قدم المفكر والفيلسوف التونسي يوسف الصديق يوم الأربعاء بمعهد تونس للترجمة ندوة بعنوان “الترجمات في اللغة العربية، القضايا والإشكالات”. وتطرق في هذه الندوة بالخصوص إلى صعوبة نقل وترجمة النصوص العلمية والدينية التي تختلف تماما عن ترجمة النصوص الأدبية والإبداعية.
وقدم يوسف الصديق للحاضرين لمحة عن تجربته في خوض ميادين مختلفة في الترجمة من الفرنسية واليونانيّة إلى اللغة العربية. وتحدث عن مختلف أنواع النصوص التي تتم ترجمتها وعن أبرز مميزاتها على غرار النصوص الكلاسيكية مثل “المعلقات السبعة” التي يسهل في ترجمتها تحديث المعاني وتجميل المعجم المستعمل على حد قوله، معتبرا أن معلقة ابن أبي ربيعة، مثلا، المعلقة الوحيدة التي تنتمي إلى عالم الجمال. أما بالنسبة للنصوص الأدبية الحديثة مثل كتابات حسن داوود فقد اعتبر ترجمتها سهلة وتكمن في اختيار “لغة تبدو كأنها لغة الصحف أو لغة إبداعية دون تكلف”. في المقابل تبدو ترجمة النصوص القرآنية وفق يوسف الصديق صعبة وذلك “لما يحمله الكتاب من قدسية من جهة وخلوه من الاستعارات وجماليات الكتابة من جهة أخرى الشيء الذي قد يسقطنا في فخ الترجمة الحرفية”.
ويجدر الإشارة إلى أن يوسف الصديق من مواليد توزر سنة 1943 وهو فيلسوف وعالم انثروبولوجي تونسي متخصص في اليونان القديمة وفي انثروبولوجيا القرآن. له عدّة أبحاث ودراسات منشورة باللغة الفرنسيّة متعلّقة بالحقل القرآني وتوابعه الثقافية، وانتهج التعريف بالمكتسبات الحضارية الخاصة بالعرب والمسلمين. له عديد الترجمات مثل كتاب “تفسير الأحلام” لمحمد ابن سيرين (1993)، “في مدح التجارة” لابن علي الدّمشقي” (1994)، “التفكير في الاقتصادي” لبريسون وابن سينا (1995)، “القاموس التاريخي للفكر الاقتصادي العربي الإسلامي” لبريسون وابن سينا وغيرها..