رغم الاجماع الحاصل حول أهمية العديد من المحطات التي اثرت على مسار الثورة وشهدتها ولاية سيدي بوزيد على غرار سقوط اول شهيد بمنزل بوزيان يوم 25 ديسمبر، وسقوط 5 شهداء اخرين في يوم واحد بمعتمدية الرقاب يوم 9 جانفي، واحداث تالة والقصرين وغيرها من الاحداث، الا ان عدم إقرار يوم 17 ديسمبر عيدا وطنيا باعتباره تاريخ اقدام محمد البوعزيزي على اضرام النار فى جسده واندلاع الشرارة الأولى للثورة، لا يزال سببا لاستياء الاهالي ومختلف مكونات المجتمع المدني والمنظمات والجمعيات والأحزاب بمختلف توجهاتها.
وطالب الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد في العديد من البيانات التي كان يصدرها بمناسبة كل عيد للثورة، بالوقوف الى جانب ولاية سيدي بوزيد “وتصحيح تاريخ الثورة واعتبار يوم 17 ديسمبر عيدا وطنيا للثورة و14 جانفي عيدا للنصر”، مشددا على ان ذلك يعتبر “مسؤولية تاريخية”.
كما اكد الاتحاد على اعضاء مجلس نواب الشعب ورئيس الجمهورية والحكومة وكل من يهمه الامر بضرورة “تصحيح تاريخ الثورة خاصة بعد الانتهاء من فترة الانتقال الديموقراطي”، وبين ان “يوم 14 جانفي 2011 هو يوم عظيم في تاريخ تونس باعتباره يذكر بهروب الرئيس المخلوع وهو اليوم الذي انتصرت فيه ارادة الشعب على سلطة الاستبداد”.
ومن جهته لاحظ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد محمد الازهر قمودي انه “رغم انطلاق الثورة يوم 17 ديسمبر من سيدي بوزيد، الا انه والى حد الان وبعد مرور 8 سنوات لم يتحقق أي شيء بالجهة بل بالعكس ازداد الوضع تأزما، حيث انعدمت التنمية وتعطل مسار التشغيل، كما ان المشاريع التي تم الإعلان عنها مازالت معطلة على غرار منجم الفسفاط بالمكناسي وسوق الإنتاج الكبرى بأم العظام ومركب البلاستيك بالمزونة ومعمل الاجر بمنزل بوزيان والطريق السريعة تونس جلمة وتزويد الولاية بالغاز الطبيعي”، وشدد بدوره على تمسك الجميع “باعتبار تاريخ 17 ديسمبر عيدا وطنيا، لان الثورة تؤرخ ببداياتها مثلما هو متفق عليه في العالم اجمع، ومطالبة الاهالي بتنقيح الدستور فيما يتعلق بهذا الجانب”.
وقال رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بسيدي بوزيد بودربالة نصيري ان “تاريخ 14 جانفي هو عيد وطني لكل التونسيين،انتصرت فيه إرادة التونسيين ضد الاستبداد وهرب رمز الديكتاتورية من البلاد، لكن في المقابل لا يجب نسيان فضل تاريخ 17 ديسمبر الذي انطلقت فيه الشرارة الأولى للثورة وتجاهله لأنه ليس يوم خاص بسيدي بوزيد فقط بل هو يوم وطني وانعكاساته لم تبق في حدود الولاية بل شملت العديد من البلدان الأخرى ولولا 17 ديسمبر لما كان الانتصار في 14 جانفي”.
وبدورهم، اعتبر عدد من أهالي شهداء الثورة بالرقاب، على هامش احياء الذكرى الثامنة لاستشهاد 5 شهداء من الجهة ان “ملف شهداء وجرحى الثورة مازال يراوح مكانه ولم يشهد أي تقدم بدليل تأخر ضبط القائمة النهائية للشهداء وعدم حصول اهاليهم على التعويضات الضرورية بل ان حقيقة استشهادهم لم تكشف بعد ولم يتم الإعلان الى حد الان عن المتسبب في قتلهم”.
ويمثل تاريخ 14 جانفي من كل سنة منذ 2012 مناسبة تنتظم خلالها المسيرات الاحتجاجية بمدينة سيدي بوزيد، حيث ترفع العديد من الشعارات المطالبة بتصحيح تاريخ الثورة التونسية، والكف عن التسويف والمماطلة بخصوص مطالب الجهة بخصوص بالتنمية والتشغيل وتفعيل المشاريع الكبرى المبرمجة.