“اغتيال شكري بلعيد … المحنة التونسية” و”أزمتا التعليم والوظيفة العمومية … في اتجاه الحل” و”يوم أمس لقاء بين المكتب التنفيذي ومكتب الجامعة العامة .. اليوم لقاء الجهات للتعليم الثانوي فهل تتجه الازمة الى الحل؟” و”بعد الاعلان عن الحزب ال216 .. حزب لكل مليونين و600 ألف ساكن .. أحزاب العائلات والمناولة تفقس وهذه فقط من ستصمد” و”حراك ديبلوماسي على كل المستويات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
اعتبرت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، أن جريمة اغتيال، شكري بلعيد، ستبقى جرحا غائرا في الشارع التونسي ولن تندمل الجراح ولن يستعيد التونسيون ثقتهم في القضاء وفي الطبقة السياسية ما لم يتم الحسم في هذه القضية والكشف عن كل الملابسات والقضايا والكواليس التي لها صلة بهذه الجريمة التي أعادت الى الاذهان مسلسل الدم الذي انطلق منذ اغتيال الشهيد حسين بوزيان أمام بيته بعد انتخابه عضوا في المجلس التأسيس سنة 1957 وجريمة اغتيال صالح بن يوسف واغتيال لطفي نقض وهي الجرائم التي ما زالت جراحها لم تندمل في الوجدان التونسي مبينة أن ذكرى اغتيال بلعيد تؤكد أنه لا ديمقراطية في بلاد يتمتع فيها القتلة بحماية سياسية ولن يكون هناك أي أفق ديمقراطي مادام الذين يتسترون سياسيا على القتلة في الحكم.
وتساءلت في هذا الصدد، هل تكون سنة 2019 سنة الكشف عن ملابسات قتلة شكري بلعيد ومن خطط ومن نفذ ومن منح لهم الغطاء السياسي؟ مشيرة الى أن هذا ما يرجوه التونسيون وبدون الكشف عن هؤلاء لن يطمئن الشارع ولن يهدأ التونسيون والثابت أن القضاء التونسي لن يخذل أحلام التونسيين في الكشف عن الحقيقة حتى تنتهي محنة التونسيين، وفق ما جاء بالصحيفة.
وتطرقت (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، الى اللقاء الذي جمع الامين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، بوفد عن المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم الثانوي كلها كانت مخصصة لمناقشة ما انتهت اليه المفاوضات بين الطبوبي والحكومة بشأن مطالب النقابة والمقترحات الجديدة التي يبدو أنها ستحظى بقبول نقابة التعليم وبهذا تنتهي الازمة مشيرة الى أن التكتم لا يزال سيد الموقف سواء ان تعلق الامر بمضمون المفاوضات التي جمعت بين المركزية النقابية ممثلة في الامين العام لمنظمة الشغالين ووفد الحكومة أو تلك المتعلقة بملف التعليم الثانوي أو المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية.
وأضافت أنه تكتم كان يبرر بأنه لا يمكن مناقشة ما تقدم من مقترحات خارج الاطر المخول لها وفي ملف التعليم الثانوي، وهذه الاطر هي الجامعة العامة للتعليم الثانوي التي ومنذ الاسبوع الفارط أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، سامي الطاهري، أن مكتبه سيقدم لها ما أفضت اليه المفاوضات من مقترحات ومشاريع اتفاقيات لن تكون ملزمة دون قبول الجامعة مبرزة أنها مقترحات بات جليا أنها قدمت يوم أمس في اللقاء الذي جمع الامين العام نور الدين الطبوبي بأعضاء المكتب التنفيذي لللجمعة العامة ورغم ذلك تجنب الطرفان تسريب المقترحات التي وقعت مناقشتها في اللقاء.
وأضافت أن الاجتماع تواصل الى ساعات متأخرة من مساء أمس في ظل تكتم شديد من الحاضرين فيه وتجنب تقديم أي موقف سواء كان رفض المقترحات المقدمة أو القبول بها حيث أن أعضاء نقابة التعليم الثانوي وان كانوا يستندون الى دعم قطاعهم، قطاع التعليم الثانوي الذي يدفع الى التصعيد ورفض أي تراجع عن المطالب ال9، فانهم أمام معضلة “التمرد” على المركزية النقابية مشيرة الى أن رفض المقترحات الجديدة التي تعتبرها المركزية، بشكل غير رسمي جيدة ويجب التعامل معها بايجابية، لن ينظر اليه من قبل المكتب رالنقابة العامة للتعليم الثانوي ودفعا بالاتحاد الى الزاوية وجعله في مواجهة الرأي العام.
وتحدثت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، عن الديبلوماسية التونسية التي عادت عجلتها للدوران بالسرعة القصوى في الفترة الاخيرة خاصة على الصعيد العربي والمتوسطي فقد استقبلت العاصمة تونس ملك الاردن عبد الله بن حسين في زيارة تعد تقريبا الاولى لمسؤول عربي كبير في مثل هذا المستوى الى تونس والتي تعتبر بكل المقاييس حدثا هاما خاصة وانها تتنزل في اطار التحضير للقمة العربية التي ستحتضنها بلادنا والتي يعول كثير من الاشقاء العرب على أنها ستكون استثنائية وبحجم التحديات المطروحة وأهمها على الاطلاق تحدي عودة سوريا الى مجلس جامعة الدول العربية الذي غيبت عنه لسنوات.
وأضافت أن تونس تفاعلت مع الزيارة بهدوء ودون اكثار من الضجيج الاعلامي بل مررتها على أساس أنها زيارة دولة عادية من ملك الى صديقه رئيس الجمهورية في حين أنها تحمل من الاهمية ومن الموضوعات الحارقة وذات الاولوية في القمة القادمة الشىء الكثير مشيرة الى أن الحراك الديبلوماسي التونسي تواصل متوسطيا حيث أدى رئيس الجمهورية زيارة رسمية الى دولة مالطا استمرت يومين مثلت اضافة نوعية في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين والجارين اللذين تربطهما علاقات عريقة وتمازج تاريخي بين شعبيهما اضافة الى مصالح مشتركة في قضايا هامة كالتجارة في المتوسط ومسالة الوضع في ليبيا وعائق الهجرة السرية الذي أصبح هاجسا يشغل كل بلدان المتوسط خاصة تونس كنقطة انطلاق ومالطا كنقطة عبور.
وبينت أن من أهم الموضوعات التي تبقى الهاجس الاكبر للدبلوماسية التونسية هو موضوع الاوضاع في ليبيا خاصة بعد التطورات الاخيرة وصعود الصراع الفرنسي الايطالي على تقاسم النفوذ في طرابلس وما يمكن ان يخلفه ذلك من اثار على مصالح تونس وامنها القومي وسلامة حدودها وعلاقاتها المتميزة مع الاشقاء الليبيين، وفق ما ورد بالصحيفة.
أما صحيفة (الصباح) فقد اهتمت في ورقة خاصة، بالتعددية الحزبية خاصة بعد الاعلان عن الحزب ال216 اي بمعدل حزب لكل مليونين و600 الف تونسي أو بمعدل تقريبي يساوي حزبا لكل نائب في البرلمان والذي يبلغ عددهم 217 نائبا مشيرة الى أن هذه التعددية ساهمت بشكل كبير في اغراق المشهد السياسي وتعويمه.
ويرى متابعون أن انشاء الاحزاب ظاهرة صحية داخل المجتمعات الديمقراطية لانها تأتي للتأكيد على عدم ثقتها في الاحزاب السابقة لها والا لما تشكلت هذه المؤسسات السياسية في حين يرى آ خرون أن ارتفاع عدد الاحزاب قبل المواعيد الانتخابية أمر عادي وقد يشكل فرصة لاصحابها للفوز بمقاعد تمكنهم من الالتحاق بالبرلمان وفق نظام البقايا.
واعتبرت، أنه بالرغم من النقد اللاذع للاحزاب من اليمين واليسار فان فكرة انشائها مازالت تشكل مقدمة حقيقية للفعل السياسي بما يعنيه من ذلك أن المؤسسة الحزبية تبقى
المدخل الرئيسي لاي انتخابات رغم منافسة القائمات المستقلة لها مضيفة أن معظم الاحزاب التي تتشكل اليوم هي نتيجة لثقة مفقودة فيمن سبقها بعد أن فقدت دورها في العمل السياسي والحزبي بعدما تحولت الساحة الوطنية الى حلبة للصراع الايديولوجي بعيدا عن أهداف الانقاذ الممكنة.
وأشارت الى أن كثرة الاحزاب في تونس تبقى دليلا أوليا على البحث الدائم عن الخير لهذا الوطن وهو خير قد يتأخر في ظل حرب سياسية طاحنة بين معسكرات اليمين والشمال أو بين قوى لا تبحث في أدبياتها الا عن العودة بالمجتمعات الى أكثر من 14 قرنا الى الوراء، مبينة أن كثرة الاحزاب قابلتها قلة الانجازات حيث أن الااحزب مازالت تبحث عن موقع ثابت وسط الزحمة.
وأضافت، أن التونسيين لا يبحثون عمن سيحكم بقدر ما يبحثون عمن سيوفر خبزهم ويؤمن مستقبل أبنائهم ويحمي قفتهم ويعالج مرضهم متساءلة من هذه الاحزاب قادرا على تحقيق هذه الاهداف؟.