“الباجي قائد السبسي وحلم ولاية ثانية … أترشح .. لا أترشح .. أترشح.. لا أترشح..” و”بعد فشل محاولات تعطيلها وتأكد اجرائها في موعدها .. هل الاحزاب جاهزة للانتخابات؟” و”حتى لا نخسر رهان دولة الاستقلال” و”تونس في مفترق طرق خطير”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
تطرقت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم الى التساؤل الذي تتداوله كل حلقات تونس السياسية .. هل سيترشح الباجي قائد السبسي لعهدة انتخابية ثانية؟ مشيرة الى أنه ترشح يرجوه البعض ويخشاه آخرون ولا يكترث به قسم ثالث.
واعتبرت أن رئيس الدولة يدرك جيدا أن مغامرته هذه محفوفة بالمخاطر بدءا بمحصلة خماسية شاحبة وملوثة بالمساندة غير المشروطة لمشروع التوريث الديمقراطي كما يدرك صاحب قرطاج أن لعب ورقة اما أنا أو النهضة لم تعد جذابة وأن بريقها قد تراجع كثيرا رغم النبرة الهجومية الواضحة لرئيس الدولة ولانصاره ولكنه هجوم متأخر ولاغراض سياسوية لا تخفى على أحد لافتة الى أن الفترة القادمة قد تغير معطيات عديدة ولكن يعلم السبسي قبل غيره أن الزمن لا يلعب لصالحه وأن ترشحه في سن 93 يثير مخاوف كثيرة وأحيانا الاستهزاء والسخرية وأن كل المبررات التي يمكن أن يقدمها قد لا تشفع له أمام الناخبين.
ورأت أنه رغم كل هذه المعطيات يخطئ من يعتقد بأن الباجي قائد السبسي قد ألقى المنديل وانه لم يعد قادرا على تغيير ولو جزئي للتوازنات السياسية اذ أن الثعلب العجوز ذو دهاء وله قدرة واسعة على المناورة وعلى خلط الاوراق متسائلة هل سيكفيه ذلك لمقاومة عجلة الزمن ومطامع الملتفين حوله؟.
ولاحظت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن تسوية وضعية هيئة الانتخابات والاتفاق الاخير بين وزارة التربية ونقابة الثانوي قادت الى خفض منسوب التوتر لتنتقل الكرة بذلك الى “ملعب” الاحزاب لبيان استعداداتها لهذا الموعد الحاسم مشيرة الى أنه بالعودة الى خمسة أشهر الى الوراء كانت الاستحقاقات الوطنية في تونس مهددة بدرجة عالية من المخاطر وكانت لتلك المخاوف والمحاذير مرتكزات موضوعية أولها تعمق الازمة الهيئة المشرفة لوجستيا على الانتخابات وثانيها عدم الاستقرار الحكومي وتواتر الحديث بشأن امكانية تفعيل الفصل ال 99 من الدستور وثالثها الخشية من “شتاء ساخن” ينذر بتفاقم التوترات الاجتماعية في كل القطاعات تقريبا ومن شانه فتح الطريق أمام وقوع البلاد في حالة “الخطر الداهم”.
وأضافت أن كل هذه المخاوف انقشعت بشكل تدريجي في الفترة الاخيرة وزالت معها العوامل الخارجية التي من شأنها أن تدفع الى تعطيل الانتقال الديمقراطي وتأجيل موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية حيث منح التحوير الحكومي المصادق عليه يوم 12 نوفمبر الماضي الحد المطلوب من الاستقرار الحكومي مشيرة الى أن التوافق داخل قبة البرلمان قضى في 30 جانفي الماضي بتسوية وضعية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فيما مكن الاتفاق الحاصل حول مفاوضات الوظيفة العمومية وقطاع التعليم الثانوي من انهاء الازمة بين الحكومة والاتحاد وخفض منسوب التوتر الاجتماعي.
وأكدت (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أنه من الضروري الوعي بأن الاصل في جبهة النضال من أجل عزة تونس ورفعتها وكرامة مواطنيها هو وجود طبقة وسطى عمادها الاساسي شريحة الاساتذة والمعلمين وبالتالي فان أوجاعهم هي أوجاع الوطن وانفراج كربهم فيه الخير العميم لتونس فضلا عن أننا في بدايات التأسيس لديمقراطية نريدها أن تدوم ولن يكتب لها الدوام اذا غابت الطبقة الوسطى أو هي تدحرجت لتصبح من الطبقات الضعيفة والمهمشة مشيرة الى أن هناك ما يدفعنا الى الاعتقاد بأننا بصدد أن نفوت على تونس كسب رهان ؤدولة الاستقلال بوجود طبقة وسطى قوامها منتوجا تعليميا تضمن جودته منظومة تكون المدرسة العمومية فيها القاطرة ولن يكون الامر كذلك اذا كانت كرامة “المعلم” بالمعنى البواسع للكلمة غير مصانة واذا تأخرت أكثر عملية الاصلاح الكبرى الضرورية والمصيرية وهذه “قصة” أخرى.
ورأت (الصباح) في ورقة خاصة، أن معركة تونس ليست مع الاسلام ولا هي ضد تعليم القران وأن الاصرار على ذلك مجانبة للصواب وتزييف للحقائق ونشر للرسائل الخاطئة في الداخل والخارج، فلا الاسلام ولا القرآن في خطر ومن يدعي ذلك يشكك في قوله تعالى “انا نحن نزلنا الذكر وانا له الحافظون” مشيرة الى أنه لا شئ اليوم يمكن أن يمنع أي مواطن من تعلم القران أو حفظه في المؤسسات والمدارس القرانية التي تنشط في العلن وفي اطار دولة القانون وربما يحترم مكانة الدين ويعلي شأنه بعيدا عن كل الممارسات الظلامية المريبة.
وأضافت أن معركة تونس الحقيقية التي لا تريد النخب التوقف عندها معركة صعبة لم تبدأ بعد، ضد الفساد المالي والسياسي، وضد الارهاب والتهريب الذي يستنزف اقتصاد البلاد وضد كل أنواع الترهيب الفكري الذي ينشر الجهل والتطرف والتخلف ويدمر التعليم ويدفع الى افلاس وانهيار المؤسسات العمومية ونشر ثقافة التواكل واللامبالاة والتطاول على القانون وسلطة الدولة وهي معركة معقدة لم تدرك بعد الحكومات المتعاقبة كيف تمسك زمام الامور فيها لتجنيب البلاد الوقوع في المحظور والانسياق الى المجهول مشيرة الى أن ما كشفته فضيحة محتشد الرقاب التي قد تكون الشجرة التي تخفي الغابة يؤكد وأكثر من أي وقت مضى أن الرهان الذي يتعين على تونس كسبه ليس بالامر المحسوم اذ وفي الوقت الذي يبدو أن الازدحام سيكون على أشده بين المتنافسين من مختلف الاحزاب والانتماءات على قصر قرطاج فان الخوف كل الخوف أن يكون المال الفاسد وصراع الايديولوجيات سلاحهم للحصول على أصوات الناخبين بدل المشاريع والمبادرات الوطنية التي يحتاجها التونسيون، وفق ما ورد بالصحيفة.