أكد وزير وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، زياد العذاري، أن التحدي الأول، الذي يواجه التطور الاقتصادي في إفريقيا، يتعلق بالقدرة على تحسين عمليات الترويج للقارة باتجاه مزيد ابراز قدراتها وامكانياتها الاقتصادية والبشرية وثرواتها الطبيعية.
وذكر العذاري، الثلاثاء، في افتتاح الدورة الثانية من ندوة تمويل الاستثمار والتجارة في افريقيا، المنتظم ببادرة من مجلس الاعمال التونسي الإفريقي يومي 5 و6 فيفري 2019، أن الدراسات المنجزة تظهر الوزن الهام والكبير للقارة خلال العقدين القادمين عبر توفر الموارد البشرية بمرور عدد السكان من 5ر1 مليار نسمة حاليا الى 5ر2 مليار نسمة في غضون العشرين سنة القادمة. كما اضحى الاقتصاد الافريقي من أكثر الاقتصاديات حركية في العالم بفضل تحقيق العديد من دول القارة نسب نمو تتجاوز 5 بالمائة سنويا.
وأكد العذاري، في حضور أكثر من ألف فاعل اقتصادي قدموا من 20 بلدا افريقيا، ان تحدي الاندماج الإقليمي يطرح كتحد ثان امام الدول الافريقية من منطلق ان المنطقة تظل من اقل المناطق اندماجا في العالم. واوضح ان التجارة البينية بين الدول الافريقية لا تمثل سوى 13 بالمائة من اجمالي مبادلاتها في ما تقدر نسبة المبادلات ما بين دول الاتحاد الاوروبي 60 بالمائة من اجمالي المعاملات لهذه الدول.
ويتمثل التحدي الثالث، بالنسبة لوزير التنمية، في حجم الاستثمارات، الذي بقي في مستويات ضعيفة، مقارنة بالإمكانيات المتاحة. واشار في هذا الصدد الى أن الاستثمارات الخارجية الافريقية لم تتجاوز قيمتها 20 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام. واستقطبت افريقيا في 2017 حوالي 42 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية المباشرة مقابل 52 مليار دولار في 2016.
وشدد عضو الحكومة خلال الندوة، التي تشهد تنظيم ألف لقاء اعمال وشراكة، على ان افريقيا مدعوة اليوم الى مواصلة انجاز الإصلاحات الاقتصادية، لا سيما، منها إلغاء الحواجز امام المستثمرين والمراهنة على المصداقية تجاه المؤسسات المالية الدولية.
وأبدى العذاري استعداد الحكومة لمرافقة المستثمرين الافارقة مع الحرص على الانصات الى مشاغل الفاعلين الاقتصاديين في تونس وفي افريقيا وتذليل الصعوبات.
ومن جهته أعلن الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية، هاني سالم سنبل، عن توسيع الاتفاقية الاطارية للمناطق الحرة بإفريقيا التي تم توقيعها في مارس 2018 بالتحاق في غضون مارس من سنة 2019 نحو 40 بلدا افريقيا بهذه الاتفاقية.
ولاحظ في مداخلته أن هذه الاتفاقية تعد من أكبر الاتفاقيات في العالم لتركيز مناطق حرة ومن المنتظر ان تشمل جوانب جديدة على غرار الملكية الفكرية وحرية تنقل الأشخاص. واعرب سنبل عن امله في الارتقاء بالتجارة البينية بالقارة بفضل هذه الاتفاقية ليتحول من 15 بالمائة حاليا الى أكثر من 50 بالمائة في السنوات القادمة.
وتحدث المسؤول بالمؤسسة المالية الاسلامية عن برنامج مد الجسور العربية الافريقية الخصوصي الموجه الى المؤسسات الصغرى والمتوسطة لمساعدتها على بناء قدراتها.
واعتبر سنبل ان البرنامج موجه، أيضا، الى البنوك من اجل مساعدتها على توفير التمويلات اللازمة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وكشف ان برنامج سيشمل في افق 2020 دول شمال افريقيا من اجل مزيد الاستفادة منه.
يشار الى ان الدورة الثانية من ندوة تمويل الاستثمار والتجارة في افريقيا تنعقد تحت شعار “تسريع التجارة والاستثمارات الافريقية” تشهد مشاركة 30 مؤسسة مالية من افريقيا.