أوصى عدد من المبدعين والباحثين المختصين في أدب الطفل بضرورة مراجعة الصور النمطية للمرأة في القصص الموجهة إلى الأطفال ودعوا إلى متابعة توجهات الأطفال في قراءاتهم، وتوجيههم نحو قصص تُعزز مبدأ التكافؤ بين الجنسين.
جاء ذلك في ختام مؤتمر دولي بعنوان ،”صورة المرأة في كتب الأطفال : النص والرسومات” نظمه المجلس التونسي لكتب اليافعين بالتعاون مع جمعية “أفريكولتور” السويدية وذلك يومي 8 و9 فيفري 2019 بمدينة الحمامات.
وشهد هذا المؤتمر مشاركة ثلة من الكتاب والرسامين والناشرين والباحثين من السويد وعدد من البلدان العربية منهم أمينة الهاشمي العلوي من المغرب، و سعيد بهون علي من الجزائر، وأمل الرندي ومنيرة العيدان وفاطمة شعبان وهذايل الحوقل، من الكويت ومريم الزرعوني ومنصور العلوي من الإمارات العربية المتحدة، و”سوزانا بيتورسون” و”ماتيلدا والن” و”كتيرنا توبي” من السويد، إلى جانب كل من وفاء ثابت المزغني وآمال معلول ومنال عبد الكافي وميرفت عبد الكافي من تونس.
وتناول المؤتمرون بالدرس التّمثلات والصور النمطية التي ما زالت بعض الكتب العربية تعاني منها، وبحثوا سبل تجاوزها من أجل أدب أطفال أكثر توازناً بين الجنسين، بحسب ما أفادت الدكتورة وفاء ثابت المزغني رئيسة فرع تونس للمجلس الدولي لكتب اليافعين.
وأضافت أن المؤتمر كان مناسبة للتعرف على التجربة السويدية، من خلال مختارات من كتب الأطفال، ومن خلال ورشات نظمت حول موضوع تمكين المرأة في أدب الطفل. كما تناولت فعاليات المؤتمر موضوع الرسوم في كتب الأطفال، وكيفية تجاوز كل الصور النمطية التي يمكن أن تظهر في الكتب المصورة. وإلى جانب الجلسات الحوارية والورشات، تم على هامش المؤتمر تنظيم معرض كتب عربية وسويدية.
وإثر الجلسات التي تواصلت على مدى يومين، دعا المؤتمرون في توصياتهم إلى مراجعة الصور النمطية للمرأة في القصص الموجهة إلى الأطفال، مثل تجنب مكافأة المرأة لجمالها، والحال أن لها أبعاداً وميزات أخرى يمكن أن تظهر من خلالها في القصص، مثل الذكاء والفطنة والمهارة.
وفضلا عن الدعوة إلى توجيه الأطفال نحو قراءة قصص تعزز مبدأ التكافؤ بين الجنسين، تضمنت اللائحة الختامية للمؤتمر عديد التوصيات الأخرى التي تم جمعها وتدوينها، لتكون وثيقة عمل مستقبلية في المجلس، بحسب ما أوضحت المزغني في اتصال مع “وات”.
وفي ختام المؤتمر سلمت الكاتبة أمل الرندي لرئيسة مجلس تونس لكتب اليافعين درع رابطة الأدباء الكويتيين تقديرا لمساهمة المجلس ولمساهمتها على المستوى العربي في “تنشيط أدب الأطفال وتوجيهه تربوياً”.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس تونس لكتب اليافعين تأسس سنة 2012 وهو فرع من المجلس الدولي لكتب اليافعين الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، وهومنظمة غير ربحية تأسست سنة 1953 وتضم شبكة دولية من المؤسسات والأفراد من 77 دولة “يجمعهم الالتزام بتشجيع ثقافة القراءة وتحقيق التقارب بين الطفل والكتاب”.
ويضم فرع تونس نحو عشرين مبدعا من كتاب ورسامين وناشرين وباحثين في ثقافة وادب الطفل، بحسب المزغني التي بينت أن من أبرز أهداف المجلس التعريف بالكتاب التونسيين ورسامي قصص الأطفال خارج تونس، مشيرة إلى أن “الدعوة مفتوحة لكل المبدعين الراغبين في الالتحاق بالمجلس”.
وأشارت إلى عديد الأنشطة التي نظمها مجلس تونس منذ تأسيسه من بينها بالخصوص، بعث عدة مكتبات أطفال في الصخيرة بصفاقس وراس انجلة في بنزرت، وتوفير كتب لفائدة جمعية إرادة لأطفال التوحد، وتنظيم ورشات للكتابة وورشات لفن الحكي، فضلا عن الاحتفال سنويا باليوم العالمي لكتاب الطفل ( 2 افريل) من خلال تنظيم أنشطة في القراءة والمسرح.
كما نظم المجلس سنتي 2017 و2018 بالتعاون مع مؤسسة ألمانية ورشات لصناعة الكتاب المجسم للمكفوفين ومحدودي البصر، علاوة على عقد ندوة دولية تهتم بالكتب الموجهة لذوي الإعاقة وتهتم بتمثلات ذوي الإعاقة في كتب الأطفال وذلك في معرض صفاقس لكتاب الطفل (مارس 2018)، وتنظيم تظاهرة بعنوان “نقرأ لنصبح أجمل” في معرض تونس الدولي الكتاب (2018 ).