أدرك اعتصام أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل أمام معتمدية المحرس من ولاية صفاقس يومه ال41، مسجلا تدهورا في الحالة الصحية لعدد ممن دخلوا في إضراب جوع وحشي منذ 7 أيام حيث تم نقل عدد منهم إلى المستشفى الجهوي بالمحرس، وذلك احتجاجا على “عدم تجاوب السلط المحلية والجهوية مع مطالبهم المتمثلة في فتح فرص للتشغيل للعاطلين عن العمل وخلق فرص التنمية للمعتمدية”، وفق تعبيرهم.
وأوضح أحد المعتصمين (علي عمران) في تصريح لمراسل (وات) بالجهة أن “عدد الذين دخلوا في إضراب وحشي عن الطعام بلغ 10 من مجموع 30 معتصما ممن يقضون كامل اليوم طيلة ايام في خيمة الاعتصام”، مشيرا إلى أن “عدد المعتصمين يصل في النهار إلى 150 معتصما”،
وأكد تواصل التزام المعتصمين “بالطابع السلمي والحضاري لاحتجاجهم رغم تجاهل المسؤولين لهم”، حيث نصبوا الخيمة خارج حرم المعتمدية لعدم تعطيل حركة الدخول إليها وقضاء المواطنين لمصالحهم، وهو مااكده عادل المانعي (عاطل عن العمل وأب لطفل) الذي شدد “حرص العاطلين عن العمل على استقلالية تحركهم وعدم تسييسه من أي طرف حزبي”.
وعبر المعتصمون عموما عن حالة اليأس والإحباط التي وصلوا لها “نتيجة تصرف المسؤولين الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التنقل والمواساة في غياب تقديم حلول لطالبي التشغيل والتنمية”، وعن استيائهم “من تجاهل السلط المحلية والجهوية والمركزية لمنطقة المحرس التي لم تستفد من امتيازات الدولة ولا تتمتع بالتمييز الإيجابي”.
واشاروا إلى “الحالة المزرية” للأرياف فيها مثل بوعكازين، عيثة الشلايا، الصمارا، سيدي غريب، الشعّال وغيرها من المناطق التي لم يجد الشباب فيها فرصا للكسب والعيش، واستهجنوا “خروج معتمد المكان في إجازة دون التفاعل مع مستجدات الاعتصام وما بلغه من وضع خطير”.
ونبه المعتصمون من “تطور خطير في اعتصام المحرس من الناحية الإنسانية والاجتماعية” واكدوا “مضيهم في اعتصامهم وإضراب الجوع إلى حين الاستجابة لمطالبهم”، وأشاروا في ذات الوقت إلى أن “دفعة ثانية من الشباب تستعد للدخول في إضراب الجوع والالتحاق بالمجموعة الأولى كخطوة تصعيدية على تجاهل السلط العمومية المحلية الجهوية والمركزية لمطالبهم”.