكاف وجندوبة، تقوم على الاستباق والتوقي والهجوم كبديل للخطة الدفاعية الحالية.
وأوضح الفوراتي، خلال زيارة تفقدية أداها الى عدد من مناطق ولاية جندوبة، كالمعبر الحدودي ملولة بطبرقة، ومركز الحرس الوطني النموذجي بفرنانة، ومعتمدية غار الدماء، أن هذه الخطة تهدف إلى توفير ضمانات النفاذ إلى مخابئ المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال الحدودية وملاحقتها والقضاء عليها، وإحكام مراقبة مداخل المدن ومخارجها ودعم الأجهزة الاستعلامية.
وأفاد بأن الخطة سيتم تركيزها في مرحلة أولى بولاية القصرين، في انتظار أن تشمل لاحقا ولايتي الكاف وجندوبة، مبينا أنها ستنطلق بتعزيز الموارد البشرية عددا وعدة، وتدريبها بالشكل الذي يضمن تحقيق الأهداف المحددة والمتعلقة بتعزيز مقومات الأمن والاستقرار .
وأكد أن الخطة التي يتكامل فيها الأمني بالتنموي، فرضتها جملة من الظروف الطبيعية والأمنية، من بينها تمركز المجموعات في تلك المناطق واعتمادها مبدأ المباغتة، وعدم بلوغ المعدات الخاصة والنوعية المتوفرة إلى الأهداف التي تضمن الوصول إلى تلك المجموعات في مخابئها والقضاء عليها، فضلا عن الخصوصية التضاريسية للجهات الحدودية وما تتسم به من جبال وغطاء نباتي كثيف، تستوجب سيارات وتجهيزات ذات خصوصية عالية، وهي عوامل سيتم العمل عليها في إطار هذه الخطة الإستراتيجية.
وأوصى بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية، سواء تعلق الأمر بالمناطق الحدودية أو بالطرقات لتأمين ما تبقى من العطلة المدرسية والإحتفالات برأس السنة الإدارية الجديدة، وتحسين إجراءات استقبال الوافدين الجزائريين عبر المعابر الحدودية الثلاثة بالجهة، وتعزيز منظومة التأمين الذاتي لدى الوحدات الفندقية.
وفي رده على سؤال يتعلق بتوضيح تصريحاته الأخيرة، بخصوص الاحتجاجات التي شهدتها مدينة القصرين في الليالي القليلة الماضية، صرح الفوراتي بأن التحريات الأولية مع المحتفظ بهم كشفت عن وجود سيارة معدة للكراء يمتطيها خمسة أشخاص، تولت توزيع أموال وبطاقات شحن هواتف جوالة، بهدف تأجيج الوضع بالجهة خصوصا والبلاد عموما.
وأضاف أن الوحدات المختصة أوقفت هؤلاء الأشخاص وحجزت السيارة في انتظار ما ستفضي إليه نتائج البحث، مؤكدا في ذات الوقت أن وزارة الداخلية ستتصدى لكل الاحتجاجات الليلية طالما كان الهدف منها التخريب والاضرار بالاملاك العامة والخاصة، مقابل توفير كل ضمانات الحماية للاحتجاجات التي تحدث نهارا ما لم تخرج عن سلميتها.
وكان الوزير قد التقى خلال زيارته للمعبر الحدودي ملولة بطبرقة، بعدد من السياح الجزائريين والتونسيين المغادرين. كما اطلع على مركز الحرس النموذجي بمدينة فرنانة قبل أن يتحادث مع أعضاء المجلس المحلي للأمن بالمعتمدية.