“إذا استمر الوضع الراهن الذي عليه حركة نداء تونس فانه لن يجني سوى 5 أو 6 بالمائة من مجموع الأصوات في الانتخابات المقبلة”، وفق ما أكده، اليوم الاحد، القيادي بالحزب رضا بلحاج.
وابرز بلحاج ، خلال اجتماع انعقد بالعاصمة نظمته القيادات الندائية التي شكلت مبادرة ” لم شمل الندائيين” إلى أن آخر سبر للآراء حول نوايا التصويت اظهر تراجع نداء تونس إلى 15 بالمائة مقابل 20 بالمائة في الأسابيع الثلاثة الاخيرة.
واعتبر رضا بلحاج الذي قررت الهيئة السياسية للنداء، في بيان لها الخميس الماضي، تجميد عضويته ونشاطه صلب الحزب وهياكله، أن الحزب بدا يشهد تدحرجا حادا ومخيفا جراء الوضع الذي وصل إليه منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2014 أصبح في خطر ووجب الإسراع بإنقاذه.
وانتقد بشدة طريقة تسيير الحزب من قبل القيادي حافظ قائد السبسي الذي قال انه انتهج سياسة الإقصاء والتهميش والانفراد بالرأي ضاربا بعرض الحائط بأبسط قواعد العمل الديمقراطي التي بني عليها الحزب منذ تأسيسه في جوان 2012
وكشف انه عند لقائه برئيس الجمهورية في جويلية 2018 تحضيرا لرجوعه إلى النداء تعهد الباجي قائد السبسي بإبعاد نجله من الحزب، على حد قوله.
وتحدث بلحاج، من جهة أخرى، عن بعض التجاوزات التي يقوم بها كل من حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال ورؤوف الخماسي عند تسيير الحزب علاوة على انه اطلع على أربعة قضايا فساد تتعلق بالنائب سفيان طوبال، وفق روايته.
وتابع، في سياق متصل، أن الشغل الشاغل لبعض نواب النداء في البرلمان وعلى رأسهم سفيان طوبال وانس الحطاب هو مواصلة العمل البرلماني والتمتع بالحصانة البرلمانية.
كما نبه رضا بلحاج، من جانب آخر، الندائيين الذين حضروا بكثافة في احد نزل العاصمة من تغول حركة النهضة وبسط سيطرتها على المشهد السياسي ما بعد سنة 2019، داعيا بقية القوى السياسية الديمقراطية إلى التوحد وإعادة التشكل من اجل تحقيق التوازن السياسي المنشود.
ومن جانبه، اقترح القيادي بالحزب، وأحد الداعين إلى مبادرة “لم الشمل” منذر بلحاج، مع عدد من إطارات وقيادات نداء تونس منح اللجنة المكلفة بإعداد المؤتمر، المزمع عقده في افريل المقبل، مهمة تسيير الحزب إلى حين عقد المؤتمر.
وشدد على وجوب لم الشمل والابتعاد عن منطق الإقصاء والتجميد لأنه من وجهة نظره لا يخدم مصلحة الحزب الذي بني على التنوع وحق الاختلاف.
وخلص الى إن مصلحة الحزب تقتضي اليوم أكثر من أي وقت مضى لم الشمل والذهاب إلى مؤتمر ديمقراطي تشارك فيه قواعد الحزب دون إقصاء.
يذكر أن عددا من قيادات نداء تونس من بينها رضا بلحاج تنبنت مبادرة ” لم شمل الندائيين”، ومقترح المكتب التنفيذي بتشكيل هيئة تسييرية جديدة تكلف بقيادة الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر القادم وتكون تركيبتها مشتركة ومتوازنة بين الهيئتين التأسيسية والسياسية والمكتب التتنفيذي، ولا تتضمن أحدا من قيادة الحزب بهدف ضمان شفافية أشغال المؤتمر.
وفي بيان لها، يوم الخميس الماضي، قررت الهيئة السياسية لحزب حركة نداء تونس، تجميد عضوية رضا بلحاج ونشاطه صلب الحزب وهياكله، وإحالة ملفه على أنظار لجنة النظام بالحزب لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا.
وأوضحت الهيئة السياسية في هذا البيان أن قرار تجميد بلحاج يأتي بعد توفّر إثباتات لا يرتقي لها الشك حول تجاوزات قام بها المعني في حق الحزب وهياكله وقياداته، منبهة إلى عدم قانونية وشرعية الاجتماعات الموازية التي وقع وسوف يقع تنظيمها باسم من يسمون أنفسهم “المكتب التنفيذي سابقا”، بمبادرة من بعض الأشخاص من ذوي الأجندات الخاصة”، حسب تعبيرها.
من جانبه، قال رضا بلحاج إنّ قرار الهيئة السياسية المتعلّق بتجميد عضويته في الحزب “غير قانوني” معتبرا أنّه لا يحقّ لهذه الهيئة سوى إحالة الملفات على لجنة النظام الداخلي لا غير.
وكان اوضح، يوم الجمعة الماضي، في تصريح ل(وات) أنّه سيتمسّك بموقعه كمنسّق عام وممثل قانوني لنداء تونس خاصّة، معتبرا أنّ حافظ قايد السبسي الذي كان وراء القرار لوجود خلافات معه قد فقد صفته كمدير تنفيذي منذ جويلية 2016 وذلك لعدم انعقاد المؤتمر الانتخابي للحزب، مؤكدا أنه سيعمل على تخليص تونس من حافظ قايد السبسي الذي أضرّ بالبلاد وبوالده وأفقده جميع أوراقه السياسيّة، على حد قوله.