“تونس … على قائمة الارهاب” و”بعد مصادقة مجلس نواب الشعب على مشروعي اتفاقيتين .. خطوة هامة نحو استكمال تركيز المحكمة الدستورية وهيئة حقوق الانسان” و”ملف البنية التحتية للمحاكم … ملفات متراكمة هنا وهناك مياه تغمر المكاتب والكتبة يستنكرون ويلوحون بالتصعيد” و”عاد أطفال حادثة الرقاب الى جلابيب آبائهم…” و”3 أشهر على التحوير الوزاري .. وزراء تحت الضغط العالي .. آخرون نشطون وبقية غائبة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
تطرقت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الى تصنيف المفوضية الاوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل لبلادنا في قائمة الدول المتهاونة في مكافحة الارهاب وغسيل الاموال مع اثنين وعشرين دولة أخرى منها ليبيا والسعودية وايران مشيرة الى أن هذه ليست المرة الاولى التي صنفت فيها تونس في قائمة سوداء خلال السنوات الاخيرة اذ صنفت في السابق كجنة ضريبية وكنا نأمل أن نغادر تونس نهائيا مناطق السواد والعتمة ولكن يبدو أن المسار مازال صعبا وطويلا في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد وضعف أجهزة الرقابة وغياب الارادة السياسية التي تدفع نحو محاسبة المورطين في قضايا غسيل الاموال وجرائم الارهاب من الذين يوفرون الحصانة السياسية للارهابيين ويعرقلون أي قرار لمحاكمتهم ومحاسبتهم.
واعتبرت أن هذا التصنيف يضع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، أمام امتحان حقيقي متسائلة هل سيفعل القوانين باعتباره رئيس الجهازالتنفيذي والمسؤول عن النيابة العمومية من أجل فتح كل الملفات ومحاسبة كل من له صلة من قريب أو بعيد بالارهاب أو غسيل الاموال؟.
وأضافت أن هذا التصنيف هو ادانة لسياسة الحكومة ولمن يساندها من أحزاب وخاصة حركة النهضة المتحكم الفعلي في أجهزة الدولة والراعي للحكومة وسيبقى هذا التصنيف طعنة قاسية لكل جهود تسويق تونس وثورة ياسمينها الذي ضاعت رائحته في الرماد والعتمة، وفق تقدير الصحيفة.
وأشارت (المغرب) في ورقة خاصة الى تمكن مجلس نواب الشعب يوم أمس من تحقيق نجاح على مستوى المصادقة على مشروعي قانون من بينهما اتفاقية في مناسبتين سابقتين الى جانب تحقيق خطوة هامة نحو استكمال تركيز المؤسسات الدستورية خاصة منها المحكمة الدستورية بعد أن تم تحديد موعد الجلسة الانتخابية وهيئة حقوق الانسان المنتظر فتح باب الترشحات في شأنها خلال المدة القادمة.
وأضافت أن ظاهرة الغيابات أصبحت تؤرق رئاسة المجلس خاصة وأنها تسببت في عديد المناسبات في تأجيل المصادقة على جملة من مشاريع القوانين وسقوط البعض الاخر الامر الذي جعل منظمة بوصلة المختصة في مراقبة العمل البرلماني تطالب بضرورة تنقيح النظام الداخلي للبرلمان للحد من غيابات النواب واتخاذ اجراءات أكثر صرامة وذلك للحد من تواصل ظاهرة غيابات النواب خاصة خلال الجلسات العامة.
وعرجت، ذات الصحيفة، في مقال آخر، على تصريحات، شوقي الطبيب، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد حول عدم تحمل عدد من كتبة المحاكم لمسؤولياتهم في ما يتعلق بالملفات القضائية والتي أثارت حفيظة أهل القطاع حيث اعتبروها اتهاما غير مباشر بالاسهتار الامر الذي أعاد الى السطح ملفا هاما للغاية وهو ملف البنية التحتية للمحاكم بمختلف ولايات الجمهورية التي أقل ما يقال عنها أنها بالية ومزرية ولها تأثير كبير على ظروف عمل كتبة المحاكم وكل المتداخلين وكذلك على ملفات المتقاضين التي تاهت في الاروقة والمدارج.
وبينت أن ملف البنية التحتية للمحاك يعتبر قديما متجددا حيث طالبت الهياكل المهنية (نقابة القضاة وجمعية القضاو وكتبة المحاكم) بضرورة التدخل العاجل في هذاالشأن خاصة وأنه توجد مقرات محاكم لم تعد صالحة وتهدد سلامة القضاة والمتقاضين وكل من له شأن فيها مشيرة الى أنه ولئن اعتبرت تحركات السلطات المعنية ايجابية في بعض المحاكم الا أنها تبقة قطرة في بحر من الاشكاليات.
ولاحظت (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أنه مرة أخرى تثبت الدولة أن أياديها مرتعشة وأنها مرتبكة في التعاطي مع الكثير من القضايا وخاصة تلك المتعلقة بهيبتها وسيادتها وتطبيقها بالصرامة اللازمة للقانون موضحة أن هذا حدث في ما يعرف بأطفال الرقاب الذين كانوا يعيشون في فضاء عشوائي، سمي خطأ بمدرسة قرآنية، والذين قضوا 11 يوما في مركز ايواء تحت رعاية الدولة ولكنهم عادوا الى جلابيب آبائهم وبالقانون أيضا.
وأضافت أن هؤلاء الاباء فرطوا في أبنائهم في المرة الاولى ووضعوهم في فضاء عشوائي تحت زعم أنهم يهدفون الى تحفيظهم القرآن الكريم ووسط صمت مريب ومتواطئ أحيانا من بعض الاطراف وغياب مطلق للدولة حيث عاش هؤلاء وضعا مزريا وكان يمكن أن يتواصل لولا كاميرا برنامج الحقائق الاربع التي عرت حقيقة هذا الفضاء العشوائي وما يحدث داخله للاطفال ولاستمر الوضع على ما هو عليه.
وأشارت الى أنه في نشوة الانتصار بالعودة الى جلباب الاب حدثت انزلاقات من الخطورة بمكان اذ أن مشهد الاب الذي يصرخ في ابنه ويطلب منه أن ينزع الثوب الذي ارتداه في مركز الاحاطة ليرتدي ثوبا آخرهو اختصار لكل الواقعة من بدئها وحتى منتهاها، وفق تقدير الصحيفة.
من جهتها قيمت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها الثالثة، أداء الفريق الحكومي على امتداد الثلاثة أشهر الاخيرة حيث يتضح أن منطق الاحداث المتسارعة والازمات فرض على البعض منهم العمل تحت الضغط العالي مشيرة الى أنه في حين بدأ آخرون في حكم المتوارين عن الانظار وعن دائرة الضوء مقابل بعض الوزراء كان لهم نشاط لافت وحضور اعلامي مكثف.
وأشارت الى أن التقييمات التي توصلت اليها تبقى خاضعة لمبدا الحضور الاعلامي والتصريحات وبعض أنشطتهم والاحداث والازمات المستجدة مؤكدة أن عددا من الوزراء يخيرون العمل في صمت لكن في النهاية يبقى التقييم والمحرار الاساسي نتائجهم على أرض الواقع والمؤشرات الاحصائية ومدى نجاحهم في التعاطي مع الملفات والمشاكل المتراكمة لا سيما تلك ذات العلاقة المباشرة بجيب المواطن وقوته وصحته وتعليم أبنائه والحصيلة ضعيفة للاسف الى حد اليوم، حسب ما ورد بالصحيفة.