أجمع أعضاء حركة نداء تونس على أن الهيئة السياسية لم تتدخل في أشغال لجنة إعداد مؤتمر الحزب المقرر عقده يوم 6 أفريل 2019، مؤكدين أنه موعد ثابت ولم يقع تأجيله، وأنه وقع تعيين الشخصية المستقلة سميرة بالقاضي لرئاسة اللجنة، خلفا لرضا شرف الدين.
وشدد عدد من أعضاء الحزب، من بينهم النواب سفيان طوبال وعبد العزيز القطي وأعضاء من لجنة إعداد المؤتمر، خلال ندوة صحفية اليوم الجمعة بمقر النداء بالبحيرة، على أن رضا شرف الدين، رئيس اللجنة المستقيل، يوم الأربعاء الماضي، تعرّض إلى ضغوطات كثيرة ومعه عدد من أعضاء اللجنة. وذكرت سميرة بالقاضي إن اللجنة تتكون حاليا من أربعة أشخاص من أصل 12 عضوا سيواصلون بقية العمل إلى حين موعد المؤتمر.
وقال عضو اللجنة عيسى الحيدوسي، إن “الهيئة السياسية لم تتدخل في عملنا وكل ما طلبناه منها تم توفيرها لنا”، وتابع قائلا “هنالك أشخاص داخل لجنة إعداد المؤتمر كانت لديهم أجندات أخرى كما أن بعض المستقيلين والعائدين إلى الحزب يحاولون تنفيذ أجندات خاصة بهم”. وبعد أن أكد عدم وجود أي تدخّل في بيع الإنخراطات من قبل الهيئة السياسية، أشار الحيدوسي إلى “وجود أطراف داخل الحزب تحاول إفشال المؤتمر وتتدخل في أمور الحزب الداخلية إلى درجة طلب إبعاد المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي من الحزب”.
من جهته دعا عضو الحزب، النائب عبد العزيز القطي، مجموعة “لم الشمل” (الشق الآخر في نداء تونس) إلى الإلتحاق بالمؤتمر والمشاركة فيه ووجه الدعوة كذلك إلى “كل المستقيلين والمقاطعين والغاضبين”، حسب تعبيره، للمشاركة في المؤتمر والتعبير عن مواقفهم بكل ديمقراطية، مؤكدا أنه “لا يمكن إعادة حزب النداء، إلا عبر الإنتخابات في إطار مؤتمر ديمقراطي”.
أما النائب سفيان طوبال، فقد أكّد ردا على بيان استقالة أعضاء لجنة إعداد المؤتمر، أن اللجنة عملها فني بحت وليس سياسيا، نظرا إلى أنها تضم أشخاصا من الحزب وآخرين مستقلين، وبالتالي فإن من يحدد سياسة الحزب، هي هيئته السياسية وليس أشخاصا غير منتمين له أو من المكلفين بإعداد المؤتمر.
وشدد طوبال على أن الهدف من إعداد هذا المؤتمر الأول لنداء تونس، هو بناء مؤسسات صلب الحزب لم تكن موجودة، ملاحظا أنه سيقع خلال المؤتمر انتخاب المكتب الوطني الذي سيضم 217 عضوا يمثلون جميع التنسيقيات في الجهات وفي الداخل والخارج وسيكون “المؤسسة التي تتخذ القرارات داخل الحزب”، فضلا عن انتخاب هيكل استشاري وهو المجلس الوطني الذي سيكون مكوّنا من أعضاء المكتب الوطني وأعضاء الحزب في البرلمان والمنسقين عن لجان المرأة والشباب.
يُذكر أن لجنة إعداد مؤتمر حركة نداء تونس، كانت أعلنت في بيان إعلامي مساء الأربعاء، 13 مارس 2019، حمل توقيع رئيسها، النائب بالبرلمان رضا شرف الدين، عن إنهاء مهامها. وذكر نص البيان، أن اللجنة الوطنية لإعداد المؤتمر قررت أن تترك لقيادة الحزب المسؤولية الكاملة في مواصلة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه”.
من جهتها اعتبرت مجموعة “لمّ الشمل” التابعة لنداء تونس، أنّ القرار الصّادر عن الهيئة السياسية والمتعلّق بضبط موعد ومكان ورزنامة المؤتمر، “قرار باطل ولاغ ولا يعتدّ به”. وقالت هذه المجموعة في بيان أصدرته أمس الخميس، إن ذلك يعدّ “محاولة يائسة للسطو على صلاحيات لجنة إعداد المؤتمر وإرادة الندائيين من طرف مجموعة انعزاليّة وأقليّة لا تقوى على مجابهة الإستحقاق الإنتخابي في مؤتمر ديمقراطي”، ملاحظة أن انسحاب لجنة إعداد المؤتمر هو نتيجة موضوعية ومنطقية لمسار تواتر التعقيدات والتعطيلات المتعمّدة التي تعرّضت لها من قبل الهيئة السياسية المنتهية صلاحيتها.