استقبل قسم الأطفال بالمستشفى الجهوي بالقصرين يومي السبت والأحد الماضيين 24 طفلا مصابا بفيروس الحصبة تتراوح أعمارهم بين سنة و6 سنوات من جملة 35 حالة سجّلت منذ بداية شهر جانفي الفارط ، وتمّ إيواؤهم في جناح خاص لتجنّب انتشار عدوى المرض إلى بقية الأطفال المقيمين بذات القسم وقد تماثل جلهم للشفاء وغادروا المستشفى باستثناء 4 أطفال مازالوا تحت المراقبة وفق ما ذكره المدير الجهوي للصحة في القصرين عبد الغني الشعباني.
وأكّد الشعباني في تصريح إعلامي اليوم أن كافّة المصابين الذين تمّ إيواؤهم بالمستشفى لم يقوموا بالتلاقيح اللازمة ضد مرض الحصبة ، ووجّه بالمناسبة نداءا إلى مختلف الأولياء الذين لم يجروا هذه التلاقيح الضرورية والاجبارية لابنائهم أن يتوجهوا في اقرب فرصة إلى المراكز الصحية القريبة منهم للحصول على التلقيح وحمايتهم من مضاعفات المرض.
وأضاف في سياق متّصل أنه تبعا لهذه الحالات الوافدة على المستشفى تم توجيه فريق صحّي لبعض النقاط السوداء للقيام بالفحوصات والتلاقيح اللازمة ضد مرض الحصبة على غرار منطقة “المنقار” في القصرين الجنوبية ومنطقة “الهرارة” في سبيطلة .
وبخصوص الطفل االذي توفي يوم أمس الثلاثاء بقسم الاطفال بالمستشفى الجهوي بالقصرين ، أوضح ذات المصدر أنه لم يتم بعد معرفة سبب الوفاة وتم إرسال تحاليله إلى معهد باستور، مرجّحا أن تكون الوفاة بسبب الالتهاب الحاد الذي يشكو منه الطفل في جهاز تنفسه .
وردا على ما يروج في عدد من صفحات التواصل الاجتماعي حول غياب الشروط الصحية اللازمة بقسم الأطفال بالمستشفى المذكور وعدم تعقيمه ممّا أدى إلى انتشار عدوى مرض الحصبة بين الأطفال ، أكد الشعباني أن عملية التعقيم في كامل أقسام المستشفى بما فيها قسم الأطفال تتم طبقا للمواصفات الصحية المطلوبة وأن إصابة هذا العدد من الاطفال بالحصبة في الجهة يعود بالأساس إلى عدم خضوع هؤولاء الأطفال إلى التلاقيح الخاصة بفيروس الحصبة منذ ولادتهم، حسب قوله.
ويشار الى ان وفاة الطفل المذكور امس بالمستشفى الجهوي بالقصرين اثارت استياءا كبيرا في صفوف اهالي واقارب الطفل وعدد من ممثلي المجتمع المدني بالجهة الذين أرجعوا وفاته في تصريحات اعلامية وتدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي الى الاهمال والتقصير الذي تعرض له الطفل في قسم الاطفال وإلى غياب أدنى الشروط الصحية المطلوبة بهذا القسم (غياب التعقيم) مما تسبّب في انتقال عدوى فيروس الحصبة له وعكر حالته الصحية،بحسب تقديرهم .