“حيرة المواطن .. واستقالة الحكومة” و”لا حلول خارج التوافقات” و”أخيرا…” و”ما لم يكن لديها ما تخفيه .. لم تخشى النهضة التحقيق وكشف الحقيقة؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس.
اهتمت جريدة (الشروق) في افتتاحيتها اليوم، بتواصل الازمة بين وزارة التربية والنفابة العامة للتعليم الثانوي بالتزامن مع تواصل حيرة العائلات التونسية في ظل صمت شبه تام للحكومة وكأن هذه الازمة في التواصل مع النقابة لا تعني الا وزير التربية وديوانه ولا تعني الحكومة وخاصة رئيسها وأنصاره في الديوان وخارج الديوان المشغولين بتأسيس حزب جديد مبينة أن هذه الازمة أكدت عدم جدية الحكومة ولا مبالاتها في التعاطي مع الملفات التي تشغل التونسيين اذ لم نر لها مواقف واضحة من عديد الملفات التي تؤرق الشارع التونسي مثل تعويم الدينار والتسفير والعفو التشريعي العام وآخرها أزمة التعليم العالي التي تهدد العائلات التونسية بسنة بيضاء.
واعتبرت أن الثانوي ليست أكثر من نموذج من عديد الملفات التي تحتاج الى جدية في التعامل معها والصرامة لافتة الى أنه من حق الاساتذة الدفاع عن مطالبهم من أجل تحسين الظروف المالية والاعتبار المعنوي ومن حق المواطن التونسي أن يضمن حق أبنائه في مواصلة تعليمهم في المؤسسات العمومية لكن هذا يحتاج الى أداء حكومي ناجع وعاجل وليس الى حكومة تدفن رأسها في التراب، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في بطاقة خاصة الى الانتهاء من أزمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي راوحت مكانها لاكثر من سنتين وبلغت حدتها حد تهديد الموعد الدستوري والقانوني للانتخابات العامة المقررة خلال الثلاثي الاخير من السنة الحالية معتبرة أن التوافق أنقذ مرة أخرى الحياة الوطنية من المزيد من الضغط بل وتهديد المسار الانتقالي مرة واحدة وفتح هذا التوافق آفاقا من التفاؤل حول مستقبل العملية السياسية وهو أمر محمود دونما شك استفادت البلاد منه في الكثير من المحطات السابقة منذ قيام الثورة فمن هيئة تحقيق أهداف الثورة سنة 2011 الى توافق الشيخين والغنوشي في أوت 2013 والفترات التي تلت انتخابات 2014 الى الحوار الوطني وخارطة الطريق التي رعتها المنظمات الوطنية الكبرى الى دستور 27 جانفي 2014 الى وثيقة قرطاج وغيرها من الفضاءات والمنابر كانت التوافقات السبيل لنزع فتيل الازمات واجراء التفاهمات بين مختلف الاطراف على قاعدة التنازلات المتبادلة ورعاية للمصلحة الوطنية للبلاد.
وفي ذات الصدد، اعتبرت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن طي أزمة هيئة الانتخابات مرتبط بتركيز تركيبتها المعدلة وبرئيسها الجديد على الاعداد الجيد منذ هذا اليوم للمواعيد الانتخابية الهامة في نهاية هذه السنة وأن يتصرف أعضاء مجلسها التسعة باعتبارهم فريقا متكاملا ومتضامنا أناط له الدستور مهمة مركزية ألا وهي تنظيم كل الانتخابات الوطنية في البلاد مشيرة الى ما نريده هو تجاوز كلي ونهائي لهذه الازمة التي عصفت بالهيئة من داخلها وسمحت لاطراف سياسية وغيرها باضعافها وحتى العبث بها خلال هذه الاشهر الماضية لتكون هيئة موحدة قادرة وقوية قادرة على انجاز هذه المواعيد الانتخابية المفصلية بكل نزاهة وشفافية حتى لا يتم الطعن في المسار الانتخابي والسياسي في البلاد.
وأضافت أن التونسيين يحتاجون الى اعادة بناء الثقة في مؤسسة كانت من أبرز منارات تونس الثورة ومن خلال تظافر الجهود داخل الهيئة وخارجها والانصراف منذ اعلان الرزنامة الى بداية تطبيقها واعطاء كل الاهمية من قبل الجميع لمرحلة التسجيل بصفة خاصة وما يتطلبه ذلك من تحسيس ومن التوجه الى كل الفئات والجهات والمناطق قصد بلوغ نسبة تسجيل تفوق 75 بالمائة من مجموع المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع وهذا وان كان من مشمولات الهيئة الا أنه يعني كل التونسيين أحزابا ومنظمات وجمعيات ووسائل اعلام ومواطنين فالكل معني معني بتحسيس التونسيات والتونسيين بضرورة التسجيل بداية وبضرورة التصويت ثانية، وفق ما ورد بالصحيفة.
من جانبها، تطرقت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الى حديث رئيس الجمهورية الذي مازال يثير جدلا في الاوساط السياسية وتلك القريبة من الحكومة والنهضة،مبينة أن توجه الرئيس الى الرأي العام الدولي للحديث حول الوضع في تونس أو لتناول مواضيع في علاقة بالاوضاع الاقليمية والدولية حيث لايجب أن يقتصر على وسائل الاعلام والاتصال الوطنية وقد يكون من المحبذ أحيانا أن تكون أداة التواصل أجنبية ضمانا للجدوى والمردودية.
وأضافت، أنه بالعودة الى محتوى الحوار يمكن القول بأن الرئيس نطق بما لم ينطق به من قبل وهو مع ذلك لم يخرج عن تحفظه ولاعن الاساس من أسلوبه في كشف المواقف والحقائق مشيرة الى أن الحوار أتى فيه الباجي قائد السبسي على أهم القضايا الاقليمية قبل انعقاد قمة عربية تريدها تونس أن تكون فرصة للم الشمل العربي.
واعتبرت أنه حوار كشف الحقائق حقيقة التحالف بين النهضة والشاهد وبين هذا الاخير والنداء وحقيقة الاغتيالات السياسية وحقيقة ترشح الرئيس في الانتخابات القادمة من عدمه مستغربة أن تتعالى أصوات بعضهم مشككة في محتوى ما قال رئيس الجمهورية، حسب ما جاء بالصحيفة.