تبرز لدى التلميذة ياسمين التومي، ذات الاثني عشر ربيعا وتقطن معتمدية سليمان (ولاية نابل)، امكانات كبيرة للريادة كما تتجلى عندها إرادة قوية لتصبح رمزا لمكافحة التغيرات المناخية في تونس، أسوة بالمناضلة السويدية، غريتا ثنبورغ .
يذكر أن غريتا، مراهقة سويدية عمرها 16 سنة، ألهمت الشباب عبر العالم بأسره في مجال مكافحة آثار انخرام المناخ وما يعرفه من تغيرات، من خلال حركة نظمتها في العاصمة ستوكهولم وهي: “الاضراب عن الدراسة من أجل المناخ”.
وباتت غريتا، مذ ذلك الحين، مطلوبة من طرف برامج الامم المتحدة للتحسيس بضرورة التّدخل ضدّ آثار الانحباس الحراري ومشاكل المناخ.
“من حقي العيش في مناخ سليم، ولكل أطفال تونس الحق في العيش في مناخ سليم”، هكذا تحدثت التلميذة، ياسيمن التومي، الثلاثاء، بمناسبة إطلاق المكتب الاقليمي – شمال إفريقيا للصندوق العالمي للطبيعة، لمشروع “تعبئة المجتمع المدني لتعزيز الحوار من اجل التكيف مع تغيرات المناخ”.
ويستهدف المشروع، الذي تصل كلفته الى زهاء 600 ألف أورو، تعبئة 30 منظمة غير حكومية من أجل “حوار بنّاء مع السلطات العموميّة” في مجال المناخ.
ودعا مسؤولو الصندوق العالمي للطبيعة تونس – شمال افريقيا، الفتاة لتقدم شهادتها، لاعجابهم بالتزامها وحبها للطبيعة. وحضرت ياسمين، رغم انها “لم تشارك، مطلقا، في تظاهرات شبيهة”، وفق ما اكدت لـ”وات”، شقيقتها الكبرى، شيماء، التي حضرت لدعمها ومساندتها في هذا التجربة “الهامة جدا” بالنسبة اليها.
واعتلت ياسمين منصة المحاضرين لاول مرة مع مسؤولين تونسيين وأوروبين، مكلفين بملفات المناخ والتنمية المستديمة ( وزارة البيئة والصندوق العالمي للطبيعة فرع فرنسا والوكالة الفرنسية للتنمية…).
“أريد أن أعيش وأصبح كبيرة تماما مثلكم، وأن أستمع في المستقبل، الى طفل سعيد، يدلي بشهادته امام جمهور شبيه بهذا “، هكذا تحدثت التلميذة الصغيرة بلسان طليق، في نهاية مداخلة لها، القتها لاوّل مرة في حياتها امام جمهور.
وجاءت ياسمين لتحكي تجربتها وتجارب زملائها بالمدرسة الابتدائية صالح عزيز بسليمان (نابل)، فهي ناشطة بنادي البيئة بالمدرسة وكذلك مع جمعية للبيئة والتنمية بسليمان، وروت المتاعب التي عاشها التلاميذ خلال الفيضانات وسيول الطمي القاتلة، التي شهدتها المنطقة ( 22 و23 سبتمبر 2018 ) وخلفت اضرارا كبيرة، قدرت بالمليارات.
“لقد فقدنا كراساتنا وكتبنا ومرض عدد من التلاميذ وباتت مدرستنا مهددة وكذلك مدينتنا بفعل فيضان “وادي الباي”، هكذا قالت بمرارة وعتب. ورغم صغر سنها، عبرت عن إدراكها بان هذه الظواهر القصوى ناجمة عن التغيرات المناخية وانها تهدد مستقبل الاجيال القادمة.
واعتبرت المتحدثة الصغيرة، أنّ “سبخة سليمان كانت بالنسبة لنا الحل ازاء للفيضانات… لقد امتصت المياه وساهمت في الحد من آثار الفيضانات “.
وتعملت ياسمين، المتفوقة دراسيا بمعدل لا يقل عن 18 من 20 ، على مدى ست سنوات، من خلال نادي البيئة بمدرستها، انه توجد دائما حلول لمجابهة التغيرات المناخية وان هذه الحلول يجب ان تاخذ في الاعتبال حقوق اجيال المستقبل.
وتعبر عن قناعتها ” بوجوب حماية المناطق الخضراء والمناطق الرطبة بمنطقة سليمان (حوالي 225 هكتار)، والتي ادرجت ضمن معاهدة “رامسار”. وتضم هذه المنطقة تشكيلات متنوعة من الطيور والنباتات النادرة من بينها النحام الوردي والبط ذو الرأس الابيض”.
وتحلم ياسمين، آخر العنقود في عائلة من 5 افراد (الوالدان وثلاث بنات) بان تتراس جميعة بيئية على غرار مدرستها سعاد الشطوطي التي هي في نفس الوقت مدرستها ورئيسة جمعية البيئة والتنمية المستدمية بسليمان.