شهدت الفترة الأخيرة نزول أمطار غزيرة خاصّة بولايات الشمال والوسط وهو ما سينعكس ايجابيا على الموسم الفلاحي لسنة 2019 ولكن هل ستؤدي هذه الأمطار الى امتلاء السدود وفياضانها بعدّة جهات؟
“المصدر” التقى بالسيد عبد الله الرّابحي كاتب الدّولة للموارد المائية و الصّيد البحري الذي أكّد أن السدود قد امتلأت بنسبة 75 بالمائة أي بكميّة بلغت 1528 مليون متر مكعّب، في حين بلغت نسبة امتلاء سد ملاق 100 بالمائة ثم تمّ تحويل 40 بالمائة منه الى سد سيدي سالم الذي بلغت نسبة امتلائه 59 بالمائة.
أما سد بربرة المتواجد في أقصى الشمال فقد امتلأ بنسبة 100 بالمائة،كما امتلأ سد سجنان المتواجد ببنزرت بنسبة 100 بالمائة، هذا بالاضافة الى سد بئر مشارقة الذي بلغت نسبة امتلائه 79 بالمائة.
وأضاف الرابحي أن منظومة السدود في تونس مرتبطة ببعضها البعض حيث أنه في حال امتلأ السد وبات يشكّل خطرا على الأهالي فانه يتم تحويل المياه الى سد آخر.
وأكد كاتب الدولة أن معدّل الإيرادات الى غاية 30 جانفي 2019 قد بلغت 477 مليون متر مكعّب، لتصبح القيمة الجمليّة للايرادات 1مليار و 304 متر مكعّب علما وأنّ طاقة السدود الجمليّة تناهز الـ 2 مليار و100 متر مكعّب.
أمّا في ما يخصّ امكانيّة فيضان السدود التي وصلت طاقة استيعابها 100 بالمائة فقد شدّد الرّابحي أنهم يتحكّمون في الفيضنات أي أن المياه التي يتمّ تحويلها لا يجب أن تتجاوز الكميّة التي يستوعبها الوادي بعد السد.
وشدّد محدّثنا أن وزارة الفلاحة تصدر بلاغات تحذيريّة قبل تحويل المياه من سدّ أو عند امتلاء بعض الأودية، داعيا في ذات السياق كافّة المواطنين الى ضرورة الابتعاد عن الأودية قائلا “الناس تمشي للأودية موش الواد يمشي للناس”.
وبخصوص آليات صيانة السدود في تونس فقد أكد كاتب الدولة للموارد المائيّة والصيد البحري أنه يتمّ سنويّا اختبار السدود واعادة صيانتها تحت اشراف أكبر مكاتب الدراسات العالميّة، مشيرا أنه يتمّ تفقّد الجسر والحاجز الذي يحمل أطنانا من المياه، اضافة الى التأكد من سلامة السدّ.
وشدّد الرّابحي أنه لا يمكن جهر السدّ اذ أنه لا يمكن التخلّص من الرواسب بل يتم اتخاذ اجراءات بديلة تحميها من الترسبات.