نظرت الدائرة الجنائيّة الخامسة المختصّة في القضايا الإرهابية بالمحكمة الإبتدائيّة بتونس، اليوم الجمعة، في قضيتي الهجومين الإرهابيين على متحف باردو ونزل “امبريال سوسة” اللذين جدا سنة 2015 .
وقد واصلت هيئة المحكمة اليوم، الاستماع إلى أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في القضيتين، الذين لم يقدّموا خلال الجلسات الماضية مرافعاتهم في حقّ منوبيهم، حتى يتسنى لها إثر ذلك رفع الجلسة للمفاوضة والتصريح بالحكم .
وأجمع أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين خلال مرافعاتهم، على “تحريف” حاكم التحقيق أو باحث البداية للوقائع والمعطيات التي أدلى بها منوّبوهم، معتبرين في الآن نفسه، انّ قرار دائرة الاتهام نسخة مطابقة للأصل من قرار ختم البحث، ممّا يعني انّ دائرة الإتهام لم تقم بأعمالها.
وفي هذا الصدد، قال محامي المتّهم عادل الغندري، إنّ منوّبه غير مورّط في قضيتي باردو وسوسة، وتمّ الزجّ به دون أدلة مادية، مبيّنا انّ موكله يشتغل في مجال التهريب، وقام بتهريب مجموعة من الأشخاص ظنّا منه انّهم سيتحوّلون إلى ليبيا ثم إلى إيطاليا، ولم يكن يعلم انّهم سيتلقون تدريبات قتالية أو سيقومون بالتحضير لهجومات الإرهابية.
ولفت إلى أنّ حاكم التحقيق قد حرّف الوقائع، وانّ محضر الأبحاث والاختبارات لم تثبت علاقة موكله بأي من المتهمين أو الأطراف الضالعة في عملية سوسة.
من جانبها، أدانت المحامية منية بوسالمي العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد، داعية إلى ضرورة احترام الضمانات والإجراءات التي أقرها المشرّع التونسي لمحاكمة المتهمين، باعتبار أنّ مكافحة الإرهاب تقتضي احترام القانون وحقوق الإنسان ورفض كلّ أشكال الظلم بما فيها المحاكمات غير العادلة.
وبيّنت أنّ منوّبها اعترف ببعض التهم المنسوبة إليه، على غرار محاولة التحاقه بسوريا، لكنّه لم يرتكب جرائم إرهابية، مضيفة أنّه نسبت له نفس التهم في قضيتي سوسة وباردو وهو ما يتنافى مع القانون الذي ينصّ على عدم محاكمة شخص من أجل إرتكاب الأفعال نفسها في قضيّتين.
أمّا بقيّة المحامين فقد طالبوا بالإفراج عن منوّبيهم لغياب أركان الجريمة ولعدم تورّطهم في القضيتين.
يشار إلى أنّ هيئة المحكمة، اتخذت اليوم قرارا بتأخير جميع القضايا المنشورة أمامها، إلى يوم 22 مارس القادم، من بينها قضيّة أحداث بنقردان التي جدّت يوم 7 مارس 2016، ويمثل فيها 21 متهما، والإكتفاء بالإستماع للمرافعات المتعلّقة بقضيتي باردو وسوسة.
يذكر أنّ الهجوم الإرهابي الذي استهدف المتحف الوطني بباردو يوم 18 مارس 2015، أسفر عن مقتل 21 سائحا أجنبيا واستشهاد الأمني أيمن مرجان، إلى جانب القضاء على الإرهابيين اللذين نفّذا العملية. وتضمّ هذه القضيّة 25 متهما، 22 منهم موقوفون على ذمة القضية و3 في حالة سراح.
أمّا قضيّة نزل “امبريال سوسة” التي جدّت يوم 26 جوان 2015 ، فقد أسفرت عن مقتل 38 سائحا وجرح 38 آخرين ،أغلبهم يحملون الجنسية البريطانية، ويمثل في هذه القضيّة الإرهابية ، 27 متهما ، 18 منهم في حالة ايقاف ، و9 في حالة سراح.