“انتخابات 2019 … استعدادات اليوم ومعارك الغد” “وجها لوجه … هل استعدت تونس لمعالجة ملف عودة الارهابيين؟” و”نداء تونس أو حزب الازمة هل يكون الملاذ مرة أخرى؟” و”لن يعجز الجزائريون عن ايجاد الحل”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن تونس تقف أمام مواعيد انتخابية حاسمة تستوجب من كل من يريد أن يحصل على ثقة التونسيين أن يقدم لكل الناخبات والناخبين تصوره لمشاكل تونس وللحلول التي ينبغي تطبيقها في الخماسية القادمة اذ نحتاج لرفع مستوى النقاش ولحوار فعلي حول الاختيارات الكبرى للبلاد مبرزة أننا نريد صراع برامج وأفكار وتصورات وحلول عملية قادرة على التنفيذ خاصة أن الزمن الانتخابي يتقدم بسرعة فائقة ولا نعتقد أنه من الجدي أن نترك هذا النقاش الى الحملة الانتخابية التي بينت التجربة التونسية أنها ليست الفترة الملائمة لمثل هذا النقاش.
وأضافت أننا أمام معركتين حاسمتين تتعلق الاولى بالمشاركة الشعبية عبر التسجيل أولا والتصويت ثانيا ومعركة ثانية نريدها حول أفكار ومشاريع وحلول عملية، هذا بالطبع لو أردنا تجسير الهوة بين التونسيين ونخبتهم السياسية واعادة الثقة في كل العملية الديمقراطية مشيرة الى أن مستقبل تونس وديمقراطيتها مرتهن بربحنا المعركتين الاساسيتين.
وأبرزت أن ثلث التونسيين الذين يحق لهم التصويت هم غير مسجلين في القوائم الانتخابية والمهمة الاولى والرئيسية اليوم لهيئة الانتخابات وللاحزاب وللجمعيات ولكل وسائل الاعلام هي تسجيل أقصى عدد ممكن من التونسيات والتونسيين واقناع الجميع بأن الانتخاب حق لا ينبغي التفريط فيه وأن تغيير الاوضاع لا ولن يتم الا عبر صندوق الاقتراع وأن من يحرم نفسه من هذا الحق فقد حرم نفسه من التأثير على الاوضاع العامة للبلاد وبالتالي على أوضاعه الخاصة مضيفة أنه ينبغي أن نعلم أن اقناع هذا الثلث الذي لم يسجل بعد بضرورة التسجيل عملية صعبة ومعقدة فنحن ازاء الشرائح الاجتماعية والعمرية الاكثر عزوفا عن المشاركة السياسية بصفة عامة والامر يزداد عسرا مع غلبة موجة التشاؤم عند جل التونسيين ولكن صعوبة المهمة لا ينبغي أن تدفعنا الى اليأس في اقناع هذا الجزء من مواطنينا في ضرورة المشاركة والانخراط في العملية السياسية وبصفة عامة والعملية الانتخابية بصفة أدق، وفق تقدير الصحيفة.
واعتبرت (الشروق) في مقال بصفحتها السادسة، أن المقاربة الامنية والقانونية في ملف عودة الارهابيين لا تفي بالغرض فهؤلاء الارهابيون الذين هادنوا مع الدم والقتل البشع والجرائم الشنيعة لم يعودوا الى البلاد وفق ارادتهم بل وفق انقلاب العادلة ابلتي قضت بتقهقر تنظيماتهم وهو معطى مهم يؤكد خطورتهم مشيرة الى أن الاقتصار عن الحديث بشأن تكوين قضاة وأمنيين في الموضوع غير كاف حيث كان التونسيون يتطلعون الى تشييد معسكرات ومعاقل معزولة وبنى تحتية تستوعب هذه العودة كما أن الدولة تتساهل في التعاطي مع هذا الملف الحساس.
وفي هذا السياق تساءلت الصحيفة، هل قدمنا مقاربات تهم تشريك الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمختصين في الشأن الديني وغيرهم في برامج تأهيل خاصة لابناء الارهابيين وأسرهم؟ أم أننا سنودع هؤلاء الارهابيين في ذات السجون التي تعج بسجناء الحق العام والذي فاقت درجة استيعابهم في بعض السجون نسبة 170 بالمائة؟ معتبرة أنه من الواجب تقديم رسائل طمأنة للتونسيين الذين كانوا دائما في صف دحر الارهاب من بلادهم لكن من الحكمة أيضا أن نشير الى تواصل الخطر الارهابي والذي كشفته العمليات الارهابية الاخيرة ومنها ملف الرسائل المسمومة واعتداء الارهابي، عادل الغندري، على قاض حيث تبين هذه الاحداث أن هؤلاء الارهابيين لا يرتدعون.
وأضافت أن الدور الامني في التعاطي مع مجابهة الارهاب والتعامل مع عودة الارهابيين يمكن الجزم فيه بوجود استعدادات كبرى لانجاح التعاطي مع هذا الملف وتبادل المعلومات الامنية الاستخباراتية فيه وكل شخص يشتبه في تورطه في أعمال ارهابية خارج تونس سيتم سماعه والتعامل معه على أنه ارهابي وفق قانون الارهاب مؤكدة أن الجهات الامنية واعية بالحيل التي يمكن لهؤلاء توخيها لمغالطة السلطات بشأن وجودهم في سوريا والعراق كالحصول على شهائد تربص أو دراسة مزورة من تركيا ونأمل في أن تنسج باقي المؤسسات على نفس المنوال لنقي تونس من خطر الارهاب.
أما جريدة (الصباح) فقد تطرقت في تحليل اخباري نشرته بصفحتها الثالثة، الى أزمة نداء تونس مشيرة الى أنه لا أحد من مؤسسي هذا الحزب كان يتوقع أن يؤول مشروع حزب انقاذ البلاد كما أطلق عليه حينها الى “أزمة تونس” بكل ما في الكلمة من معنى، فالحزب الذي نافس حركة النهضة في انتخابات 2014 من أجل تغيير الاوضاع الى الافضل كما ورد في شعارات التأسيس الاولى غرق في مشاكله وأزماته وصراعاته الداخلية وزج بالبلاد ومؤسسات الدولة معه في صراعات متتالية وفي نفق مظلم على امتداد ثلاث سنوات.
وأضافت أنه رغم ذلك يصر الندائيون اليوم وسط كل الصراعات والخلافات المحيطة بمسار مؤتمرهم المرتقب بتاريخ 6 أفريل المقبل أن يقدموا نداء تونس في صورة الخيار والحل الوحيد لتمثيل العائلة العائلة الوطنية التقدمية الديمقراطية في الانتخابات القادمة والتقليل من شأن منافسيهم المحتملين وفي مقدمتهم حزب الشاهد الجديد مشيرة الى أن المتأمل في تصريحات شقي الخلاف اليوم صلب النداء سواء الهيئة السياسية والملتفين حولها أو مجموعة لم الشمل والمتحمسين لها يجد خيطا رابطا بينها، ورغم حدة التجاذبات وضراوتها فان الطرفين يلتقيان في اصرارهم على اعتبار حزب نداء تونس البديل الوحيد لحزب نداء تونس في المستقبل ولا عنوان آخر للوطنيين والديمقراطيين والتقدميين الا النداء لخلق توازن على الساحة لمنافسة حركة النهضة، حسب ما جاء بالصحيفة.
ورأت (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أنه لا شك أن شعب الجزائر الذي تجاوز محنة الاستعمار الغاشم ومجازره المروعة وخرج منها بنصر يشهد به العالم والخارج من محنة سنوات الرصاص والدم، عشرية الدم والقتل الممنهج، قادر أيضا على ايجاد الحلول المناسبة للخروج من أزمته الحالية وقادر على الدفع بالخلافات نحو الحلحلة وبالخصوص على تدوير الزوايا الحادة لتليينها وتقريبها أكثر ما يمكن من التفاهم والاتفاق مشيرة الى أنه لا أحد يستطيع أن يلوم الشعوب على رغبتها في التغيير والتقدم وفي اختيار من يحكمها كما أن لا أحد أيضا يستطيع ان يجبر الدولة على الرضوخ لما لا ترغب فيه لكن الجميع يستطيعوا أن يركنوا الى قناعة مفادها أن الشعب والحكم في الجزائر قادران على ايجاد الحلول والخروج من الازمة التي يدفع باتجاهها الكثيرون وينتظر انفجارها الكثيرون أيضا.
وأضافت أن هذه الثقة في شعب وبلد المليون شهيد هي التي تترك الباب مفتوحا على كل الخيارات السلمية وكل الحلول التوفيقية وتقطع الطريق على هواة نشر الفتن والراغبين في فصول جديدة من الدماء والخراب كما أنها تشكل امتحانا حقيقيا للشباب الجزائري الذي لم يعايش فترة الاستعمار ولم يكتو بنيران العشرية السوداء ليختبر قدراته العملية وخبراته السياسية وطموحاته الديمقراطية وليحافظ على جزائر منيعة تختلف في ما بينها لكنها تحسم خلافاتها دون أن تعطي فرصة للاخرين كي يتدخلوا في شؤونها، حسب ما ورد بالصحيفة.