قدمت كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، الجمعة 29 مارس 2019، ملفا مشتركا بعنوان “المهارة والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكسي” قصد إدراج هذه الأكلة المغاربية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونسكو).
وتم توقيع ملف التسجيل، صباح الخميس 28 مارس 2019، بمقر اليونسكو بباريس، من قبل ممثلي الدول المغاربية وهم سفير تونس لدى اليونسكو، غازي الغرايري، وسفير الجزائر في باريس واليونسكو، عبد القادر مسدوع، وسفيرة المغرب لدى اليونسكو، زهور علوي والمسؤول عن أعمال الوفد الموريتاني لدى اليونسكو، محمد البشير أولاد الحاج، وذلك قبل تسليمه إلى أمانة اتفاقية 2003.
ويعدّ إيداع هذا الملف، باعتباره الخطوة الأولى نحو تسجيل هذه المهارات، التي تحمل رمزية ودلالة تاريخية واجتماعية واقتصادية، تتويجا لعمل طويل وشاق قام به خبراء بلدان المغرب العربي، التي وقعت سنة 2003 على “اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وذلك بدعم من وزارات الثقافة في هذه البلدان الأربعة فضلاً عن الهياكل المسؤولة عن حماية وتعزيز التراث.
ويعتبر الكسكسي والمهارة والخبرة والممارسات المرتبطة به طابع بديهي يؤكد الهوية المغاربية. وتتواجد هذه الأكلة، البارزة بشدة في تقاليد الطبخ في جميع أنحاء المنطقة، في لحظات الفرح والحزن لدى الطبقة الغنية والفقيرة على حد سواء وكذلك في المدينة والريف.
ويمثل الكسكسي عنصرا موحدا للثقافة المغاربية رغم اختلاف طرق إعداده وتقديمه. وتتجلى هذه الأكلة، التي تعتمد على مادة السميد، بطرق متعددة ومتنوعة من جنوب موريتانيا إلى البحر المتوسط.
ويؤثث هذا المكون الثقافي غير المادي للمغرب العربي، الذي يطبخ مع لحم الغنم أو الخضروات أو السمك كما هو الحال في تونس، طاولات أكبر المطاعم في العالم.