“المرأة الريفية نحو الأمام” هو عنوان مشروع أعلنت عن انطلاقه جمعية تواصل الأجيال بصفاقس في ورشة نظمتها، اليوم السبت، بمشاركة عدد هام من النساء الريفيات من عدد من معتمديات الولاية، وبحضور ممثلي عديد الهياكل والمنظمات والجمعيات ذات العلاقة بالموضوع والمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية، والمرأة، والشؤون الاجتماعية، إلى جانب محضنة المؤسسات، واتحاد المرأة، واتحاد الصناعة والتجارة.
المشروع الذي تزامن إطلاقه مع اليوم العالمي للمرأة الموافق ليوم 8 مارس يحظى بدعم وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن ويهدف أساسا إلى دعم قدرات المرأة الريفية في مجال ريادة الأعمال وبعث المشاريع، وفق ما بينته منسقة المشروع، مروة العفاس، في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس على هامش الورشة.
ويشمل المشروع نساء ريفيات من 8 معتمديات من جهة صفاقس هي على التوالي الغريبة، والمحرس، والصخيرة، وعقارب، وقرقنة، وبئر علي بن خليفة، وجبنيانة، والحنشة، وهي معتمديات تعرف تدنيا للمؤشرات التنموية خاصة في ما يتعلق بالمرأة الريفية واندماجها في الدورة الاقتصادية والإجتماعية.
ويسعى المشروع الذي يمتد على 8 أشهر إلى تكوين 50 مرأة ريفية ترغب في بعث مشاريع صغرى في مجالات الفلاحة والصناعات التقليدية، وتحويل المنتوجات الغذائية المحلية مثل الأجبان والتين واستخراج الزيوت النباتية وغيرها.
وأوضحت منسّقة المشروع أنه بعد فترة تحسيسية للتعريف بالمشروع في مختلف المعتمديات المعنية امتدت خلال شهري جانفي وفيفري بالتنسيق مع المعتمدين، وخلايا الإرشاد الفلاحي، واتحادي المرأة والصناعة والتجارة، قامت جمعية تواصل الأجيال بضبط قائمة المستفيدات من البرنامج اللائي سينطلقن في دورات تكوينية في مجالات التنمية الذاتية، والتثقيف المالي، وفن التواصل والتسويق، وصياغة مخططات الأعمال، وإثر استكمال الدورات التكوينية سيتم اختيار 3 أحسن أفكار مشاريع لدعمها بتوفير مواد عينية.
وأكدت فتحية بالفقي (47 سنة) من منطقة قرقور، وهي إحدى من المشاركات في معرض خاص بالنساء الريفيات انتظم على هامش الورشة، في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس، أنها استفادت إلى جانب عدد من النساء الأخريات بتدخلات لدعم المرأة الريفية.
وقد عرضت فتحية رفقة هؤلاء النسوة نماذج من منتوجاتها في رحي التوابل وهو مشروع أنجزته رفقة 4 نساء من هذه المنطقة بدعم من الجمعية التي وفرت لهم آلة الرحي وكمية من التوابل.
وعبّرت فتحية عن أملها في أن تتولى مصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز ايصال الضغط العالي لتشغيل الآلة الكبيرة التي وفرته لها الجمعية دون التمكن من تشغيلها منذ السنة الفارطة.
وقد قامت الجمعية بتوفير آلات صغيرة الحجم تتماشى والضغط الكهربائي المتوفر وهي لا تفي بالحاجة بحسب ما بينته زميلة فتحية راضية باللطيف (55 سنة) التي قالت أن النساء في قرقور تعملن في الفلاحة والبحر (زيتون، صيد المحار) ولكن تراجع المنتوج جعلها تعيش وضعيات صعبة تنعكس على الظروف الاقتصادية للعائلات.
وعبذرت راضية عن انشغالها من عدم استفادة النساء الريفيات من التغطية الاجتماعية والصحية، داعية إلى إيجاد حل لهذه المعظلة التي تعاني منها آلاف النساء الريفيات.
وأشارت رئيسة جمعية تواصل الأجيال، سنا كسكاس، من جهتها في كلمتها افتتاحية، إلى المعاناة التي تعيشها المرأة الريفية في تونس رغم ما تبذله من جهود لفائدة العائلة والتنمية والاقتصادي على الصعيد الوطني.
وأكدت كسكاس اهتمام الجمعية بهذه الشريحة الاجتماعية الهشة وعملها من أجل تحسين أوضاعها في مناطق مختلفة من خليج قابس وولاية صفاقس تحديدا.
واعتبرت أن مسألة الدفاع على النساء الريفيات ليست بالأمر الصعب بالنظر الى حجم الصعوبات التي تحف بهن في وسطهن العائلي، والاجتماعي، والمهني.
يشار إلى أن افتتاح الورشة شمل عرض فلم قصير للنساء الريفيات المتميزات من إعداد وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، وتضمن شهادات ونماذج لتجارب مشاريع ناجحة انجزتها المرأة الريفية في عديد المناطق والاختصاصات.
الوسوماخبار تونس المراة الريفية المصدر التونسية تونس تونس اليوم