في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يؤديها إلى مالطا، أشرف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي اليوم الاربعاء، رفقة الرئيسة المالطية ماري لويز كوليرو بريكا، بقصر فردالا التاريخي بلافاليت، على ندوة رفيعة المستوى حول تدعيم المساواة بين الجنسين، قبل أن يلتقي عددا من أبناء الجالية التونسية المقيمة بمالطا.
وأعرب رئيس الجمهورية، عن قناعته الراسخة بانه لا ديمقراطية دون حضور فاعل للمرأة في الحياة العامة، باعتبار أن المجتمعات المستقرة والمزدهرة هي تلك التي تنعم فيها المرأة بحقوقها كاملة، مؤكدا “أن تاريخ تونس يزخر ببصمات متميزة لتونسيات استثنائيات، ساهمن في نحت التجربة التونسية الاستثنائية”، وأن الحركة الإصلاحية في تونس التي تعود الى القرن التاسع عشر ساندت تحرر المرأة في بلد عربي اسلامي.
وإعتبر أن مجلة الأحوال الشخصية التي صدرت سنة 1956 ، سنة إستقلال تونس، مثلت أنذراك “ثورة تشريعية حقيقية”، مبينا أن هذه المجلة تعد تشريعا رائدا يدعو الى تحقيق مزيد من التقدم ولا يتعارض بأي شكل مع تعاليم الدين، مشيرا في السياق ذاته، الى مبادرته بإنشاء لجنة الحريات الفردية والمساواة، وتقديم مشروع قانون المساواة في الميراث، قصد مزيد تدعيم حقوق المرأة المدنيّة والسياسيّة والاقتصادية والاجتماعية، وملاءمتها مع ما أقرّه دستور 2014.
من جهتها، أعربت رئيسة مالطا،عن إعجابها بالتجربة الديمقراطية التونسية المتميزة في المنطقة، خاصة في مجال تدعيم الحقوق والحريات، وبالإرادة السياسية القوية للدفاع عن حقوق المرأة التونسية، والتي تجلت في مبادرة رئيس الجمهورية احداث لجنة الحريات الفردية والمساواة، مؤكدة اهمية دستور 2014 في تطوير المنظومة التشريعية في تونس، بما جعل منها “أول بلد عربي في مجال المساواة بين الرجل والمرأة”، على حد تعبيرها.
ولاحظت ان المرأة في منطقة المتوسط، ما زالت تعاني من انعدام الأمن والمساواة وتواجه العديد من التحديات، رغم مرور عقود على صدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان، مشيرة الى ان التجربة أثبتت أن الارتقاء بحقوق المرأة يساهم بصفة مباشرة في النهوض بالتنمية والنمو الإقتصادي، بما يضمن مستقبلا آمنا ومزدهرا ومستقررا لشعوب المتوسط.
كما أبرزت أهمية تبادل التجارب على المستوى الثنائي والمتوسطي في مجال تدعيم حقوق المرأة وتعزيز مساهمتها في الحياة السياسيّة والاقتصادية بمنطقة المتوسط ، مؤكدة ضرورة العمل على مستوى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمنظمات الإقليمية، من أجل تنمية الواقع الإجتماعي والسياسي للمرأة.
وقد حضر اللقاء رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة بشرى بلحاج حميدة، والمختصين في القانون سليم لغماري وكلثوم مزيو وثلة من الجامعيين المالطيين.
يشار الى أنه انتظم بالمناسبة معرض للصور والوثائق، ترجم عمق الروابط التاريخية بين تونس ومالطا، واستعرض مرور خمسين سنة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.