ينتظر أن يتم غدا الاثنين الإعلان عن نتائج التحاليل التي أجريت للوقوف على الأسباب الحقيقة لحدوث التعفنات السارية التي تسببت في هبوط سريع في الدورة الدموية وأودت بحياة 11 رضيعا بقسم الولدان بمركز وسيلة بورقيبة بالرابطة، وفق ما أفادت به المديرة العامة للصحة نبيهة البرصالي فلفول، في تصريح، الأحد، لوكالة تونس افريقفيا للأنباء.
وأكدت أن التحاليل التي أخذت للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفيات، والتي تم رفعها إلى ثلاثة مخابر مختلفة تفاديا لأي تشكيك في نتائجها، من المنتظر أن تكون جاهزة يوم غد الاثنين، موضحة أن هذه التحاليل من شأنها إثبات المصدر الأصلي لهذه التعفنات حتى يتم القضاء عليها نهائيا، وتحديد المسؤوليات قطعيا وعدم الاكتفاء بمجرد افترضات.
وأوضحت المتحدثة أنه تم إعلام الوزارة بعد حدوث أربع حالات وفاة حصلت يوم 7 مارس، وعقدت لجنة الوقاية من التعفنات على مستوى المستشفى على اثرها جلسة يوم 8 مارس وقامت بدراسة الملفات الطبية للرضع المتوفين، وبحثت الأسباب الممكنة للوفاة ومصدر التعفنات في الدم، مؤكدة أن الاحدى عشرة وفاة حصلت بين الساعة العاشرة من مساء يوم 7 مارس و التاسعة ليلا من مساء 8 مارس الجاري.
ووفق ما أكدته البورصالي، تنقلت تفقدية طبية متكونة من 18 خبيرا بين أطباء تفقد وصيادلة تفقد، وممثلون عن المخبر الوطني لمراقبة الأدوية وإدارة الدواء والصيدلة، وأمضت كامل أمس السبت في دراسة مختلف مفاصل مسار العمل في المستشفى، ودراسة الملفات، وأخذ عينات من المحيط والأدوية والأمصال، مشيرة إلى أن قاضي التحقيق تحول أيضا للمستشفى وحقق مع كل الفريق العامل به بما في ذلك رئيس القسم لتحديد المسؤليات، ومرتكبي التجاوزات.
ولفتت إلى أنه تم استبعاد كل الأدوية والمستحضرات التي تم استعمالها للرضع المتوفين، وتم منع استخدامها، واسبتدالها بأخرى كاجراء احتياطي، مشيرة إلى أنه لم تسجل أية حالة وفاة جديدة بعد الحالات التي تم الاعلان عنها أمس، وأن الوضعية مستقرة وتحت المراقبة ويتم حاليا الإحاطة بالاطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى.
ويشار إلى أن وزير الصحة، عبد الرؤوف الشريف، قدم استقالته إلى رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الذي قبلها، وأعلن عن فتح بحث إداري للوقوف على ملابسات هذا الحادث، متوعدا بمحاسبة كل من سيكشف عنه هذا البحث.
وكشفت النتائج الأولية للأبحاث، التي باشرتها خلية الأزمة بوزارة الصحة، بخصوص وفاة 11 رضيعا، أن الوفيات يرجّح أن تكون ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعا في هبوط في الدورة الدموية choc septique، وقد تمّ رفع العينات لدى الولدان والوسط العلاجي لتحديد نوعية ومصدر التعفّنات.
ومن جانبه، أفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائيّة بتونس، سفيان السليطي، بأنّ النيابة العموميّة أذنت بفتح تحقيق في حادثة الوفاة ،مبرزا، في تصريح، يوم أمس السبت، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنّ النيابة العموميّة بالمحكمة الابتدائية بتونس قد تعهّدت بالموضوع وبأنّ قاضي التحقيق قد تحوّل على عين المكان صحبة ممثل النيابة لتحديد ظروف وملابسات الحادثة، مؤكدا أنه سيتمّ نشر جميع المعطيات المتعلّقة بها في القريب العاجل لإنارة الرأي العام، بحسب تعبيره.